من مواطن رقمي إلى خبير رقمي

للتحقق من مصداقية المعلومات الرقمية، يجب على الطلاب الذهاب أبعد من القوائم المرجعية والتصرف بشكل أشبه بمدققي الحقائق.

تمت ترجمة هذا المقال من النص الأصلي باللغة الإنجليزية: From Digital Native to Digital Expert

تاريخ النشر: 06 أغسطس 2024

ترجمة: اسراء ورّار

مراجعة وتدقيق: لارا الخطيب

High school students sit before computers in a library.

يصعب على الأشخاص من مختلف الأعمار التحقق من صحة المعلومات الرقمية التي تظهر مع كل عملية بحث على شبكة الإنترنت وعبر وسائل التواصل الاجتماعي. أظهرت نتائج صادرة عن مجموعة ستانفورد لتعليم التاريخ أن معظم الطلاب لا يستطيعون التمييز بين الإعلانات المدفوعة والمقالات الحقيقية، من بين أخطاء أخرى، مما أدى لزيادة البحث عن أدوات واستراتيجيات لمساعدة الطلاب في التمييز بشكل أفضل.

تشير دراسة حديثة أجراها سام واينبرج – Sam Wineburg وسارة ماكجرو- Sarah McGrew من جامعة ستانفورد إلى أن العديد من التقنيات التي يستخدمها الطلاب والمعلمون – والتي تشمل قوائم المرجعيّة وغيرها من الممارسات الموصى بها من أجل الخبرة الرقمية – غالباً ما تكون مضللة.

ويقترح الباحثون حلاً أفضل لتصفح بيئتنا الرقمية المزدحمة من خلال ممارسات مدققي الحقائق المحترفين. ومن المرجح أن يكشف نهجهم، الذي يسخّر قوة الويب لتحديد المصداقيّة، معلومات مشكوك فيها.

وفيما يلي إرشادات للاستفسار عن المعلومات عبر الإنترنت، مستوحاة من تقنيات مدققي الحقائق،  والتي ستزيد من فرص الطلاب في تحديد المصادر غير الموثوقة (واستهلاك تلك الموثوقة).

وبينما كان الطلاب يتصفحون ويتنقلون عبر شاشاتهم، انجذبوا إلى ميزات مواقع الويب الأكثر عرضة للتلاعب بها – مثل اللغة التي تبدو علمية أو وجود صفحة “نبذة عنا”.

1  القراءة أفقياً وليس عمودياً

تابع واينبيرج وماكجرو ثلاث مجموعات من القراء أثناء تقييمهم للمصادر الرقمية المقدمة في الدراسة: المؤرخون، وطلاب جامعة ستانفورد، ومدققو الحقائق المحترفون. ووجدوا أن مدققي الحقائق كانوا الأسرع والأكثر دقة في فحص المعلومات، في حين تم خداع المؤرخين والطلاب بسهولة. 

لقد قام الطلاب المشاركون بالتمرير وقراءة أسفل الصفحة وهو فعل نقوم به جميعاً في كثير من الأحيان. لكن قراءتهم الدقيقة للمصادر ذاتها التي تم تكليفهم بالتحقق منها لم تكن كافية لتعزيز تقييم مصداقيتهم. وبدلاً من ذلك، كانت مصدر تضليل.

كتب واينبيرج وماكجرو: “تعتبر القراءة الدقيقة للمصدر الرقمي، عندما لا يعرف المرء فيما إذا كان المصدر موثوق، مضيعة هائلة للوقت”.

انجذب الطلاب، بينما كانوا يتصفحون ويتنقلون عبر شاشاتهم، لبعض خصائص مواقع الويب الأكثر عرضة للتلاعب بها – مثل اللغة التي تبدو علمية أو وجود صفحة “نبذة عنا” واعتمدوا إلى حد كبير على هذه التقييمات غير المكتملة للتحقق من المصداقية، وكثيرًا ما أخطأوا في الحكم على أصول مواقع الويب وموثوقيتها.

وعلى عكس الطلاب المشاركين في الدراسة، بدأ مدققو الحقائق المحترفون تقييماتهم من خلال فتح علامات تبويب جديدة في المتصفح الخاص بهم. لقد أجروا عمليات بحث دقيقة، واستشاروا مصادر أخرى تتمتع بمصداقية عالية، للحكم على سلامة الموقع الأصلي. هذا الميل إلى تحمل المسؤولية واكتساب الحس الموجه غذى نجاح مدققي الحقائق في الدراسة. وكانوا في كثير من الأحيان يحتاجون إلى تحفيز أقل من المؤرخين والطلاب، وتعلموا أكثر بكثير من خلال قراءة أقل.

الخلاصة: شجع الطلاب على اتخاذ مسار غير مباشر وبدء التحقيق في المصادر الرقمية غير المألوفة من خلال تركها. عندما يقرأ الطلاب بشكل أفقي، سيتجنبون الانغماس العميق في محتوى الموقع الذي يتم التشكيك فيه ويحصلون على رؤية أوسع وأكثر جدوى لمصداقيته.

2      لا تنبهر بالمظاهر

إن تقييمات الطلاب الأكثر سطحية للمصادر الرقمية هي دليل على ما يسميه واينبيرج وماكجرو “الاستدلال التمثيلي” – الميل إلى تقييم الاحتمالات من خلال الدرجة التي يشبه بها “أ” العنصر “ب”. ومن السهل للتحيز المعرفي أن يتولى المسؤولية في مثل هذه السيناريوهات.

بالنسبة للغالبية العظمى من الطلاب المشاركين في الدراسة، كان هذا الاعتماد على المظهر هو الذي حدد تصورهم لمصادر معينة وخلق “شعورًا زائفًا بالأمان”. إذ انجذبوا إلى شكل الموقع، والملخصات، والمراجع، وفي إحدى الحالات، نطاق ‎.org – وجميع العناصر التي قد تلبي بسهولة متطلبات نهج القائمة المرجعية للتحقق من مصدر رقمي.

استغرق مدققو الحقائق وقتًا أطول من المؤرخين والطلاب لفرز نتائج البحث، وعلى الرغم من تأخرهم في الوصول إلى استنتاجاتهم، إلا أنهم كانوا الأكثر انتقائية والأكثر دقة في تقييم سلامة المصادر.

كتب واينبيرج وماكجرو: “لقد فهم [مدققو الحقائق] شبكة الإنترنت على أنها متاهة مليئة بالأبواب المفخخة والأزقة المسدودة، حيث لا تكون الأشياء دائمًا كما تبدو”. “كان موقفهم تجاه ما هو غير مألوف حذراً: في حين أن الأمور قد تكون كما تبدو، على حد تعبير المدقق د، “أريد دائما التأكد”.”

الخلاصة: أخبر الطلاب أن التقييمات الأكثر شمولاً، مثل تلك التي تسمح بها القراءة الأفقية، ضرورية لإثبات مصداقية المعلومات الرقمية.

3  ممارسة ” ضبط النفس عند النقر”

أثناء الانخراط في القراءة الأفقية، مارس مدققو الحقائق أيضًا ما يسميه واينبيرج وماكجرو “ضبط النفس عند النقر”. لقد استغرقوا وقتًا أطول من المؤرخين والطلاب لفرز نتائج البحث، وعلى الرغم من تأخرهم في الوصول إلى استنتاجاتهم، إلا أنهم كانوا الأكثر انتقائية والأكثر دقة في تقييم سلامة المصادر.

كتب الباحثون: “امتلك مدققو الحقائق معرفة بالهياكل الموجودة على الإنترنت”. “لقد عرفوا أن النتيجة الأولى لم تكن بالضرورة الأكثر موثوقية، وامضوا وقتًا في تصفح النتائج”.

ومن خلال المسح عبر مقتطفات جوجل، تمكن مدققو الحقائق من تجاوز كميات هائلة من المواد والتركيز على المعلومات الموثوقة من المؤسسات الإخبارية مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست. من ناحية أخرى، كان الطلاب أقل استراتيجية بكثير و”تصفحوا أجزاء مختلفة من الموقع [نفسه]، وقاموا بالنقر بناءً على الجوانب التي لفتت انتباههم”.

الخلاصة: عندما تشجع الطلاب على القراءة بشكل أفقي، يجب عليك أيضًا تذكيرهم بممارسة ضبط النفس وتجنب النقر العشوائي. لا ينبغي أن تكون السرعة على حساب التحقق من الجودة – ولكن القراءة الأفقية الأكثر كفاءة ستجعل الدقائق التي تقضيها في البحث أكثر أهمية.

مصادر إضافية: