مساعدة المراهقين في التواصل مع الأدب الخيالي

استراتيجيات المناقشة لتعزيز الحوارات الهادفة حول الأدب

Lots of books on shelves.

تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنكليزية: Help Teens Connect to Fiction

تاريخ النشر:  26 أكتوبر 2021

ترجمة: إسراء ورّار

مراجعة وتدقيق: وئام العلي

غالبًا ما ترتبط أساسيات تعلم اللغة الإنجليزية وفنونها بمهارات مثل الطلاقة والوعي الصوتي ومعرفة المفردات – ولكن الأدب لديه القدرة على أن يكون أكثر من مجرد وسيلة للتعليم العملي.

بينما تتباين الأبحاث حول التعاطف والتبعات الاجتماعية والعاطفية لقراءة الأدب الخيالي، إلا أن عمل طالبة الدكتوراة والباحثة MG Prezioso يشير إلى مشاعر الإثارة والفضول التي غالباً ما تستثار عندما يتواصل الأطفال عاطفياً مع قصة ما.

تقول Prezioso : “هناك عنصر من السحر والانغماس يحدث عندما تتعمق وتستثمر في قصة ما، كأن بوابة فتحت لفهم أعمق لمحتوى القصة ومفاهيمها”. تتضمن هذه المفاهيم تساؤلات حول العدالة والأخلاق تُعرض على شكل معضلات أخلاقية تواجهها الشخصيات، كما تتضمن القدرة على تطوير فهم للأفكار المجردة مثل الحب والصداقة والغيرة. تكمل Prezioso قائلة: “أنا أستثمر في إتاحة الفرص للأطفال لقراءة الأدب الخيالي لأنه يوجهنا نحو فهم دقيق ومتنوع للعالم الذي نعيش فيه.”

تَجَاوز لما وراء النص

ومع ذلك، تلاحظ Prezioso  أنه عندما تنظر إلى المعايير المتعلقة بمناهج أدب اللغة الإنجليزية، فإنه عادة ما يُطلب من الطلاب المشاركة في “البحث عن الحقائق” أو تعقب لحظة معينة في النص. 

ليس بالضرورة أن يكون ذلك تدريسًا سيئًا، لكن الأسئلة التي تقتصر على رجوع الطلاب إلى النص فقط تفوت عليهم فرصة ثمينة لربط المعضلات المجردة والأخلاقية المضمنة في النص مع تجاربهم الحياتية. علاوة على ذلك، يحتاج الطلاب إلى أن يُطرح عليهم أسئلة تشجع على التفسير والفهم العميق من خلال تجميع عناصر القصة – الشخصية واللغة والدراما – لإثراء فهمهم.

“أنا أستثمر في إتاحة الفرص للأطفال لقراءة الأدب لأنه يوجهنا نحو فهم دقيق ومتنوع للعالم الذي نعيش فيه.” -MG Prezioso، طالبة دكتوراة وباحثة

على سبيل المثال، أحد المناهج الدراسية الشائعة المصاحبة لمسرحية هاملت لشكسبير يطلب من الطلاب فقط تحليل عبارة “أكون أو لا أكون” الشهيرة وتحديد سبب قول هاملت إننا نختار الحياة. ثم تسأل الطلاب كيف تختلف هذه النظرة عن وجهة نظر هاملت السابقة. ومع ذلك، ترى  Prezioso أن هناك وفرة في المناقشات التي يمكن أن يخوضها المعلمون مع طلابهم في الفصل. 

“عموماً، أنت تسأل فقط عما إذا كان هاملت خائفًا من الموت وكيف وكيف يمكن أن يكون هذا الموت مختلفاً. لماذا لا نسأل الطلاب عن سبب خوفنا كبشر من الموت؟ هل الخوف من الموت سبب وجيه كافٍ للعيش؟كيف يتمثل خوفنا من الموت في العصر الحديث؟ “

بناء نقاشات أدبية ذات مغزى

تتطلب مناقشة الأدب بطريقة قوية وذات مغزى من قبل الطلاب إقامة صلات بين النص والعالم الحقيقي. لمساعدة المعلمين على بدء نقاشات تضمن ذلك، توصي Prezioso بما يلي:

  • تعرف على السمات الموجودة في العمل الأدبي واستخدمها في النص. يجب أن يكون للكتب مكان في منهجك الدراسي لسبب معين، ليس فقط لأنها أعمال أدبية كلاسيكية. على سبيل المثال، اقرأ مسرحية ” Othello” للحديث عن الغيرة أو “The Hunger Games” للحديث عن السلطة.

اسأل نفسك عن سبب إعجابك بكتاب معين وما الذي يثيرك بشأنه.

  • في الوقت نفسه، فكر فيما هو مناسب للأطفال. على الرغم من أن بعض الأعمال التي يتم قراءتها عادة في المرحلة المتوسطة والثانوية قد تكون دائمًا مثيرة لاهتمام الشباب، إلا أن بعضها الآخر قد يتطلب جهدًا إضافيًا لتحفيز مشاركة الطلاب وحماستهم.

قم بربط الكتب بشيء ما في الثقافة الشعبية. على سبيل المثال، اقرأ رواية”1984″ثم ناقش الانتخابات الأخيرة*.

ابحث عن إعادة صياغة حديثة لقصص قديمة.

فكر في تضمين وجهات نظر مختلفة ومتنوعة. تذكر، يحتاج الأطفال إلى رؤية أنفسهم في الكتب التي يقرؤونها بغض النظر عن عمرهم.

  • يستخدم الكثير من المعلمين بالفعل أسئلة المنهاج كنقطة انطلاق للنقاشات. تأكد من طرح أسئلة استقصائية تربط القصة بالحاضر. يساعد هذا الأسلوب الطلاب على رؤية قيمة الأدب وأهميته في حياتهم الشخصية. في ما يلي بعض طرق صياغة هذه الأسئلة:

كيف تفكر الشخصية في هذا الأمر؟ كيف نفكر فيه اليوم؟

ماذا ستفعل لو كنت مكان الشخصية؟ لماذا؟

لماذا نحن كبشر نفعل هذا الأمر أو نفكر بهذه الطريقة؟ هل يمكن تغيير ذلك؟

  • قم بلفت انتباه الطلاب إلى اللغة المستخدمة في النص لتشجيع القراءة عن كثب. في حين أنه قد يكون من المفيد إشراك الطلاب من خلال الحديث عن النص بشكل عام، إلا أنه من المهم أيضًا التركيز على سبب اختيار كلمات أو أدوات أدبية معينة. قم بتخصيص وقت للحديث عن دور هذه التفاصيل الصغيرة في تعميق فهمنا للموضوع أو قم بتسليط الضوء على شيء آخر.
  •  يحتاج الأطفال في بعض الأحيان أن يروا  حماسك تجاه القصة. يمكن أن يكون حماس المعلم وطاقته، خاصة بالنسبة للطلاب  ضعيفي القراءة، عاملًا مؤثرًا يعزز أو يثبط الجهد الذي يبذله هؤلاء  الطلاب في فهم كتاب ما. تذكر أن تقرأ الأشياء التي تستمتع بها أيضًا واسأل الأسئلة التي قد تكون مهتمًا بالإجابة عنها كقارئ.
  • تذكر أن القراءة شيء يجب أن تستمتع به! لا ينبغي أن تصبح أمرا روتينيا مقيدا . حاول:

تخصيص زاوية مريحة للقراءة.

تخصيص وقت للقراءة بصوت عالٍ – حتى مع الطلاب الأكبر سنًا. يمكن اختيار كتاب ممتع ليتم قراءته بصوت عالٍ للفصل بأكمله أو فتح الفرصة للأطفال لمشاركة مقتطفات من الكتب التي اكتشفوها بأنفسهم.

مصادر إضافية: