سوف يحتاج إلى جهود جبارة لتعويض الفاقد التعليمي أثناء الوباء
تمت ترجمة هذا المقال من النص الأصلي باللغة الإنجليزية: https://www.gse.harvard.edu/ideas/usable-knowledge/22/11/get-kids-back-track-after-covid-shoot-moon
تاريخ النشر: 20 ديسمبر 2025
ترجمة: وفاء السكران
مراجعة وتدقيق: لارا الخطيب

في عام 1962 أعلن على النحو المعروف الرئيس جون اف. كيندي أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تضع إنسان على سطح القمر قبل نهاية العقد. في ذلك الوقت، لم يكن يوجد صاروخ ضخم بشكل كاف لإرسال رواد الفضاء والإمدادات الخاصة بهم إلى القمر ومن ثم العودة. الخطوة الأولى، قبل الوثبة الضخمة المحتملة بشكل كبير للبشرية، كانت لمهندسي ناسا NASA لقياس ضخامة الدفع اللازم لدفع مركبة فضاء قمرية وطاقمها.
يجب أن يتذكر الاقتصادي توماس كين استحضار سباق الفضاء عندما يتأمل جسامة المهمة التي تواجهها المدارس الحكومية حاليا، تعويض كل التعلم الذي فقده الأطفال أثناء الوباء. يرسم كين، رئيس هيئة التدريس في مركز أبحاث سياسة التعليم والبروفسور في كلية الدراسات العليا في التعليم في جامعة هارفرد، صورة صادمة حول المشكلة على موقع سجل نتائج التعافي التعليمي الصادر حديثا، والمنتج بالتعاون مع الباحثون في ستانفورد.
لدى التحليل على مستوى المنطقة، والذي يقارن نتائج امتحان الرياضيات والقراءة عبر البلاد بين عامي 2019 و2022، حيث تتوفر البيانات، بعض النتائج مؤرقة:
- في المعدل، فقد الطلاب في الصفوف 3-8 نصف سنة دراسية من تعلم الرياضيات وربع سنة من القراءة. فقد 6 بالمئة من الطلاب أكثر من سنة من الرياضيات.
- فاقم الوباء فجوات الإنجاز التي وجدت لفترة طويلة بين المدارس التي تعاني من مستويات فقر عالية والتي لديها مستويات منخفضة. شهدت المدارس التي لديها مستويات الفقر الأعلى أكبر فاقد في الانجاز.
- بدون جهود كافية لمساعدة الطلاب على اللحاق، خاصة في المناطق الفقيرة، قد يخلق الوباء الزيادة الأكبر في الاجحاف التعليمي لم تشاهد من قبل على الإطلاق.
يعدّ التحدي الأكبر في هذه اللحظة أن الوضع الطبيعي لا يكفي، لكن الوضع الطبيعي كان ما سعى إليه الجميع. الوضع الطبيعي سوف يعزز الفاقد.
بعد انشاء موقع بطاقة نتائج تعافي التعليم، واجه كين بعض المخاوف التي قد توجد لدى المربين وأولياء الأمور حول الفاقد التعليمي للوباء.
ماذا يحتاج قادة المنطقة التعليمية لإرجاع الطلاب على الطريق الصحيح؟
أولا، قوموا بإجراء الحسابات:
تعي المناطق تدهور انجاز الطالب وقد يوجد لديها مداخلات معينة يمكن أن تساعد، تشتمل على إعطاء دروس خصوصية مكثفة، والثنائيات في صفوف الرياضيات، وتمديد التدريس طوال الصيف واسابيع الإجازة الاخرى، بحسب كين. مع ذلك، يقول القليل “يقوم بإجراء الحسابات” ليفهموا بحق كم عدد المداخلات اللازمة بالفعل. يجب أن يقارن قادة المناطق جسامة خسائرهم بحجم التأثيرات المتوقع لكل مداخلة يتعاملون بها بمهارة. بدلا من ذلك، يقول كين أن العديد من المناطق تعدّ جهودهم في التعافي “مهمة مستحيلة” والذي، بينما هي “في الإتجاه الصحيح “، تعدّ بعيدة جدا عن أن تكون كافية.
عندما يدرك المقياس الدقيق للمشكلة والبحث عن تأثير العلاجات المتوفرة، قد يرى القادة الحاجة “لتدخلات أقل شيوعا من الناحية السياسية” على سبيل المثال تمديد السنة الدراسية. بعد إجراء الحسابات بأنفسهم، سوف يكونون مستعدين بشكل أفضل للدفاع عن ما يريدون فعله أمام أولياء الأمور.
ثانيا، لا تنتظر وترى، فكر بشكل كبير وزد:
استلمت المدارس من رياض الأطفال الى المرحلة الثانوية مبلغ 190 مليار دولار من مساعدات الإغاثة الفدرالية، الذي بإمكانهم استخدامها لمساعدة الطلاب على اللحاق بالتعلّم، لكن فقط لمدة محدودة. يقول كين “انه حقا من المهم أن تبدأ المناطق التعليمية الان، مخططة للمزيد من الجهود الطموحة”. ويحث قادة المنطقة “لإعادة رؤية خططهم والبدء بالتخطيط لتدخلات أكبر بكثير للصيف القادم هذا وللخريف، ” لطلاب المدارس من مرحلة رياض الأطفال إلى الثامن والمرحلة الثانوية.
ماذا يستطيع أولياء الأمور فعله؟
لدي بطاقة النتائج خرائط تفاعلية تساعد أولياء الأمور على رؤية كيف تأثرت المنطقة التعليمية لطفلهم ومقارنة تلك التأثيرات بأخرى، محليا ولجميع الأمة. مع ذلك، قد يكون لازال الأمر صعبا على أولياء الأمور إدراك المدى الكبير لتأخر طلابهم عندما يتعلق الأمر باستيعاب الرياضيات الأساسية ومفاهيم معرفة القراءة والكتابة. يحثهم كين لطرح أسئلة على المعلمين، أثناء اجتماعات أولياء الأمور-المعلمين، لمقارنة مكان الطلاب الان والمكان الذي كان من الممكن أن يكونوا فيه في هذه المرحلة في السنة الدراسية في عام 2019.
كم سيستغرق من الوقت؟
ستتنوع النتائج. يتوقع كين في المناطق التعليمية الثرية، من المحتمل أن تظهر التقييمات عودة الطلاب الى مستويات الإنجاز في عام 2019 بحلول هذا الربيع أو التالي، ويقول لكن في المناطق التي شهدت الانقطاعات والفقد التعليمي الأكبر، قد يكون الجهد من اربع الى خمس سنوات، ولا يوجد ضمانات أن الجميع سيلحقون، بدون عمل أكثر بكثير. “يعدّ التحدي الأكبر في هذه اللحظة أن الوضع الطبيعي لا يكفي، لكن الوضع الطبيعي هو ما يبحث عنه الجميع. سيعزز الوضع الطبيعي هذه الخسائر.”
ماذا بعد؟
سيقر الباحثون أن تكلفة الوباء تمتد أبعد بكثير من نتائج الرياضيات والقراءة، خاصة للأطفال الأكثر فقرا في الأمة. و يدرسون حاليا تأثير اغلاقات المدارس والعوامل الأخرى بما فيها معدلات وفيات كوفيد، و وظائف أولياء الأمور، والوصول إلى خدمات الإنترنت ذات الحزمة العريضة في البيت.
مصادر إضافية:
- Education Recovery Scorecard
- Beyond Recovery
- Equitable Recovery: Addressing Learning Challenges after COVID
- Harvard EdCast: The COVID Catch-up Challenge