كيف يمكن للمعلمين جعل الاهتمام أكثر شيوعًا

خمس خطوات واقعية لتعزيز مناخ من الاحترام والاهتمام المتبادل في الفصول الدراسية

Infographic_UK_770x385

تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية “How Teachers Can Make Caring More Common”.
تاريخ النشر: 8 سبتمبر 2014
ترجمة: Mahmoud Allam
مراجعة: Lamyaa Mady

إذا كنت تعمل مع شباب صغار السن، بالطبع تريدهم أن يكونوا سعداء. تريد منهم أن يقوموا بالعمل بشكل جيد والإنجاز في الحياة. ولكن ماذا عن مساعدتهم ليصبحوا أكثر اهتمامًا بالآخرين، ولماذا حتى يُعد هذا الأمر مهم؟

وفقًا لاستطلاع حديث أجرى على 10000 من طلاب المدارس المتوسطة والثانوية والتي نُشرت من قبل مشروع جعل الاهتمام شائعاً (Make Caring Common Project) بكلية الدراسات العليا للتعليم بجامعة هارفارد، فإن الاهتمام بالآخرين لا يُرى كأولوية قصوى. وعندما سئلوا عن ترتيب أهم الأمور بالنسبة لهم – إنجازهم على مستوى عالٍ، السعادة، أو الاهتمام بالآخرين – اختار حوالي 80 بالمائة من الطلاب الذين شملهم الاستطلاع الإنجاز العالي أو السعادة كخيار أعلى، بينما اختار 20 بالمائة فقط الاهتمام بالآخرين.

بالنسبة لمنسق المشروع و اساتذة في كلية هارفارد للدراسات العليا ريك فايسبورد (Rick Weissbourd) وستيفاني جونز (Stephanie Jones) ا، فإن تصنيف النجاح الشخصي كأولوية على رعاية الآخرين أمر مهم لأسباب متعددة، حيث قد يؤدي إلى سلوك ضار، بما في ذلك الغش في الصف والتسلط على الآخرين.

إذن ما الذي يمكن للمعلمين فعله لمساعدة طلابهم ليصبحوا أكثر احترامًا واهتمامًا؟ فيما يلي خمس نصائح ملموسة من مشروع “جعل الاهتمام شائعاً” للمعلمين الذين يعملون مع طلاب المرحلة الابتدائية إلى طلاب المدارس الثانوية:

1. جعل رعاية الآخرين أولوية وضبط توقعات أخلاقية عالية

لماذا؟  في المدرسة، عادة ما يعرف الطلاب ما هو متوقع منهم أكاديميًا وحتى اجتماعيًا، ولكن ليس أخلاقيًا. من المهم أن يكون قادة المدرسة والموظفون صريحين بأن الاهتمام بالآخرين يعد أولوية بالنسبة للمجتمع المدرسي بأكمله.

جرب هذا:

  • وضع معايير محددة للاهتمام والسلوك المحترم وقواعد اللغة والسلوك الغير مقبولين. شجع الطلاب على التفكير في سبب كون كلمات وأفعال معينة مؤذية. فكر في إدراج الطلاب لوضع المعايير لتصحيح سلوك بعضهم البعض.
  • لا تضع القيم والتوقعات في بيان المهمة أو على ملصقات فقط – تحدث عن معنى هذه القيم في اجتماعات المدرسة، وادمجهم في الممارسات اليومية. على سبيل المثال، اعط الطلاب فرصًا منتظمة للتقدم لدعم المجتمع. دع الطلاب يقدمون “صيحات” أو جوائز لبعضهم البعض لسلوكهم اللطيف. وفر الفرص للمدرسين للتفكر في إذا كانوا يتبعون قيم المدرسة.

2. بناء العلاقات وزرع التماسك

لماذا؟  كثيراً ما يكون لدى الأطفال والمراهقين تعاطف كبير مع أصدقائهم المقربين وعائلاتهم، ولكن من الصعب تقدير أولئك الذين هم خارج دائرة الاهتمام هذه، خاصة أولئك الذين يختلفون أو لا يكونون على سماتهم، مثل طالب جديد في الصف، شخص ما يتحدث لغة مختلفة أو حتى شخص يرتدي ملابس بشكل مختلف. يتمثل أحد التحديات في تطوير مجتمعات الرعاية الشاملة في مساعدة الطلاب على توسيع دائرة اهتمامهم.

جرب هذا:

  • اخلق فرص لممارسة  تمرين الأخذ بوجهة نظر شخص آخر وتخيل ما يفكر فيه الآخرون. العب الحزورات، لعب الأدوار، قراءة ومناقشة الكتب، واستخدم نمط “ماذا كنت ستفعل؟”  للمقالات القصيرة أو دراسات الحالة.
  • شجع الطلاب على التواصل مع الطلاب الجدد أو الطلاب الذين لا يعرفونهم. اطلب من الطلاب إجراء مقابلة مع زميل في الصف أو أي عضو آخر في المجتمع المدرسي ممن هم خارج دائرة أصدقائهم، ثم أنشئ مقطع فيديو أو سردًا قصيرًا عن ذلك الشخص.
  • قم بإشراك الطلاب بنشاط عبارة عن دائرة تمثّل اهتمامًا والتي يعتبرون فيها من هم في داخل وخارج دائرة اهتمامهم. هذا النوع من النشاط يمكن أن يؤدي إلى علاقات أكثر تنوعا ويعمل كنقطة انطلاق لمزيد من التفكر والمناقشة. لمزيد من المعلومات حول كيفية إجراء تمرين دائرة الاهتمام اطلع على مجموعة أدوات المعلم  MCC) MCC Educator Toolkit).  

3. تمكين الطلاب ليكونوا مفكرين أخلاقيين ووكلاء للتغيير

لماذا؟ إن الطلاب أنفسهم في كثير من الأحيان في أفضل وضع لتغيير المعايير الاجتماعية وخلق ثقافة مدرسية إيجابية. من المهم الاستفادة من قدرة الطلاب على قيادة زملائهم، ومن خلال التوجيه والثقة من قبل البالغين، سيكون الطلاب في وضع جيد لإحداث تغيير إيجابي.

جرب هذا:

  • تزويد الطلاب بفرص لعكس ما يعنيه أن تكون عضوًا مهتمًا ومسئولًا في المجتمع. اطلب من الطلاب اختيار مشروع أو تجربة التي من شأنها “إعادة” مجتمعهم بطريقة ما.
  • إنشاء لجنة مناخية بالمدرسة تضم الطلاب في المقام الأول أو إضافة الطلاب إلى لجنة مجلس المدرسة الحالية. يمكن لهذه اللجنة التعرف على ما يثير للقلق في المدرسة – على سبيل المثال يشعر العديد من الطلاب بمضايقة أو بعدم أمان في الكافتيريا – ومن بعد ذلك إنشء خطة عمل. لتحديد مجال مثير للقلق، استخدم بيانات من استطلاعات. للمزيد من التفاصيل اطلع على مجموعة أدوات المعلم MCC.
  • إقران الطلاب الأكبر سنًا مع الطلاب الأصغر سنًا، ووضع الطلاب الأكبر سنًا بمثابة موجهين.
  • استخدام المشكلات الأخلاقية ذات الصلة من الأدب أو التاريخ لإجراء مناقشة مع الطلاب. تأكد من أن يكون لديك شخص بالغ مستعد لتيسير المناقشة.

4. مساعدة الطلاب على التعامل مع المشاعر والتغلب على الحواجز التي تحول دون الاهتمام بالآخرين

لماذا؟ في كثير من الأحيان تكون القدرة على رعاية الآخرين غارقة في الغضب أو العار أو الحسد أو غير ذلك من المشاعر السلبية. يمكن أيضا أن يتم منع التعاطف والفرص لمساعدة الآخرين من خلال الأفكار النمطية أو الانحياز.

جرب هذا:

  • احذر من تلميحات الطلاب غير اللفظية وتابعها. فعندما ينزعج الطالب، تفكر بمشاعره\ها أو سبب هذا السلوك قبل إعادة توجيه السلوك.
  • امنح الطلاب أدوات لإدارة المشاعر السلبية أو المدمرة، مثل تمارين التنفس التي يمكن أن تساعدهم على استعادة الهدوء.
  • ساعد الطلاب على أن يصبحوا أكثر وعيًا الأفكار النمطية والانجازات الخاصة بهم. استخدم المقالات الإخبارية والأدب للحديث عن كيفية تأثير قالب الأفكار النمطية علينا جميعا.

5. الالتزام بالتطوير والحفاظ على ثقافة الاهتمام

لماذا؟ لا يحدث تغيير المعايير الاجتماعية بين عشية وضحاها ولا يحدث من خلال أنشطة أو أحداث لمرة واحدة. يجب أن تكون القيم والتوقعات نموذجًا ويتم ممارستها إذا أرادوا العيش والتنفس والتأثير على تفكير وأفعال الطلاب في المدرسة من يوم إلى آخر.

جرب هذا:

  • ابني الأنشطة التي تؤكد على التوقعات والقيم الأخلاقية في الفصول الدراسية والمدرسة الروتينية. على سبيل المثال: خصص جزءًا من وقت الاستشارات للأنشطة التي تبني ثقافة مدرسية إيجابية أو بدء مشروع  شبابي (راجع مجموعة أدوات المعلم الخاصة ب MCC  لمزيد من التفاصيل).
  • اجمع البيانات من الطلاب مرة واحدة على الأقل كل عام. استخدم استبيانًا للمدرسة لجمع معلومات حول قيمة الطلاب وما إذا كانوا يدركون أن المدرسة هي رعاية وشاملة أم لا. يمكن أيضًا إجراء استبيان للمسئولين وأولياء الأمور لتقديم صورة أكثر اكتمالًا للمجتمع المدرسي. إشراك الموظفين والطلاب في مراجعة البيانات وفي وضع استراتيجية حول كيفية تحسين المناخ المدرسي. وخذ في عين الاعتبار امكانية إشراك الآباء كذلك.