كيف يمكن أن يؤثر التمييز العنصري على نمو و تطور الطفل

يمكن أن تؤدي الاضطرابات في المراحل الأولى من الحياة إلى تعطيل نمو الدماغ والتوتر المُزمن

image of adult person of color holding the hand of a child (also of color), with lightening bolts above their heads indicating stress

تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية How Can Racism Affect Child Development?

تاريخ النشر: 5 نيسان 2022

ترجمة : ليلى ابو قطوسة

مراجعة: سلام المعايعة

بحث مركز هارفارد لتنمية الطفل (Harvard’s Center for the Developing Child) مؤخرًا كيف أن العنصرية “المُتجذرة” -كما يُطلقون عليها- تؤثر على التعلم والسلوك والصحة مدى الحياة. كما أوضحوا في مخطط المعلومات هذا بإن “تقدم التطورات العلمية أعطت صورة واضحة بشكل متزايد حول كيف يمكن للاضطرابات  في حياة الأطفال الصغار إلى تعطل نمو الدماغ و الأنظمة البيولوجية الأخرى.” هذه الاضطرابات المبكرة – رغم أنها غالبًا ما تكون غير مرئية لأولئك الذين لا يعانون منها – يمكن أن تقوض الفرص المتاحة للشباب وتؤدي إلى تنشيط التوتر المزمن.

ظهرت هذه المقالة باللغة الإنجليزية على موقع “Usable Knowledge” ، ولكن تم نشرها في الأصل على الموقع الإلكتروني  الخاص بمركز هارفارد لتنمية الطفل “Harvard’s Center for the Developing Child”. لعرض الرسومات المتضمنة في المقالة الأصلية ، يرجى النقر على هذا الرابط

لقد اتضح  لنا، وذلك  من خلال  سنوات من الدراسة العلمية،  أن استمرار عمل و نشاط أنظمة الاستجابة للضغط النفسي لدى الأطفال  في مستويات عالية و لفترات طويلة ، يمكن أن يكون له تأثير كبير يؤدي إلى ” تلف ناتج عن فرط الاستخدام ” في أدمغتهم النامية و الأجهزة الحيوية الأخرى في أجسامهم . و يمكن أن يكون لهذا الأمر آثار تستمر مدى الحياة على التعلم والسلوك والصحة الجسدية والعقلية.1

تربط مجموعة متزايدة من الأدلة  و القرائن في مجالي  العلوم الحيوية والاجتماعية مفهوم ” التلف المزمن  الناتج عن فرط  الاستخدام بالعنصرية”2  . و يشير هذا البحث إلى أن التعامل المستمر مع العنصرية الممنهجة والتمييز بشكل يومي هو عامل مثير للاستجابة العصبية للضغط  النفسي. وقد يساعدنا هذا الأمر في فهم الأصول المبكرة للتباينات العرقية في ظهور الأمراض المزمنة عبر حياة الفرد .

 تبدو بعض الأدلة قاطعة:  حيث يعاني  السكان السود والأصليون وغيرهم من الأشخاص الملونين في الولايات المتحدة ، في المتوسط ، من مشاكل صحية مزمنة أكثر وأعمار أقصر من البيض من جميع مستويات الدخل.3

يتلقى الأشخاص الملونون معاملة غير متكافئة عندما ينخرطون في أنظمة مثل نظام الرعاية الصحية والتعليم ، ولديهم أيضًا فرص أقل للوصول إلى الخدمات التعليمية والصحية ذات الجودة  العالية ، وفرص اقتصادية أضعف ، ومسارات مهنية أقل دخلا  لتساعدهم على التوفير وتجميع الثروات 4 . كل هذا يعكس الإرث الذي خلفته العنصرية المنظمة في الولايات المتحدة والتي  خلقت ظروفًا تقوض و بشكل متفاوت صحة و تطور الأطفال والأسر الملونة.

لقد وثقت دراسات متعددة كيف يمكن أن يكون لضغوط التمييز العنصري التي يتعرض لها الوالدين ومقدمي الرعاية  بشكل يومي، كتلك التي تربطهم بصور نمطية سلبية ، آثار ضارة على ممارسات تقديم الرعاية وعلى الصحة العقلية للبالغين 5. وعندما تتأثر الصحة العقلية لمقدمي الرعاية ، فإن تحديات التعامل مع هذا الأمر قد تقود إلى تحفيز الاستجابة المفرطة للضغط  النفسي لدى أطفالهم. لكن يمكننا منع حدوث ضرر دائم إذا عملنا معًا.

لمواجهة هذه التحديات ، يجب أن لا  نكتفي بتوفير الخدمات الأساسية لجميع الأطفال الصغار والأسر فحسب ، بل يجب أيضًا إنشاء استراتيجيات جديدة لمعالجة عدم العدالة  “وأسبابها ” و التي تهدد بشكل ممنهج صحة ورفاهية الأطفال الصغار الملونين والبالغين الذين يعتنون بهم.6

وهذا يعني أن نقوم و بشكل متواصل برصد الممارسات المتحيزة  لدينا و التي قد تكون غير معلنة أو مرئية ، والحد منها في أنفسنا وفي السياسات الاقتصادية والاجتماعية من خلال عدد من المبادرات مثل ممارسات التوظيف والإقراض العادلة ، وبرامج الإسكان وملكية المنازل ، والتدريب على مكافحة التحيز ، ومبادرات الشرطة المجتمعية.7

من الواضح أن العلم لا يمكنه مواجهة هذه التحديات بمفرده. لكن التفكير المستنير المستند الى العلوم جنبًا إلى جنب مع الخبرة في تغيير الأنظمة الراسخة والتجارب الحية للعائلات التي تقوم بتنشئة الأطفال الصغار في ظل مجموعة متنوعة من الظروف  – يمكنها جميعا  أن تشكل حافزًا قويًا لاستراتيجيات أكثر فاعلية.8

………………………………………………………………  >

كيف يمكن أن يبدو مجتمعنا إن لم يكن هناك تباينات عرقية في نتائج الصحة والتعليم ؟ وفقًا لدراسات  مستفيضة ، فإن النتيجة ستكون أن  الولايات المتحدة الأمريكية ستوفر المليارات من تكاليف الرعاية الصحية على وجه التحديد . هناك قيمة عظيمة لإدراك المساهمات المحتملة للعديد من الأشخاص حول العالم والذين يعانون أو قد يموتون نتيجة لأمراض مزمنة يمكن الوقاية منها ، كما أن الخسائر البشرية كبيرة ولا تحصى .

تقدم التطورات العلمية صورة واضحة و بشكل متزايد عن كيفية قيام التحديات والمحن الصعبة في حياة الأطفال الصغار بتعطيل نمو الدماغ والأنظمة الحيوية الأخرى. ويمكن أن تؤدي هذه الاضطرابات المبكرة إلى تقويض فرص الأطفال الصغار لاستغلال طاقاتهم الكامنة بشكل نافع وفعال. و لا شك في أن كل من العنصرية الممنهجة  والتمييز العنصري بين الأشخاص – وعلى الرغم من أنها قد تكون غير مرئية أو واضحة لأولئك الذين لا يعانون منها  -يمكن أن تؤدي إلى تنشيط الضغط المزمن الذي يخلق صعوبات كبيرة على عاتق الأسر التي تربي أطفالًا صغارًا.

Graph showing that per every 100,000 people 267 black people die from heart and kidney disease compared to 199 white people.

لنقم الآن بالربط بين هذه النقاط . يشرح هذا الرسم البياني بعبارات أساسية كيف أن العنصرية – وعلى وجه الخصوص  تلك التي توصف بأنها  “ممارسات متفشية و مزعجة  “- تؤثر على التعلم وسلوك الفرد وصحته مدى الحياة. يمكننا قول الكثير حول هذا الأمر و لكن لنبدأ بالنقاط المتفق عليها ، إذ يمكننا العمل معًا لإعداد استراتيجيات مبتكرة تعالج أوجه عدم العدالة والمساواة المزمنة.

المراجع :

Panel 1

Forde, A.T., Crookes, D.M., Suglia, S.F., & Demmer, R.T. (2019). The weathering hypothesis as an explanation for racial disparities in health: a systematic review. Annals of Epidemiology, 33, 1-18.e3

Panel 2

Geronimus, A.T., Hicken, M., Keene, D., & Bound, J. (2006). “Weathering” and age patterns of allostatic load scores among blacks and whites in the United States. American Journal of Public Health, 96(5), 826-833.

McEwen, B.S. (1998.) Protective and damaging effects of stress mediators. New England Journal of Medicine, 338(3), 171-9.

Panel 3

Williams, D.R., & Wyatt, R. (2015). Racial Bias in Health Care and Health: Challenges and Opportunities. JAMA 314(6): 555-556.

Williams, D.R., Mohammed, S.A., Leavell, J., & Collins, C. (2010). Race, socioeconomic status and health: Complexities, ongoing challenges and research opportunities. Annals of the New York Academy of Sciences, 1186, 69.

Panel 4
Agency for Healthcare Research and Quality (2019). 2018 National Healthcare Quality and Disparities Report. Rockville, MD. AHRQ Pub. No. 19-0070-EF https://www.ahrq.gov/sites/default/files/wysiwyg/research/findings/nhqrdr/2018qdr-final-es.pdf

Manuel J. I. (2018). Racial/Ethnic and Gender Disparities in Health Care Use and Access. Health Services Research, 53(3), 1407-1429.

Panel 5

Heard-Garris, N.J., Cale, M., Camaj, L., Hamati, M.C., & Dominguez, T.P. (2018). Transmitting trauma: A systematic review of vicarious racism and child health. Social Science & Medicine, 199, 230-240.

Pachter, L.M., & Coll, C.G. (2009). Racism and child health: a review of the literature and future directions. Journal of Developmental and Behavioral Pediatrics, 30(3), 255-263.

Clark, R., Anderson, N.B., Clark, V.R., & Williams, D.R. (1999). Racism as a stressor for African Americans: A biopsychosocial model. American Psychologist, 54(10), 805- 816.

Panel 6

Trent, M., Dooley, D.G., & Dougé, J. (2019). The impact of racism on child and adolescent health. Pediatrics, 144(2), e20191765.

Williams, D. R., & Cooper, L. A. (2019). Reducing Racial Inequities in Health: Using What We Already Know to Take Action. International Journal of Environmental Research and Public Health, 16(4), 606.

Panel 7

Collins, C., Asante-Muhammed, D., Hoxie, J., & Nieves, E. (2017). The road to zero wealth: How the racial wealth divide is hollowing out America’s middle class. Washington, DC: Prosperity Now and Institute for Policy Studies.

Weir, K. (2016). Policing in Black & White. Monitor on Psychology, 47(11). Retrieved from http://www.apa.org/monitor/2016/12/cover-policing

Panel 8

National Scientific Council on the Developing Child. (2020). Connecting the Brain to the Rest of the Body: Early Childhood Development and Lifelong Health Are Deeply Intertwined: Working Paper No. 15. Retrieved from www.developingchild.harvard.edu

المراجع :