لبحث عن التسلية

كيف نتعرف على ألعاب الفيديو التي تٌشرك الأطفال من كل الأعمار في التعلم

Father and daughter playing video games

تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية “Find Fun”.
تاريخ النشر: 29 حزيران 2021
ترجمة: سلام معايعة
تدقيق ومراجعة: لارا الخطيب

قد يتساءل الأهل والتربويين على حد سواء عن الأسباب التي تدعو الأطفال لقضاء ساعات طويلة وهم يلعبون لعبة MineCraft بينما لا يكونون مندمجين بنفس المستوى مع أحد التطبيقات المُعدة لحل مسائل رياضية عن حقائق الضرب. لماذا تكون بعض الألعاب ممتعة أكثر من غيرها؟

تقول لويزا روزنهيك Lousia Rosenheck وهي باحثة في مختبر التعليم في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT’s Education Arcade Lab ومحاضرة مساعدة في قسم التربية في جامعة هارفارد HGSE “ما يحفز حقاً حول اللعبة التعليمية الجيدة هو التعلم”. وتضيف كذلك: “يحب البشر التعلم، ونحن نحب التطور في الأمور”. لكن الباحثة لاحظت بإن العديد من الألعاب المستخدمة في الصف أو التي تمتاز بأنها ألعاب تعليمية تميل للتركيز على المحتوى والمهارات الإجرائية لكنها ليست بالضرورة مُشجعة على التعلم الذي يثير الدافع الذاتي والمشاركة الحقيقة. 

آخذين هذا الأمر بعين الاعتبار، قامت الباحثة مع فريق آخر من الباحثين في مختبر التعليم بتطوير سلسلة من مبادئ التصميم التي تساعد على تطوير ما أطلقوا عليه “الألعاب الرنانة resonant games” وهي ألعاب ذات نهايات مفتوحة واستكشافية وتعطي للمتعلم فرصة عمل روابط مع أنظمة ومفاهيم أكبر وتعزز التعلم بشكل أكثر عمقاً.

اختيار الألعاب التعليمية الجيدة 

يجب على الأهل والتربويين أن يكونوا قادرين على تصفح كمية هائلة من المحتوى والخيارات عند اختيارهم لألعاب قادرة على دمج الأطفال في عملية التعلم الحقيقي. على الرغم من أن القائمة ليست شاملة، إلا أن روزنهيك ترى بأن الألعاب الجيدة:

  • تمنح اللاعبين حق اختيار الطريقة التي يلعبون بها أو أهدافهم من اللعبة
  • تثير الفضول عند اللاعب وتدفعه لطرح المزيد من الأسئلة وتجعله يتساءل عن الطريقة التي تعمل بها الأشياء
  • توفر “المرح الصعب” أي تمنح مستوى ملائم من التحدي الذي يكون جذاباً ومُرضياً.

المهم في ذلك فإن الألعاب ذات الهيكلية التي تعزز هذه المميزات تتجنب اتجاه “التلعيب gamification”  – وهي طريقة سطحية لاضافة الحيوية على مهمات تعليمية باستخدام عناصر خارجية مثل مبدأ النقاط ولوحات المتصدرين والأوسمة – لكن هذه المميزات عادة ما تكون مفصولة عن تجربة التعلم و”تخدع” الأطفال حتى يتعلموا. بدلاً من ذلك، فإن الألعاب التي تجعل التعلم الأصيل من أولوياتها وتركز على تعميق المفاهيم والاستكشاف والتجريب وتنمي لدى اللاعبين الشعور بالإنجاز من خلال بناء المهارات وتطبيقها في العالم الحقيقي من خلال: 

  • قضاء الوقت في اللعب واكتشاف الأشياء بأنفسهم بدلاً من التعليمات والشرح
  • إعطاء ملاحطات للاعب حتى يتمكن من بناء فهم خاص عن أنظمة اللعبة
  • مساعدة اللاعبين على عمل روابط مع الأنظمة الحقيقية والمشكلات الأصيلة، على سبيل المثال التركيز على الرياضيات المفاهيمية بدلاً من حقائق عملية الجمع.

ما وراء الترفية والتسلية

يميل العديد من البالغين إلى اقتطاع أوقات اللعب أو الحد منه، لكن من المهم أن نفهم بإن التسلية والتعلم يمكن أن يكونوا متوازيين في بعض الأحيان. قد لا يكون التحدي فقط في العثور على لعبة عالية الجودة لكن أيضا في إيجاد طرق لدعم الأطفال في عمل روابط ذات مغزى بين اللعب والعالم حولهم. يمكن للبالغين كذلك إضافة هيكلية وعمق للألعاب من خلال توفير الفرص للحوار والتفكير. يمكن للتربويين ومقدمي الرعاية دعم التعلم القائم على اللعب بشكل أفضل من خلال اتباع الآتي: 

  • التحدث مع الأطفال عما يلعبونه على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم. إحدى الأسئلة الأولى ممكن أن تكون؟ “ما الذي توصلت إليه؟
  • التأكيد على مهارات معينة مثل المثابرة والعمل من خلال الاحباط. تمنح الألعاب فرصة قيمة لتعزيز التعلم الاجتماعي العاطفي بالإضافة إلى الكفاءة الأكاديمية
  • ادراك إن هذه الألعاب تمنح الأطفال فرصة بناء علاقات اجتماعية. مثلت الألعاب الإلكترونية مصدراً للدعم الاجتماعي خلال فترة جائحة كورونا. لا يقتصر اقتطاع وقت الكمبيوتر على تقليل وقت الشاشة فحسب ، بل قد يحد أيضًا من التفاعل الاجتماعي
  • التنازل عن بعض السيطرة. بدلاً من تخصيص وقت لشرح كيف تعمل اللعبة، دع الأطفال يستكشفون وقم بتخصيص وقت للمشاركة والحوار.