لماذا العلوم؟

خطوة للخلف للنظر في الهدف الأوسع المتمثل في تدريس العلوم، وسط حماسة برامج وتعلمها؟ stem

students in lab


تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية Why Science?.

تاريخ النشر: 13 تشرين الثاني 2015

ترجمة: سلام المعايعة
مراجعة وتدقيق: هناء جابر

مع انتشار حماسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فإن تدريس العلوم – أهميتها وتحدياتها – لا يُعد دائماً جزءاً من المحادثة. تحدث أعضاء مبادرة “علم نافع” مع اثنين من أعضاء هيئة التدريس في جامعة هارفارد، أحدهما معلم ذو خبرة في المرحلة الثانوية والآخر فيلسوف في مادة العلوم، يمكن أن تساعد أفكارهما في إعادة صياغة مهمة تدريس العلوم وتنشيطها.  يرى كلاهما بأن العلم يجب أن يكون أكثر بكثير من مجرد الحفظ للنظريات والصيغ والمفردات، بل يجب أن يكون تعليماً في حل المشكلات والتعاون.

العلم كمهارات بناء 

يعرف المُحاضر في كلية الدراسات العليا للتعليم في جامعة هارفارد HGSE فيكتور بيريرا Victor Pereira التحديات بشكل مباشر وهو الذي قام بتدريس العلوم في المرحلة الثانوية لأكثر من عقد من الزمان قبل أن يصبح معلم رئيسي في برامج الإقامة (العلوم) في برنامج هارفارد لزمالة المعلمين Harvard Teacher Fellows Program الجديد. يمكن أن تختلف الفصول الدراسية بشكل كبير من حيث معرفة الطلاب السابقة وخبراتهم واهتمامهم بالموضوع، كما يقول. بحلول الوقت الذي يصلون فيه إلى المرحلة الثانوية، يكون العديد من الطلاب حذرين من العلوم مُعتقدين أن المادة مملة وغير مُجدية، أو أنهم أنفسهم غير قادرين على تعلمها. إن بناء فهم للعلم يعتمد على اكتساب مفردات جديدة ومعقدة، وهذه قد تكون بغيضة للتدريس والتعلم.

لمواجهة هذه العقبات، يجب على المعلمين مساعدة طلابهم على التعامل مع العلوم على أنها أكثر من مجرد مادة أكاديمية، كما يقول بيريرا. ويشرح قائلاً: “إن طبيعة العلم نفسه هي: تدوين ملاحظات عن  العالم الطبيعي، ومحاولة تحديد الأنماط، وطرح الأسئلة، والعثور على إجابات، وطرح المزيد من الأسئلة”. “إنه حل. إنها طريقة في التفكير “. ويرى بأن المعلمين يجب أن يصوروا العلم على أنه اكتساب للمهارات، بدلاً من أن يكون حفظ الحقائق. إذا ركز الفصل الدراسي على عملية الاكتشاف العلمية، فسيتم إشراك المزيد من الطلاب في الموضوع.

البحث التعاوني عن الحقيقة

وضعت أستاذة كلية الدراسات العليا للتعليم في جامعة هارفارد HGSE والمتخصصة في فلسفة العلوم كاثرين إلجين Catherine Elgin، نظرية مفادها أن تعلم العلوم يتضمن السعي وراء سمة أخرى ألا وهي الأخلاق. تقول إلجين إن البحث العلمي يتطلب التعاون. يتطلب أي مشروع، في مجالات تتراوح من الفيزياء الفلكية إلى علم الأحياء الدقيقة، فريقاً من العلماء يعملون معاً للحصول على النتائج. يتطلب هذا التعاون الثقة: من أجل أن يكونوا واثقين من نتائجهم، يحتاج العلماء إلى أن يكونوا قادرين على الوثوق بكل من فرقهم والباحثين الذين درسوا أعمالهم.

للكشف عن المعرفة الجديدة والتقدم في مجالاتهم، يجب أن يكون العلماء أنفسهم جديرين بالثقة. في النهاية، يريدون أن تساهم نتائجهم في اكتشاف الحقيقة – وهو هدف أساسي لأي تحقيق علمي. علاوة على ذلك، يعرف العلماء أن الجمهور يعتمد عليهم لنشر أبحاث دقيقة من شأنها أن تؤدي إلى التطورات الضرورية في الصحة والتكنولوجيا. لتلبية هذه التوقعات، يجب تسجيل النتائج بأمانة ودقة. تؤكد إلجين أن البحث العلمي نشاط أخلاقي لأن هذه الجدارة بالثقة هي سمة أخلاقية.

تدريس العلوم يجب أن يكون أكثر بكثير من مجرد الحفظ للنظريات والصيغ والمفردات. 
يجب أن يكون تعليماً في حل المشكلات والتعاون.

– علم نافع, كلية الدراسات العليا للتعليم في جامعة هارفار