لتصبح شخصا ملما بالرياضيات

لماذا ينشأ النفور لدى الطلاب من الرياضيات- وكيف يمكن أن يغير المعلمون تفكيرهم

Young child leaning forehead on chalkboard filled with math problems

تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية “Becoming a Math Person”.

نشر في: 16يناير,  2016

ترجمة: وفاء السكران

مراجعة: لارا الخطيب

رأينا جميعا ذلك يحدث لطفل يواجهة القسمة المطولة, أو مراهق يعاني من الهندسة. حدث ذلك حتى لنا نحن. وقع منا قلم الرصاص المحبط, وانحنت الكتف المهزومة, وفي النهاية, نعلن بإذعان: “لا أفهمه ببساطة. لست شخصا ملما بالرياضيات.”

ولكن ما معنى فعلا  “شخص ملم بالرياضيات” ؟ والأهم من ذلك, كيف يمكن أن يساعد المعلمون كل طالب أن يكون مستعدا ومتحمسا ليتناول المفاهيم الجديدة في الرياضيات؟

حسب نواة هيلير Noah Heller المحاضر في كلية الدراسات العليا للتعليم في جامعة هارفارد, فإن فكرة وجود “أشخاص ملمين بالرياضيات” و “أشخاص غير ملمين بالرياضيات” تعدّ تركيبة اجتماعية وليست مبنية على سمات وراثيّة. نشأت الفكرة من الإيمان أن الذكاء الرياضي سمة راسخة, وليست أمرا ينمو ويتطور بالعمل الجاد و فرص التعلّم. إلّا أن مفهوم “الشخص الملم بالرياضيات” لا يزال مفيدا لمعلمي الرياضيات ليأخذوه بعين الاعتبار عند وضع الدروس و المفاهيم الصفيّة التي تعزز المثابرة لدى كافة الطلاب.

“لو كان هنالك إحتمال أني مخطئ في كل مره أرفع فيها يدي, وكان ارتكاب الأخطاء شيئ سيئ, لكنت قررت سريعا أني لا أصلح للرياضيات, ولا احب هذا, ولست شخصا ذكيا”

الإجبار على الرياضيات

وقد بين هيليرHeller, المعلم الأول في برنامج دار الرياضيات التابع لبرنامج زمالة المعلمين في جامعة هارفارد, أنه عندما يظهر الطلاب أنهم “ليسوا ‘أشخاص ملمين بالرياضيات‘, فإن ذلك مؤشر الى أنهم يشعرون بأنهم خارج مجال الرياضيات, و أنّ الرياضيات لا تخصهم”. ” إنهم يشعرون أنّ تعلّم الرياضيات المتوقع منهم أمر مجبرين على القيام به وحفظه, أو أنه طريقة    يطلب منهم فيها أن يكيّفوا عقلهم أو يحشوه لأجل الامتحانات. عندما يقول الطلاب أنهم ليسوا ‘ملمين بالرياضيات‘, فإنهم يعنون بذلك أنهم لا يرون الرياضيات كممارسة مجدية تساعدهم على تفسير العالم والملاحة فيه.”

تنمية ذهن الطالب لاستيعاب الرياضيات

وحسب هيلير  Heller من الممكن تنمية الذكاء الرياضي وتعزيزه- وبتالي تنمية خصائص “الشخص الملم بالرياضيات”-. ويمكن للمعلمين اتخاذ إجراءات لمساعدة الطلاب على تطوير مفهوم النمو- الرؤية, وقد نشر الطبيب النفسي في جامعة ستانفورد Stanford كارول دويك Carol Dweck, انه يستلزم التصميم والمثابرة لتحقيق النجاح (في الرياضيات, في هذه الحالة), وليس موهبة طبيعية.  وقد لخص هيلير Heller بعض اجراءات تغير المفهوم كالتالي:

  1. خلق فرص للتعلّم التعاوني. عندما يتعلّم الطلاب من بعضهم البعض عن طريق مناقشة استراتيجيات حل المشكلات, فإنهم بذلك يكتشفون أساليب جديدة لتناول المشكلات وتوجهات جديدة تساعدهم على المواظبة.
  2. إعطاء الطلاب الفرصة للكفاح المثمر. توضع دروس الرياضيات عادة لتقييم النتاجات, والتي قد تكون إما صحيحة وإما خاطئة.ولكن المسائل الزخمة تحتاج الى وقت لحلها. وعلى المعلمين إعطاء الطلاب الفرصة لتفسير المسائل المعقدة بطريقتهم الخاصة, وعليهم تشجيع الطلاب على استخدام طريقة جديدة إذا ما وصلوا إلى طريق مسدودة.
  3.  تشجيع المشاركة, حتى وإن لم يحصل الطالب على الإجابة الصحيحة بعد. وأوضح هيلير Heller ” لو كان هنالك إحتمال أني مخطئ في كل مره أرفع فيها يدي, وكان ارتكاب الأخطاء شيئ سيئ, لكنت قررت سريعا أني لا أصلح للرياضيات, ولا احب هذا, ولست شخصا ذكيا”. يحتاج المعلمون لتأطير الإجابات الخاطئة كفرص للتعلم, وليس تقييم نهائي للقدرات. عندما يشارك الطالب, ليس عليه أن يكون متأكدا من صحة الإجابة- عليه فقط أن يكون واثقا بأن مشاركة عمله مع الأخرين سوف يساعده في السير في الإتجاه الصحيح.
  4. إعادة تصوّر الرياضيات كلغة. ويشير هيلير Heller, إلى أنه يستطيع معلمو الرياضيات العمل “لإيجاد غرف صفية حيث يوجد الطلاب لأشخاص مطلعين, وحيث يحصلون على فرص لبناء المعرفة ليشعروا أنها تخصهم وتفيد عالمهم.”   ولتعزيز هذه البيئة, يشبّه هيلير Heller درس الرياضيات بدرس اللغة. لابد أن يشعر طلاب الرياضيات   أنهم يتقنون الرياضيات بنفس الطريقة التي يتعلم بها متعلمو اللغة الانجليزية اتقان اللغة.

والأهم من ذلك, للنجاح في دروس الرياضيات و ليحس الطلاب بالدافعية للسعي للحصول على عمل مرتبط بالرياضيات, يحتاج الطلاب أن يحسوا بالراحة لتعلم الرياضيات ومتحمسين لها- يحتاجون أن يشعروا أنهم أيضا , أشخاص ملمين بالرياضيات.

مصادر إضافية: