تنويه: إنه ليس فقط حول الملصقات و أموال لعبة المونوبولي
تمت ترجمة هذا المقال من النص الأصلي باللغة الإنجليزية: https://www.gse.harvard.edu/ideas/usable-knowledge/23/09/why-do-children-play
تاريخ النشر: 4 نوفمبر 2025
ترجمة: صفاء محمود عبيد
مراجعة وتدقيق: لارا الخطيب

Photo: Verity Pinter
لطالما كان اللعب غامضا بعض الشيء. لا يؤدي هدف عملي واضح، لكن يعدّ لفترة طويلة كجزء مهم من كيفية اكتشاف الأطفال و تعلّمهم للعالم المحيط بهم. بدأ مؤخرا فريق من الباحثين بالبحث عن ما يحفز الأطفال على اللعب. قد يؤدي التفهم العلمي الأوسع ل لماذا يلعب الأطفال، والذي خمنوه في دراستهم، إلى أدوات وخبرات تعليمية أفضل تزيد من الاستمتاع به.
لفهم المكاسب التي يحصل عليها الأطفال من اللعب، أجرى باحثون من كلية الدراسات العليا للتعليم و من كلية علم النفس في جامعة هارفارد و في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، تجربتين في الهواء الطلق لأطفال أعمارهم بين 5 و 10. أرادوا أن يكتشفوا إذا ما كان يختار الأطفال أماكن مختلفة للعبة، لجعلها أسهل أو أصعب، عندما كانوا يلعبون للفوز مقابل اللعب للتسلية.
هل تلعب لتفوز أم للتسلية؟
عرضت طريقتين مختلفتين للأطفال للاستمتاع بلعبة “بولينج الشاطئ” أنشأتها إحدى الباحثات، ميريل جودو: استغل أو ا
إلعب. للاستفادة من اللعبة و الفوز بملصقات على اللاعبين محاولة إسقاط ستة كرات بقذف العصي أو أكياس الفاصوليا. كان يوجد خلف الكرات الثلاث مظلات زرقاء مصنوعة من البوليستر، مزينة لتبدو كأسماك القرش بأفواه مفتوحة على آخرها، والذي كان يجب تجنبه. وبدلا من ذلك، يمكن للأطفال اللعب للتسلية و هي حالة عدم وجود مكاسب- قد تكون القاعدة الوحيدة أن يستمتعوا قدر الاستطاعة.
سمح للأطفال بتغيير اللعبة من خلال المتغيرات التي من الممكن أن تؤثر بشكل إيجابي على النتيجة مثل الوقوف قرب الكرات أو اختيار الخفيفة منها مقابل الثقيلة. كل اختيار قد يعدّل ليكون “سهلا”، أو “وسطا”، أو “صعبا”. ثمّ كان هناك متغيرات أخرى التي من الممكن أن يختار منها الأطفال والتي لا تأثير لديها على صعوبة اللعبة. يمكنهم استخدام العصي ذات ألوان مختلفة أو مضاءة بإضاءات وهّاجة و يمكنهم اختيار أن يرتدوا ملابس و التظاهر أنهم وحش بحري أو مخلوق بحري غريب، على سبيل المثال.
تعدّ عالمة التعلّم إليزابيث بوناويتز، احدى مؤلفي دراسة، التسلية ليست سهلة: يختار الأطفال خيارات أكثر صعوبة عندما “يلعبون للتسلية” مقابل “محاولة الفوز.” ناقشت بوناويتز، البروفيسور المشارك في كلية الدراسات العليا للتعليم في هارفارد، بعض نتائجها الرئيسية:
- لا يعد اللعب فقط حول الملصقات و أموال لعبة المونوبولي
كما يشير عنوان الدراسة، وجد الباحثون أن الأطفال اختاروا سياقات أصعب عند اللعب للتسلية على محاولة الفوز. حتى الأطفال الصغار الذين لا تتجاوز أعمارهم عن الخامسة أدركوا كيف ” تؤثر [أثرت] العوامل المتعلقة بالمهام على فرصتهم بالفوز،” و اختاروا ” السياقات السهلة عند محاولة الفوز لكن اختاروا السياقات الصعبة عند اللعب للتسلية،” حسب الدراسة. وتفسر بوناويتز أنه “عندما يلعب الأطفال، فإنهم ليس فقط يحاولون مضاعفة المكاسب الخارجية لأقصى حد.”
- المكاسب الداخلية ذات أهمية
يسيّر اللعب أيضا بأهداف داخلية. و تقول بوناويتز، “لو لدي الفضول و مشبعة بالفضول عند تعلّم شيئا ما، عندها يكون التعلّم ذو فائدة. لكن حتى لو لم أكن اتعلم شيئا محددا في هذه اللحظة، قد يكون اللعب ذو فائدة في حد ذاته. يمكن بسبب أنني قد اتعلّم شيئا سيساعدني أن أحقق هدف مستقبلي محتمل و مجهول، لكن بسبب أيضا قد يكون اللعب مضحكا، أو مبدعا، أو يسمح لي أن أتواصل مع أحدهم- أو يدعم عوامل أخرى تعتبر ذو فائدة.”
- حتى عندما استغل الأطفال اللعبة للفوز، لازال هنالك جزءا منهم يريد اللعب للتسلية
لم تفاجئ عالمة التعلّم أن الأطفال قد يتحدّون أنفسهم عند اللعب للتسلية، لكنا تقول أنها تفاجأت أنها وجدت أن بعض الأطفال اختار أن يلبسوا “أزياء مضحكة” أو استخدموا “كرات غريبة حقا” عندما حاولوا الفوز.
- قسّم الأطفال بهذا الشأن بشكل متساو والذي كان أفضل: اللعب لأجل الفوز أو اللعب للتسلية
في نهاية الدراسة، سئل الأطفال حول أي نسخة من اللعبة فضّلوا- اختار 43% اللعب للتسلية واختار 57% محاولة الفوز، مشيرا الى أنهم حفّزوا من قبل كلا من المكاسب الخارجية والداخلية.
نصائح رئيسية
تعتقد بوناويتز أن نتائج دراسة التسلية ليست سهلة، التي هي الآن تحت مراجعة المدققين وهي متوفرة كنسخة أولية، لديها بعض التطبيقات المهمة للتربويين:
• يعدّ اللعب محفّز قوي- فكّر به كسمة جوهرية للممارسة التدريسية
و توضح ” أعتقد أنه توجد عقلية لاتزال موجودة أن اللعب في المدرسة ذلك الشيء الذي لا يعدّ تعلّما. يعدّ اللعب ذلك الشيء الذي تقدمه للأطفال كفسحة من المدرسة”. ” وأعتقد أن ذلك أذى فظيع للطفولة و الأطفال. ذلك ليس ما كونت به عقولنا. و يعدّ اللعب محفّز مدهش. إنه حيث يتعلّم الأطفال و يتحدّون أنفسهم. يسمح اللعب للأطفال أن يختاروا الاكتشاف و إيجاد أشياء جديدة.”
• يدعم اللعب التعلّم، والنمو، والتطور- صمّم له
تقول بوناويتز يعدّ اللعب “جوهريا لتجربة التطور الإنساني”، والتي تأمل أن يأخذه التربويون بعين الاعتبار عند تصميم المنهاج، وعلوم أساليب التدريس، والتجارب الصفية.
_____________________________________________________________________
مصادر إضافية: