نحن نراكم

ما يتمنى الطلاب اللاجئون السوريون أن يعرفه معلميهم عنهم 

Hand drawing depicting a Syrian family fleeing war and going to Lebanon.  A second drawing depicts a one of the children in the family alone in a Lebanese school feeling extremely sad.

تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية :We See You

تاريخ النشر: 29 أكتوبر 2021

ترجمة: اسراء ورّار

مراجعة وتدقيق: لارا الخطيب

هناك شيء مشترك بين كثير من الطلاب اللاجئين الشباب حول العالم: مستقبلهم الذي لا يمكن التنبؤ به. إذ أن النزاعات التي أدت بهم وعائلاتهم للعيش والتعلم في أماكن أخرى لا تنتهي في بضعة أشهر. وسطياً، تستمر النزاعات لمدة تتراوح بين 10 و20 عامًا، مما يجعل عودة الطلاب اللاجئين إلى الوطن الأم شبه مستحيلة.

ومع ذلك، كما يشير مشروع Refugee REACH في كلية الدراسات العليا بجامعة هارفارد في بحثهم التعاوني الجديد “إعادة البناء” ReBuild مع معهد بحوث السلام أوسلو Peace Research Institute Oslo، يختار اللاجئون الشباب الذهاب إلى المدرسة أثناء نزوحهم “لأنهم يعتقدون أن الفرص قادمة.” إذ يتصورون نجاحهم في امتحانات آخر السنة والانتقال للمرحلة الجامعية أو المستوى التعليمي التالي. كما يتخيلون تكوين صداقات جديدة؛ الشعور بالأمان، والمساهمة في مجتمعاتهم_سواء في بلدهم الأم المتأثر بالنزاع أو في المكان الذي يسمونه موطنًا لهم في الوقت الحالي .

للأسف، لا تتوافق الفرص دائمًا مع أمل اللاجئين الشباب. “غالبًا ما يكون غير مرحب بهم في أماكن اللجوء، بالإضافة للخوف المستمر من فقدان صفة اللجوء وما يترتب عليه من قيود تحول دون  الوصول إلى التعليم العالي والحق بالعمل وامتلاك الممتلكات و المساهمة الفعّالة في المجتمع،” وفقاً لما كتبه فريق البحث في المشروع، الذي يشمل الأستاذة المشاركة في كلية التربية بجامعة هارفارد  سارة درايدن Sarah Dryden-Peterson  ;والعالم الاجتماعي وخريج كلية المعلمين في هارفارد فيدور تشوبرا Vidur Chopra  بالإضافة لجومانا طلحوق  Joumana Talhouk وكارمن جيها Carmen Geha ، كلاهما من الجامعة الأميركية في بيروت.

كما تساءل الفريق عن كيفية إيجاد طريقة يكون للتعليم دور في تقليص الفجوة بين الفرص التي يتصورها الطلاب اللاجئون وتلك المتوفرة في واقعهم الحالي. في محاولة للتعلم من الشباب اللاجئين عن تجاربهم وآرائهم في تقليص هذه الفجوة، أمضى الفريق ثمانية أشهر في مراقبة  طلاب لاجئين من الصف التاسع في المدارس اللبنانية، وقاموا بأكثر من مئة ساعة مقابلات معهم، بالإضافة إلى المعلمين وعائلاتهم.

تم التوصل لبعض الطرق التي تساعد المعلمين في تقليص هذه الفجوة ومنها:  

بالنسبة لواضعي السياسات:

رؤية: يوصف الشباب اللاجئ أنهم “متأخرون”. فعلياً، هم متأخرون عن الطلاب اللبنانيين إذ يحضرون المدرسة في فترة ما بعد الظهر فقط ولفترة زمنية أقصر، بالإضافة لصعوبة اللحاق بسنوات التعليم التي فقدوها وتعلمهم بلغة جديدة.

►إجراء: بينما يدرك الشباب اللاجئ أنه “لا توجد دولة تفضل الآخرين على مواطنيها “، يمكن لقادة التعليم التخفيف من هذه المشاعر عن طريق تحقيق المساواة في الوصول إلى الموارد والدعم وتخصيصها بما يتناسب مع احتياجات الطلاب اللاجئين، بما في ذلك زيادة ساعات التدريس، وحصص التقوية أثناء أو بعد ساعات الدراسة العادية، إضافة إلى الدعم اللغوي.

رؤية: يواجه الشباب اللاجئ تحديات في العثور على مساحات يمكنهم من خلالها مناقشة هويتهم وتاريخهم وخبراتهم في الإقصاء . يروي أحد الطلاب، كثيرًا ما يقول المعلمون، “لا تتدخلوا في السياسة. نحن هنا لندرس وليس لنتحدث عن هذه القضايا “.

إجراء: في حال عدم إمكانية معالجة هذه القضايا في المحتوى الرسمي والمناهج الدراسية،يمكن لقادة التعليم تزويد المعلمين بالاستقلالية التعليمية الكافية للسماح بالحوارات غير الرسمية والمناقشات الإضافية التي تسمح للطلاب باستكشاف الأسئلة حول هويتهم، تهجيرهم وتجاربهم الحالية في بلد اللجوء. 

رؤية: يجد الشباب اللاجئ قيمة كبيرة في أساليب تربوية عدة، كطرق التدريس القادرة على التنبؤ، التفسير، العدالة، والاهتمام والرعاية (انظر أدناه للمعلمين).

►الإجراء: يمكن لقادة التعليم دعم المعلمين في تنمية هذه الأساليب التربوية. غالبًا ما يتم التأكيد على طرق التدريس   الخاصة بإمكانية التنبؤ والتفسير في تدريب المعلمين، وهو فعلاً ما يحتاجه معلمو اللاجئين. عادةً، يتم تجاهل ممارسات طرق تدريس العدالة والرعاية في التطوير المهني للمعلم إذ يمكن تضمينها بشكل مفيد. يستغرق تعلم وممارسة هذه الأساليب التربوية وقتًا ويتطلب تطويرًا مهنيًا مستهدفًا وشاملًا ومستمرًا.

للمعلمين:

رؤية: يجد الشباب اللاجئ قيمة كبيرة في طرق التدريس القادرة على التنبؤ، بما في ذلك البيئة الهادئة والتوقعات الواضحة. 

► الإجراء: يكون الشباب اللاجئ قادرًا على التعلم بشكل أفضل عندما تكون البيئة الصفية متوقعة، كوجود جدول زمني محدد، وكونها هادئة وغير صاخبة، وتتضمن توقعات واضحة ومشتركة لسلوك الطلاب.رؤية: يجد ال

رؤية: يجد الشباب اللاجئ قيمة كبيرة في طرق التدريس الموضحة، بما في ذلك الإجابة على الأسئلة وجعل المواد ذات صلة.

► الإجراء: يساعد المعلمون الشباب اللاجئ على اللحاق بأقرانهم والتغلب على شعور “التأخر” عندما يركزون على شرح المحتوى الذي يعلمونه، يشمل ذلك استخدام مصطلحات بسيطة (خاصةً عندما تكون المصطلحات اللغوية معقدة أو بلغة جديدة) والإجابة على الأسئلة وتعزيز الأفكار والمفاهيم والتركيز على العمليات بدلاً من الحقائق والتفاعل مع الطلاب بشأن أهمية ما يتعلمونه.

رؤية يعطي الشباب اللاجئ أهمية كبيرة لطرق التدريس القائمة على العدالة، التي تساعد على تقليل الفجوة بين التعليم والفرص.

► الإجراء: يرغب الشباب اللاجئ في تعلم نفس المواد التي يتعلمها طلاب البلد المضيف.  إنهم يقدّرون المعلمين الذين يدركون احتياجاتهم المختلفة، كأن يترجم المعلم للتقليل من حواجز اللغة. ويقدرون الدعم عن طريق جعل المحتوى ذو صلة ليشعرهم بالانتماء، بالرغم من أنهم لا يتمتعون بنفس الحقوق والفرص كطلاب البلد المضيف.

رؤية: يجد الشباب اللاجئ قيمة كبيرة في طرق التدريس التي تعبر عن الاهتمام والرعاية، بما في ذلك الاستماع واللطف والترحيب.

 ► الإجراء: يتعلم الشباب اللاجئ بشكل أفضل ويشعر بالحماس والدافع لتحقيق أهدافهم المستقبلية عندما يتعرف عليهم معلموهم عن كثب كأفراد والاستماع لأفكارهم ومخاوفهم ومعاملتهم بلطف. كما يصف أحد الطلاب معلمه قائلاً:” لم يشعرنا أبداً بأننا غرباء في هذا البلد.”

مصادر إضافية: