كيف نساعد الأطفال ليصبحوا مواطنين مهرة

المواطنة الفعّالة تتطّلب مجموعة كبيرة من المهارات, حسب دراسة جديدة

School children holding a US flag.

تمّ ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الانجليزية: How to Help Kids Become Skilled Citizens

تاريخ النشر:30  حزيران 2023

ترجمة: وفاء السكران 

مراجعة و تدقيق:  لارا الخطيب

قد يبدو محتوى حصص التربية الوطنية ونوعيتها في المدارس الأساسية والثانوية مختلف جدا, بناءا على منطقتك. وتصف دراسة حديثة حقل تعليم التربية الوطنية المهمش بشكل متكرر و الذي يفتقر للتمويل الكافي “بالمعرف بشكل فضفاض, وأحيانا متناقض مع ذاته”. وأكد جاك شنايدر, المؤلف المشارك في ورقة البحث الحديثة تعليم الطلاب ليكونوا مواطنين مهرة,  أن الإهمال يخلق فرصة, بالرغم من ذلك, للتفكير بطريقة ابداعية وبشكل واسع بماهية التربية الوطنية.

يشجّع دعم كلا الحزبين المتزايد للتعلم المدني, مع مبادرات مثل: خريطة الطريق لتعليم الديموقراطية الأمريكية, التي تحدد محتوى مادتي التربية الوطنية والتاريخ  والأساليب التربوية ,  شنايدر, الأستاذ في جامعة ماساشوستس مدينة امهيرست, و الأستاذ المشارك في الدراسة, ايريك سوتو-شيد,  المحاضر في مجال التعليم في كلية الدراسات العليا في التعليم جامعة هارفارد على البحث في ماذا يحتاج الطلاب لتعلم كيف يصبحوا مواطنين مهرة.

وعند البدأ بإجابة السؤال, نظر شنايدر, و سوتوشيد, وكارولين ماكغوفرن, الباحثة المساعدة في جامعة ماساشوستس لويل, إلى ماذا يعمل المواطنون المهرة. 

و قد عاينوا 100 مواطن “خبير” – خبرتهم في مجالات التربية الوطنية, والمواطنة, الديموقراطية, من بينهم, أساتذة جامعات, ومسؤولون حكوميون و محليون منتخبون, و قادة هيئات غير ربحية معنيّة بالعمل المدني- و حوالي 500 مواطن “عادي”.  أتى المشاركون من ولاية ماساشوستس التحررية و ولاية ميزوري المحافظة ( كما وضع الباحثون خطط لضمان التنوع الديموغرافي) و سئل المشاركون عن المهام المتوقع أن يشارك فيها المواطنون “الخبراء”.

النتائج

استلم الباحثون أكثر من 1.000 فكرة لكن ترأست 4 موضوعات رئيسية للأنشطة المدنية رأس القائمة, وعرفها المشاركون كلا من العاديون والخبراء بشكل متكرر ب:

  • المشاركة السياسية – 76.3% للخبراء, و 43.6 المواطنون العاديون.  
  • المهام التفاعليّة, من بينها حسن الجوار ومساعدة الآخرين – 29.9% للخبراء, و48.2% للمواطنين العاديين. 
  • بناء مجتمع مثقف – 55.7% للخبراء, و 38% للمواطنين العاديين.
  • التطوع – 38.1% للخبراء, و 37.2% للمواطنين العاديين.

تظهر كافة الاعمال مع اليافعين فرص لعدد كبير من الأمور التي تخلق مشاركة مدنية متقنة… ولا تعدّ الإمكانيات غير محدودة إلى حد بعيد؛ لكنها في كل مكان داخل المدرسة.

مجموعة واسعة من المهارات

تظهر النتائج أن المواطنة الفاعلة تتطلب مدى واسع من المهارات. ويوضح شنايدر ” أعتقد أن واحدة من الأمور التي يظهرها عملنا أن التعليم المدني – التحضير للمواطنة في هذا البلد – موسع  بشكل أكبر بكثير مما اعتقد أن الكثير من الأشخاص قد يتصوروا أن التحضير المدني خلال المدارس قد يقتضي.” 

النقاط الرئيسية

بالرغم من أن مشروع البحث هذا متعدد الأوجه, إلا أن الباحثين تمكنوا من تقديم بعض النصائح الأولية للتربويين و قادة المدارس حول كيفية اتباع أسلوب واسع النطاق للتعليم المدني:

  1. أجرى مراجعة 

تأمل كافة الأنشطة التي يجريها الطلاب وكيف ترتبط بمسؤوليات المواطنة الكاملة. خذ بعين الاعتبار كيف تحقق الحد الأعلى للفرص لتحضير الطلاب من خلال الأنشطة التي تشارك فيها مسبقا و الموجهة مدنيا, مثل خدمة المجتمع, ثم انشأ العمل و كن واضحا حوله. 

  1. اتخذ منهج شامل

يصب المعلمون عادة جل اهتمامهم على تعزيز المهارات الاجتماعية, مثل: كيف يجب أن يعامل الأطفال مع بعضهم البعض, أثناء المرحلة الابتدائية لكن حسب شنايدر “يقدم العمل كاملا مع الصغار فرص لعمل منظومة واسعة من الأعمال التي تنشئ مشاركة مجتمعية بارعة”. يجب ألا يقتصر التعلّم على مجموعة صغيرة أو صف تربية مدنية واحد. ويضيف “سواءا كنا نراه بهذا الطريقة أو لا, فإن المناقشات والمحادثات الصفية تعدّ تحضيرا للنقاشات في قاعات اجتماعات المدينة مستقبلا. كما وتعدّ الفرص لتحديد أمورا مثل قواعد السلوك الصفية, أو حول ما سندرس بعد ذلك, ممارسة لصنع القرار الديمقراطي في المستقبل. ولا تعدّ الفرص غير محدودة تماما؛ لكنها في كل مكان داخل المدرسة.” 

  1. فكّر بطريقة شمولية ومحددة

عبّر سوتوشيد قائلا ” فكر بشكل واسع حول مكان وجود التربية الوطنية في النظام البيئي الذي يعيش فيه الطلاب, وبين التخصصات, وعبر المراحل و المستويات الدراسية”. وقال ” كيف يبدو بوجه عام للمدرسة ولفريق من التربويين أن يفكروا حول بناء قدراتهم المدنية.

ويقترح أيضا سوتوشيد  التفكير بطريقة محددة بشكل مقصود حول تطوير مهارة أو قدرة معينة مثل كيفية الاعتراض على فكرة باحترام أثناء نقاش أو كيفية تحليل موثوقية منشور على وسائل التواصل الاجتماعي, على سبيل المثال. مع وجود أقل المتطلبات من موضوعات مثل الرياضيات وآداب اللغة الانجليزية, يمكن أن يكون معلمي التربية الوطنية أكثر إبداعا في إعداد خطط الدروس ايضا و تصميم وحدات تضم انشطة تربية وطنية وطرق ذهنية.

  1. فكّر في الدروس المستفادة في المدرسة خارج الغرفة الصفية التقليدية.

 يجب أن يتأمل القادة في الساعات الطويلة التي يقضيها الطلاب ,حسب شنايدر, في “الاجتماعات, والأروقة, والمشاكل في مكتب المدير,” والتفكير في طرق تنمية المهارات المدنية خلال تلك التجارب. ويضيف, تعدّ المدارس “مجتمعات صغيرة” حيث “يتعلم الطلاب أمورا حول كيف نعامل بعضنا بعضا….. والقوانين التي تحكم تلك المجتمعات والفرص الموجودة للحكم الذاتي ضمن تلك المجتمعات الصغيرة”.

  1. شارك في مجتمع مدني أوسع

نشجّع المحاضرون الضيوف عادة على مشاركة قصصهم ومعارفهم أثناء الزيارات إلى المدارس, لكن يقترح سوتوشيد أن يشارك التربويون مع مواطنين مهرة مثل السياسيين, و المدافعين عن حقوق المجتمع المدني, والنشطاء, والطلب منهم مشاركة طرائقهم ايضا ليتمكن الطلاب من تعلم كيفية أداء أعمالهم.

العمل المستقبلي

ماذا يعني التفكير كمواطن ماهر؟

يعدّ أحد أهداف الباحثين مساعدة الطلاب على التفكير بمدنية  وتطوير نفس الطرق الذهنية لمواطنين ذوي مهارة عالية, متضمنة التفكير الناقد والتعاطف. و باستخدام التفكير التاريخي كنموذج, فإنهم يخططون لملاحظة كيف يتناول  المواطنون المهرة مهام التفكير المدني  ويعملون على حلها, وسوف يدرسون أي نماذج في عمليات تفكيرهم, عموما بهدف أنه في النهاية سوف يوجد مصادر منهجية و قد تساعد المعلمين لتطوير مهارات مدنية أكثر تأثيرا في طلابهم.

في وقت الاستقطاب السياسي والتضليل الضار, فان العمل على تشجيع المواطنين المهرة و زيادة المشاركة المدنية,  الذي يحافظ على الممارسات الديمقراطية, حسب سوتوشيد “سيظل  حاجة ملحة, و ضرورية و مهمة”. 

:مصادر إضافية


Teaching Students to Be Skilled Citizens

Rebuilding Civic Education

The State of State Standards for Civics and U.S. History in 2021

The Need for Civic Education in 21st-Century Schools

Educating for American Democracy