نظرة جديدة على التعليم

هل يمكن لكاميرات الفيديو التي يتحكم بها المعلم تغيير مسار عملية الملاحظة في الصفوف الدراسية؟

Image of woman looking through magnifying glass at a document containing a report

تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية “A New Lens on Teaching”.
تاريخ النشر: ١٠ ديسمبر ٢٠١٤

ترجمة: Mona Shalhoub

مراجعة: Lamyaa Mady

عندما يشير مشرفك إلى وجود خلل ما في الطريقة التي تؤدي بها وظيفتك، فمن المحتمل أن تحاول جاهداً تلقي النقد بشكل بنّاء واستخدامه كمحاولة لتحسين أدائك. ولكن على الرغم من نضجك المثير للإعجاب، فأنت إنسان، وقد تشعر أيضًا أنك في موضع دفاع، أو تشعر بالاستياء- اعتمادًا على علاقتك مع رئيسك في العمل. أو قد تشعر بالارتباك لأنك لم تلحظ تعليق رئيسك بالعمل من تلقاء نفسك، أو قد لا تشعر بأنه المؤشر المناسب لقدراتك.

جميع مراجعات الأداء عرضة لهذا النوع من الانفصال، ولكن عندما يتعلق الأمر بالملاحظات في الصفوف الدراسية كمقياس لفعالية أداء المعلم، فإن المحاذير قد تكون عالية بشكل خاص. إن الملاحظات في الصفوف الدراسية ليست جديدة، لكنها أصبحت روتينية إلى حد كبير في السنوات الأخيرة ، مع أكثر من ٩٨ في المائة من المعلمين يتلقون نفس التقدير “مرْضي”. ويحاول عدد من الدول استعادة النزاهة في عملية التقييم (على سبيل المثال، يتم تدريب المشرفين واعتمادهم باستخدام معايير رسمية لتسجيل النقاط وتشجيع المشرفين على التمييز بشكل أكثر جدية). ولكن التنفيذ كان متفاوتاً لعدد من الأسباب منها: عدم وجود تدريب كافي للمشرفين، وافتقار المشرفين إلى معرفة المحتوى الخارج عن موضوع تخصصهم، وصعوبة إيجاد الوقت للقيام بكل الملاحظات المطلوبة.

لتقييم المرجو من الفيديو المستخدم في تقييم الأداء

هل هناك طريقة أفضل؟ يقوم الباحثون في مشروع أفضل خطوة للأمام في مركز أبحاث سياسة التعليم بجامعة هارفارد باختبار الفرضية التي تفيد بوجود  طريقةٍ أفضل. ففي دراسة محكمة في سنتها الثالثة الآن، ينظر الباحثون في التأثيرات التي تنتج عن نظام تقييم جديد يعطي كاميرات الفيديو للمعلمين ويسمح لهم بتسجيل الدروس التي يختارونها. ومن ثم يقوم المعلمون بمشاهدة الجلسات التي تم تسجيلها واختيار مقاطع الفيديو التي يريدون إرسالها للملاحظة. قبل التقديم، يمكنهم مشاركة مقاطع الفيديو مع أقرانهم للحصول على آرائهم، وربما اختيار القيام بتسجيل دروس معينة مرة أخرى لتخضع للمراجعة رسمية.

إن عملية اختيار مقاطع الفيديو لتقديمها للمراجعة، كما يعتقد الباحثون، ستعطي المعلمين الفرصة ليتأملوا ممارساتهم الخاصة عن كثب، وتقييم أي أخطاء وتصحيحها، وتقديم الدروس التي تعكس قدراتهم. وستصبح عملية الملاحظة أكثر قيمة بالنسبة لهم، وستقوم بإيجاد أساس أكثر وضوحاً وثراءً للمحادثة بعد الملاحظة وإدخال تحسينات مستمرة على ممارستهم. كما تساءل الباحثون عما إذا كانت عملية الفيديو ستقلل من المعاناة التي ستواجه المديرين في وضع البرنامج أثناء قيامهم بإدراك العديد من الملاحظات الشخصية لكل معلم. وأخيرًا، أراد الباحثون معرفة ما إذا كانوا سيشاهدون أي تغيير في تحصيل الطلاب بعد تقديم ملاحظات الفيديو.

تحوّل الملاحظة

على الرغم من أنه من السابق لأوانه تقييم ذاك السؤال الأخير، إلا أن النتائج الأولية للدراسة تحمل الكثير من الآمال التي ينعقد عليها المشروع، مشيرةً إلى أن الفيديو لديه الإمكانية لتحويل عملية الملاحظة إلى أداة أكثر معنى للمعلمين والمديرين. تم تجربة مشروع ” أفضل خطوة للأمام”- بقيادة كل من توماس كين، عضو هيئة التدريس ومدير مركز أبحاث سياسة التعليم بجامعة هارفارد، وميريام غرينبرغ، مدير المشروع – في عام 2012-2013، في 100 صف دراسي في مدينة نيويورك وجورجيا ونورث كارولينا. وانضم للدراسة في العام الماضي أكثر من 400 معلم وإداري من مقاطعات ديلاوير وكاليفورنيا وكولورادو وجورجيا. (وانضم 88 معلم آخر للدراسة من مقاطعة لوس أنجلوس الموحدة للمدارس هذا العام.) وتسمح ما يقرب من نصف المدارس للمدرسين بتقديم أشرطة الفيديو بدلاً من الملاحظات الشخصية في الصفوف الدراسية، بينما يستمر النصف الآخر في إجراء الملاحظات الشخصية.

تشمل النتائج التي ظهرت حتى الآن، والمستمدة من أدوات الملاحظة البعدية للمعلمين والإداريين المشاركين الآتي:

  • مقارنة ﺑﺎﻟﻣﻌﻟﻣﯾن الآخرين اﻟذﯾن ﺗﻟﻘوا اﻟﻣﻼﺣظﺎت بصورة ﺷﺧﺻﯾﺔ، وضح اﻟﻣﻌﻟﻣون المستخدمون للفيديو أن ﻣﺣﺎدﺛﺎت ﻣﺎ ﺑﻌد الملاحظة ﮐﺎﻧت أﻗل جدلاً. ومقارنةً بالإداريين الذين لاحظوا بالطريقة التقليدية، أفاد الإداريون الذين يستخدمون مقاطع الفيديو أن المعلمين كانوا أقل دفاعاً عن أنفسهم عند تلقي أراء الأخرين
  • قيّم المعلمون الذين طبقوا الملاحظات باستخدام الفيديو عملية الملاحظة على أنها أكثر عدلاً وأكثر إفادة من المعلمين خلال العملية التقليدية. وقالوا إنهم اكتسبوا إدراكاً لسرعة التدرج بالدرس، ولإدارة أوقاتهم، ولمعرفة استراتيجياتهم في طرح الأسئلة.
  • كان المعلمون الذين يستخدمون الفيديو أكثر قدرة على تحديد التغيير في ممارساتهم التعليمية التي نتجت عن رأي المسؤولين عنهم، من أقرانهم الذين تمت ملاحظتهم بالطرق التقليدية.
  • ذكر المسئولون أنهم يفضلون مشاهدة مقاطع الفيديو على البرمجة النصية، قائلين أن الملاحظة من خلال الفيديو سمحت لهم بالتركيز على لحظات محددة وتقديم رأي حاسم مرتبط بهذه اللحظات. ولكنهم شعروا أن مقاطع الفيديو لم تقدم الكثير من المعلومات حول فهم الطلاب كما فعلت الملاحظات في الصفوف الدراسية. وأفادوا أيضًا أن استخدام مقاطع الفيديو جعل جدولة الملاحظات في الصفوف الدراسية أكثر سهولة لهم، نظرًا لأنه يمكن مشاهدتها في أي وقت، ولكن عملية الفيديو لم تقلل إلى حد كبير من العبء الملقى على وقتهم.
  • كان المعلمون الذين طبقوا عملية الفيديو في الملاحظات في الصفوف الدراسية داعمين لاستخدام هذه الطريقة مستقبلاً بشكل أكبر من المجموعة المُحكمة (على الرغم من أن جميع المشاركين في الدراسة قد تطوعوا لاستخدام الفيديو للدراسة).* قام مشروع أفضل خطوة للأمام” باختبار مجموعة متنوعة من الحلول التكنولوجية خلال فترة الدراسة وتقييمها من أجل العثور على أكثر المعدات كفاءة وفعالية من حيث التكلفة وتطوير مجموعة من الممارسات المقترحة.

من المقرر صدور تقرير عن تأثيرات السنة الأولى (٢٠١٣-٢٠١٤) هذا الشتاء. ولمزيد من المعلومات، قم بزيارة مشروع أفضل خطوة إلى الأمام.