كيف تجعل المهمات المدرسية جوهرية في مدرستك

اعتبارات مأخوذة من دراسة عالمية

Graphic image of many arrows, all pointing toward a white circle at the center of the image

تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية How to Make Mission Matter at Your School.

تاريخ النشر: 8 أيلول/ سبتمبر، 2022

ترجمة: Nadine Joudi

مراجعة وتدقيق: سلام معايعة

إن بيانات المهمة في المدرسة أصبحت اليوم مسألة واسعة الانتشار، إذ يمكن لمهمات المدارس الفعالة أن تنقل رؤية واضحة وتوحّد الناس حول أهداف مشتركة، وعلى وجه الخصوص عند تنفيذها بشكلٍ منهجي. مع ذلك، فإن بعض هذه المهمات لن تُعرف أو يتم ملاحظتها من قبل الجهات المعنية في المدارس وسوف تصبح مجرد شعارات. لذلك، وفي حين أن معظم المدارس تمتلك بيانات عن المهمات، إلا أن بعض المدارس فحسب يمكن أن تُصنف على أنها مؤسسات “مدفوعة بالرسالة ” وهي تؤيد بصورة محددة وتنظم علم أصول التدريس من أجل التركيز على قيم ومشاركة معينة في الأعمال الخيرية والمدنية و/أو المجتمعية.

وعلى مدى السنوات الماضية، قام فريق عملنا في “The Good Project ” بالتحقيق حول الممارسات التعليمية ونتائج مجموعة من المدارس الدولية القائمة على المهام والمتنوعة والموجودة على مستوى العالم. كان الأساسيون في هذا البحث “كليات  العالم المتحد United World Colleges (UWC))”، وهم شبكة مؤلفة من 18 مدرسة تقدم تنوع الطلاب وتأثيرهم الإجتماعي. تتمثل مهمة مدارس العالم المتحد (UWC) في “توحيد الشعوب والأمم والثقافات من أجل السلام والمستقبل المستدام”. ولقد انطلقنا من أجل معرفة سواء كانت هذه المدارس إلى جانب 13 مدرسة أخرى (لا تزال  مجهولة الهوية) حول العالم تحقق أهدافها بالفعل.

لقد قمنا بجمع آلاف الاستبيانات للطلاب والخريجين، وقمنا بإجراء مئات المقابلات المتعمقة، كما أجرينا العديد من عمليات المراقبة في أكثر من اثنتي عشرة مدرسة تابعة لكليات العالم المتحد. وعندما قمنا بتحليل بياناتنا الملخصة في هذا التقرير، اكتشفنا اتجاهات ذات صلة ليس بالمدارس المشاركة فحسب، بل أيضًا لأي شخص مهتم في بناء مدرسة أو منهج قائم على المهمة، بما في ذلك الآباء والمعلمين/المعلمات.

فيما يلي نعرض الآثار المترتبة على عملنا في ما يتعلق بكيفية جعل المهمة أمرًا جدُّ أساسي من أجل التعليم والتعلم والتغيير.

  1. هل لدى مدرستك فكرة موحدة حول رسالتها؟ عندما يتم تحديد بيانات رسالة المدرسة بشكلٍ واضح والتركيز عليها وفهمها من قبل الجهات المعنية في المدرسة، فسوف يكون لديها القدرة على توحيد الناس حول فكرة مشتركة. لقد رأينا في دراستنا مع كليات العالم المتحد أنه قد تم تفسير بيان المهمة في عدة سلوكيات متنوعة: تم تقديم عناصر مختلفة من المهمة (على سبيل المثال الاستدامة أو السلام) وبدرجاتٍ مختلفة اعتمادًا على سياق المدرسة والتفضيلات الشخصية. أما بالنسبة للمدارس القائمة على المهمة والتي تسعى إلى إحداث تغيير في المجتمع، فمن المهم أن يشارك الناس فهمًا موحدًا لمعنى المهمة؛ وما تكون عليه في الممارسة؛ والخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى تحقيقها.

على سبيل المثال، إذا كانت مهمة مدرستك هي “عالم أنظف للجميع”، فإن بعض الأسئلة التي يجب طرحها تتضمن ما يلي: ما يعني ذلك لمختلف الجهات المعنية في مؤسستك؟ هل يعني ذلك ببساطة إعادة التدوير كل يوم، أو أن ذلك يعني الاحتجاج على تغير المناخ (أو ليس أي من الخيارين)؟ هل يمكن أن تعني كلمة “أنظف” الأخلاق الأنظف أو الشخصية الأشرف لبعض الأشخاص؟ ويمكن أن يكون للفهم المشترك لرسالة المؤسسة وكيفية تجسيدها تأثير تدريجي في جميع أنحاء المنظمة من خلال توحيد الناس على جميع المستويات في هدف مشترك.

يجب الأخذ بالاعتبار أيضًا:

  • كيف تجري المحادثات حول المهمة في المدرسة؟
  • ما هي الرسائل التي يتلقاها التلاميذ حول المهمة بشكلٍ صريح أو ضمني؟
  • ما هي الرؤى الموازية للمهمات المحتملة؟
  • ما هي الخطوات التي تتخذها المدرسة من أجل مواءمة الجهات المعنية حول المهمة؟

وما الذي يمكنك تحقيقه من أجل مواءمة أفضل؟

  1. ما نوع المواطن الذي تأمل أن تقوم مدرستك برعايته؟ بمجرد الاتفاق  على ما يعنيه بيان المهمة الخاص بمدرستك، اسأل نفسك: ما هو نوع الرسالة التي ترسلها مهمة مدرستك حول الكيفية التي يُقصد أن يكون الطلاب مواطنين في العالم؟ من خلال دراستنا، قمنا بطرح بعض الأسئلة على المشاركين مثل، “ماذا يعني لك إحداث التأثير؟”، و “ما الذي يعنيه إحداث التغيير في العالم؟”

لقد طلبنا من الذين تمت مقابلتهم بأن يقوموا بترتيب أربعة ملفات تعريف مختلفة فيما يتعلق بمن كان له التأثير “الأكبر” في إبقاء مهمة كليات العالم المتحد في الاعتبار.

فما الذي وجدناه؟ بشكلٍ عام، لم يكن ثمة رؤية واحدة متوافقة عبر حركة كليات العالم المتحد أو حتى داخل مدارس معينة، حول ما يعنيه “إحداث تغيير”. الكثير من المشاركين في دراستنا كانوا واقعيين في تفكيرهم حول إحداث التغيير وقد رغبوا في الاحتفاظ بالحكم على ما إذا كان أي نوع من العمل أو أي نوع من المهن أو الإجراء صحيحًا أو خاطئًا، أو لديه تأثير أم لا بطرق إيجابية للعالم. على سبيل المثال، هل يقوم  المستثمر المصرفي بإحداث تغيير بطريقةٍ إيجابية أو سلبية؟ وماذا عند المقارنة بين العامل الذي يعمل بدون ربح أو أحد الوالدين؟

لا يوجد شئ خطأ بطبيعته في أن يكون لدى الأشخاص أفكار مختلفة حول كيفية إحداث تغيير في العالم. وقد يجادل البعض حول أننا بحاجة إلى وسائل التأثير المتباينة من أجل معالجة مشاكل العالم الحقيقي. ومع ذلك، إذا كانت المؤسسات التعليمية مكرسة من أجل جعل طلابها يحدثون تأثيرًا في المجتمع، فإنه من المهم أن يكون لديهم فهم محدد للأثر المطلوب.

بدلًا من ذلك، وكما فعلت جامعة والدن عندما واجهوا حقيقة أنهم لا يعرفون كيفية تعريف فكرة “التغيير الاجتماعي الإيجابي” في مهمتهم، يمكن للمدارس خلق نماذج وظيفية لصنع التغيير والتي يجب على الطلاب تجسيدها من أجل أن يكونوا وكلاء التغيير في المجتمع، مثل المهارات المعرفية والعملية وكذلك الأخلاق والقيم.

وعند التفكير بهذه الأسئلة، يجب الأخذ بالاعتبار:

  • ما حجم التأثير الذي تتوقع أن يحدثه طلابك؟ هل يجب عليهم إحداث التأثير على المجتمع ككل؟ أو يمكن أن يحدثوا التأثير فقط في مجتمعهم المحلي؟ أو ربما ضمن عائلاتهم فقط؟
  • هل هناك موضوعات معينة ينبغي عليهم تركيز جهود التغيير عليها؟ خذ المدرسة أعلاه بمهمتها البيئية – ربما يجب على الطلاب تركيز جهودهم فقط على الاستدامة.
  • ما هي وسائل التغيير التي يجب أن يستخدمها طلابك؟ ربما تقوم مدرستك بالتركيز الكامل على ريادة الأعمال الإجتماعية. أو بدلًا من ذلك، فإنك تفضل أن يتعلم طلابك كيفية المناصرة من خلال الاحتجاج والتغيير السياسي.
  • كيف يجب أن تعالج جهود صنع التغيير التي يبذلها طلابك مشاكل العدالة؟ وهل تعتقد بأن طلابك يجب أن يقوموا بالتركيز على الأسباب الأساسية لهذه المشاكل، أو يجب عليهم معالجة المشاكل العرضية والأكثر إلحاحًا؟
  1. كيف يمكن أن تُترجم المهمة إلى ممارسة تربوية؟ أظهر بحثنا بإنه بمجرد ظهور مهمة قوية ومفهوم مرتبط بكيفية تشكيل المهمة للطلاب منذ تأسيسها، فإنه من الضروري تضمين هذه الأفكار في أساليب التدريس والممارسات التعليمية التي تقدمها المدرسة. وفي المدارس  التي عملنا فيها، والتي ركز الكثير منها على تطوير التفاهم بين الثقافات وتعزيز التأثير الإجتماعي، تضمنت الأنشطة المتوافقة مع المهمة ما يلي:
  • برامج الخدمة التطوعية والمجتمعية التي حصل الطلاب من خلالها على تجربة التعاون مع الجهات المعنية في المجتمع.
  • مشروع الأسبوع في مدارس العالم المتحد، حيث صمم الطلاب تجربة تعليمية على مدى أسبوع بعيدًا عن المدرسة والتي تتطلب حل المشاكل، وغالبًا ما تتضمن السفر إلى موقع جديد.
  • أنشطة أكاديمية إضافية، وتتضمن المؤتمرات التي يديرها الطلاب والنوادي التي تركز على المواضيع المتوافقة مع المهمة مثل الاستدامة وصنع السلام.
  • البيئات أكاديمية، وغالبًا ما تكون دورات مثل السياسة العالمية والتاريخ والاقتصاد  والأدب والتي تسمح بإجراء محادثات حول مهمة المدرسة.

ومن خلال هذه الأنشطة، لقد رأينا أنه عندما أتيحت الفرص للطلاب من أجل إبراز وجهات نظرهم في المقدمة، والشعور بالاستقلالية والفاعلية في عملية التعلم، فقد تعلم الطلاب المزيد وقاموا بتطوير مهارات وتصرفات مثل العقلية المنفتحة والثقة.

وفي مدرستك، قم بأخذ هذه الأسئلة في الاعتبار:

  • في أي يوم يرجح أن يختبر الطلاب المهمة أثناء العمل؟
  • كيف يمكن للمهمة أن تندمج في البيئات التي تتيح للطلاب الفرص من أجل ممارسة الاستقلالية؟
  • إلى أي درجة تتوافق برامجنا التعليمية مع المهمة التي نريد تحقيقها؟

في حين أن العديد من المدارس لديها اليوم بيانات المهمة، فإننا نأمل أن تساعد الموضوعات والأسئلة التي اكتشفناها هنا في تحقيق وضوح أكبر للمهمة وتنفيذها لمؤسسات التعلم.