فهم آثار ضغط الصدمة النفسية الثانوية والتخفيف منها للتربويين
تمت ترجمة هذا المقال من النص الأصلي باللغة الإنجليزية: Helping Teachers Manage the Weight of Trauma
تاريخ النشر: 4 فبراير 2025
ترجمة: وفاء السكران
مراجعة وتدقيق: لارا الخطيب

عانى تقريبا نصف أطفال المدارس الأمريكية من تجربة على الأقل بعض أشكال الصدمة النفسية- من الإهمال، إلى الإساءة، , و إلى العنف. كاستجابة لذلك، يجد التربويون أنفسهم عادة بحاجة لاتخاذ دور المرشدين التربويين، بدعم العلاج العاطفي لتلاميذهم، وليس فقط نموهم الأكاديمي.
ومع هذا الدور المتطور تظهر الحاجة المتزايدة لفهم طرق تأثير الصدمة النفسية لدى الطالب على متخصصينا في التعليم و مواجهتها.
و مع تزايد عدد المهن، متضمنة رجال الإطفاء، و فرض القانون، وأطباء الصدمة النفسية و وممرضيها، والعاملون على رعاية الطفل، و المعالجون النفسيون و معالجو الحالة، فإننا الآن نفهم أن العمل مع أشخاص تعرضوا لصدمة نفسية- بالاستماع لقصصهم حول معاناتهم و دعم شفائهم- له الأثر العاطفي الكبير على مقدم الخدمة.
لهذه الحالة عدة تسميات: ضغط الصدمة النفسية الثانوي ( اس تي اس)، و الصدمة النفسية غير المباشرة، و السأم من الشفقة. وتعدّ الأعراض مشابه في طريقة ما لاضطراب الضغط النفسي بعد الصدمة النفسية: الانسحاب من الأصدقاء والعائلة؛ الشعور بشكل غير مبرر بالانفعال أو الغضب أو اللامبالاة؛ عدم القدرة على التركيز؛ إلقاء اللوم على الآخرين؛ الشعور باليأس أو العزلة أو الذنب حول عدم الفعل لما فيه الكفاية؛ صعوبة التركيز؛ عدم القدرة على النوم؛ الإفراط في الطعام أو عدم تناول ما يكفي من الطعام؛ و القلق باستمرار وعلى الدوام على الطلاب، و في المنزل وحتى في نومهم.
لكن بينما تعدّ ال اس تي اس (ضغط الصدمة النفسية الثانوي) الآن معروفة جيدا في الكثير من المهن، هنالك نقص في الأبحاث، و العلم، والتأكيد على كيفية تأثيره على التربويين، حسب ستيفن ب. هايدون، الدكتور الإكلينيكي في جامعة جنوب كاليفورنيا. وجدت احدى الدراسات القليلة ل اس تي اس في المدارس أن أكثر من 200 موظف تم فحصهم من نحو ستة مدارس أظهروا مستويات عالية جدا من اس تي اس (ضغط الصدمة النفسية الثانوي).
“قد يدرك المعلمون، والمرشدون، و الاداريون عوامل الضغط النفسي المتراكمة التي يواجهونها، لكنهم لا يدكون دائما أن أعراضهم تعد ردة فعل شائعة للعمل مع الأطفال تعرضوا لصدمة- و أن هذه الأعراض لها تسمية.”
يمكن أن يؤثر (اس تي اس) ضغط الصدمة النفسية الثانوي على سعادة المعلمين، وصحتهم، وممارساتهم المهنية. لكن تقول بتسي مكايستير جروفز، العاملة الاجتماعية الإكلينيكية والعضو السابق في هيئة التدريس في كلية الدراسات العليا للتعليم في هارفرد، أنها كانت عادة تتفاجأ من عدد المعلمين، ومرشدي المدارس، والإداريين الذين أدركوا عوامل الضغط النفسي المتراكمة التي يواجهونها في مدارسهم لكنهم لم يدركوا أن أعراضهم رد فعل شائع للعمل مع أطفال تعرضوا لصدمة نفسية- و أن هذه الأعراض لها تسمية.
لأجل نجاح طلابهم و لأجل صحة التربويين ونجاحهم، فإنه من الضروري للمدارس أن تدرك حقيقة وتأثير (اس تي اس) ضغط الصدمة النفسية الثانوي بشكل مباشر، وتقدره حق قدره، و وتعالجه..
كيف تدرك المدارس الصدمة النفسية الثانوية؟
بناء ثقافة الوعي
يعدّ إقرار قادة المدارس التام أنه يمكن أن يتعرض المدرسون لتجربة ضغط الصدمة النفسية الثانوي خطوة نحو الاتجاه الصحيح. كثيرا ما يشعر المعلمون أنهم يعملون بمفردهم. وبالنسبة للمعلمين الذين يعانون من ضغط الصدمة النفسية الثانوي، يمكن أن يكون هذا خطيرا بالتحديد، حيث أنه يمكن أن يثير مشاعر القهر، والعزلة، واليأس.
لابد أن تأخذ القيادة المدرسية في عين الإعتبار طرق تقدير الهيئة التدريسية علنا وبصورة شخصية على حد السواء- ليس فقط الإقرار بأن العمل رائع، بل أيضا إدراك أن العمل شاق. لابد أن تربط المدارس الهيئة التدريسية في المدرسة التي قد تعاني من ضغط الصدمة النفسية الثانوي مع مصادر الإسناد وتوضح أن الأعراض ليست علامة ضعف، بل مؤشر أنهم قد يحتاجون الدعم لانهم يعملون في مهنة صعبة.
“لابد أن تأخذ القيادة المدرسية في عين الإعتبار طرق تقدير الهيئة التدريسية علنا وبصورة شخصية على حد السواء- ليس فقط الإقرار بأن العمل رائع، بل أيضا إدراك أن العمل شاق.”
أنشئ مجموعات أقران
نعلم أن ضمان أن يخصص المعلمون وقتا للعمل معا- لبناء منهاج، و مشاركة أفكار للحصة الصفية، و وضع استراتيجية حول كيف ندعم بأفضل الطرق طلاب فردى – غالبا يؤدي الى نجاح أكاديمي متقدم للطلاب. يمكن أن تكون مجموعات الأقران فعالة على حدا سواء عند محاولة معالجة الصحة العقلية للتربويين.
تعدّ مجموعات دعم الأقران استراتيجية فعالة لمقاومة الضغط النفسي للصدمة النفسية الثانوي في المهن المساعدة الأخرى. لابد أن تكرر المدارس هذه الممارسة، بوجود فترة زمنية منتظمة ( يمكن مرة شهريا ، أو حتى مرة أسبوعيا) حيث يمكن للمعلمين أن يجتمعوا ليراجعوا معا وضعهم العاطفي. إذا أمكن، لابد أن يدعم هذه الاجتماعات مختصي الصحة العقلية، ولابد أن يشارك المعلمون تجاربهم ، وأن يتعلموا استراتيجيات ليفهموا استجابات الضغط النفسي لديهم، وأن يكتسبوا مهارات ليتغلبوا على الضغط النفسي للصدمة النفسية الثانوي.
المدارس الواعية بالصدمات
لابد أن يتخذ قادة المدارس منهجا على مستوى المدرسة. هنالك حركة متزايدة حول إنشاء مدارس مدركة-للصدمة النفسية – المدارس التي تدرك ومعدة لدعم أعضاء المجتمع الذين تأثروا بالصدمة النفسية والضغط النفسي للصدمة النفسية. مثل هذه المدارس التي تدمج بعمق التعلم الاجتماعي- العاطفي، في تدريسهم، وثقافتهم، و منهجهم، متفهمة أن الصحة الشاملة و رفاهية طلابهم ضرورية لتحقيق النجاح الأكاديمي. وللقيام بذلك، تركز المدارس المدركة للصدمة النفسية تعزيز ثقافة رعاية داعمة، بتدريب كامل الهيئة التدريسية ودعم الطلاب الذين يعانون من صدمة نفسية.
بينما تركز المدارس المدركة للصدمة النفسية على دعم الرعاية العاطفية و رفاة الطلاب، فإنها، بطبيعتها، تعزز المجتمعات حيث لدى التربويين الإدراك و الأدوات لإدراك ضغط الصدمة النفسية الثانوي في أنفسهم و في بعضهم البعض و علاجه.
مصادر للمعلمين والمدارس
· Assess how your work as an educator might be affecting you (both positively and negatively) by using the Professional Quality of Life (ProQOL) self-assessment tool and exploring the toolkit created by Teaching Tolerance to learn self-care strategies.
· Learn how, as an educator, you can begin to identify secondary traumatic stress and learn strategies for self care through the tip sheet created by the National Child Traumatic Stress Network.
· Explore the resources created by the Trauma and Learning Policy Initiative, a collaboration between the Massachusetts Advocates for Children and the Harvard Law School.
· How strong are your school’s trauma-responsive programs and policies? Take the 20-minute evidence-informed Trauma Responsive Schools Implementation Assessment to find out — and learn ways to grow your school’s work.
· Learn about additional individual and organization strategies for addressing secondary traumatic stress, compiled by the U.S. Department of Health and Human Services.· A framework for creating, supporting, and sustaining trauma-informed schools, from the National Child Traumatic Stress Network.