ركود القراءة في موسم الصيف

هل يمكن أن تساعد برامج القراءة الصيفية التطوعية في سد الفجوة في التحصيل الدراسي للطلبة من الأقليات العرقية وذوي الدخل المتدني

Image of an apple on a stack of books

تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية “Fighting the Summer Reading Slump”.
تاريخ النشر:  22 حزيران 2009
ترجمة: ليلى أبو قطوسة 
تدقيق: سلام المعايعة

خلال فصل الصيف، وفي غياب الدوام المدرسي ( بسبب العطلة الصيفية ) ، يتراجع التعلم لدى الطلبة . طوال هذه الأشهر ، يتراجع جميع الأطفال في مبحث الرياضيات – ولكن فيما يتعلق بمهارة القراءة والكتابة ، نلاحظ أن  الفجوة تتسع  لمصلحة الأطفال الذين يعيشون ضمن وضع اجتماعي واقتصادي مرتفع . الطلبة  في العائلات ذات الدخل المنخفض ،  و الذين قد لا يتمتعون بنفس المستوى من الوصول إلى الكتب وموارد تعليم القراءة والكتابة ، يميلون إلى التراجع  أكثر من أقرانهم الأكثر ثراءً.

في هذا الصيف تم رصد وتوثيق حالات فاقد القراءة على نطاق واسع. و قد لوحظ أن التراجع بالنسبة للطلبة من ذوي الدخل المنخفض والأقليات مشكلة وتحديدا لأن التراجع يبدوا تراكميا . بناء على هذه النتائج ، يرى جيمس كيم وتوماس وايت أن برامج التدخل العلاجي في القراءة الصيفية أداة فعالة محتملة لسد فجوة الإنجاز. 

و مع ذلك ، تشير الأبحاث السابقة ، إلى أن مجرد توفير إمكانية  الوصول إلى الكتب لا يكفي لمنع حدوث الفاقد  في القراءة . لذلك ، افترض كيم أن تقديم المعلمين لإرشادات متخصصة جنبًا إلى جنب مع السقالات  التعليمية الموجّهة من قبل الوالدين ستكون مكونات ضرورية في برنامج تدخّل القراءة الصيفي التطوعي.

أثر السقالات التعليمية1

أجرى كيم وايت (2008) تجربة مع 24 معلمًا و 400 من الطلبة في مدرستين ابتدائيتين في أحد المناطق التعليمية الكبرى في ضواحي  ميد أتلانتك  في الولايات المتحدة الأمريكية.  كان تسعة وستون في المائة من الطلاب من غير البيض (السود ، أو اللأتينيين ، أو الآسيويين أو غيرهم) وتلقى 38 في المائة وجبات غداء مجانية أو بأسعار منخفضة و تشجيعية . لاحظ كيم بإنه لم تكن هناك اختلافات تتعلق بوجود الحوافز بين الطلبة – مما يعني أن مواقفهم تجاه القراءة لم تختلف.

تلقى جميع الطلبة الذين أكملوا الصفوف الثالث والرابع والخامس الأساسي  تعليمات قراءة عادية خلال العام الدراسي. و بالرغم من ذلك، تم توزيع الطلبة عشوائياً على واحد من أربعة ظروف تجريبية قبل العطلة الصيفية. اختلفت المجموعات العلاجية الأربعة هذه وفقا للطرق التالية:

  • المجموعة 1:  المجموعة الضابطة : لم يتلق الطلبة في هذه  المجموعة  تعليمات أو مواد إضافية. 
  • المجموعة 2: مجموعة الكتب فقط ، تم إرسال كُتب إلى هؤلاء الطلبة خلال عطلة الصيف بحيث  تتناسب هذه الكتب مع مستويات  الطلبة في القراءة وتتوافق مع اهتماماتهم ، لكنهم لم يتلقوا أي تعليمات خاصة بالقراءة. طلب من والديهم ببساطة أن يقوموا بتشجيع أطفالهم على القراءة. 
  • المجموعة 3: مجموعة الكتب مع سقالات القراءة الجهرية المعبرة. تلقى هؤلاء الطلبة  كتبًا تتوافق مع مستويات قراءتهم واهتماماتهم، جنبًا إلى جنب مع تلقيهم للتعليمات الشفوية الموجهة الخاصة بالقراءة من قبل  معلميهم قبل نهاية العام الدراسي. تلقى أولياء أمور الطلبة  خطابًا يطلب منهم جعل أطفالهم يقرؤون بصوت عالٍ ، وتقديم ملاحظات حول قراءتهم، ثم قام الطلبة بملء بطاقة بريدية تصف فهمهم للكتب.
  • المجموعة 4: مجموعة الكتب مع مع سقالات القراءة الجهرية المعبرة والفهم والاستيعاب . تلقى هؤلاء الطلاب أيضًا كتبًا تتوافق مع مستويات قراءتهم واهتماماتهم ، جنبًا إلى جنب مع  تعليمات القراءة الجهرية المعبرة  وتعليمات حول الفهم و الاستيعاب من معلميهم قبل نهاية العام الدراسي ؛ كما تلقى أولياء أمورهم خطابًا يطلب منهم جعل طفلهم يقرأ بصوت عالٍ، وأن يقوموا بتقديم ملاحظات على القراءة. بالإضافة إلى ذلك ، طلب من هؤلاء الطلبة  تحديد الاستراتيجيات التي استخدموها لفهم معنى الكتاب – مثل إعادة القراءة والتنبؤ والتلخيص . قام الطلبة أيضًا بملء بطاقة بريدية تصف فهمهم للكتب.

تلقى جميع الطلبة المشاركين في التجربة اختبارات قبلية وبعدية حول الطلاقة والقدرة على القراءة الصامتة.  توصل كيم ووايت إلى نتيجتين مهمتين في هذه الدراسة:

1. الطلبة الذين تلقوا سقالات القراءة الجهرية المعبرة  والفهم والاستيعاب  (المجموعة 4) سجلوا درجات أعلى- في اختبار أيوا للمهارات الأساسية (ITBS ، المستخدم لقياس القدرة على القراءة العامة) والاختبار البعدي  – من  الطلاب الذين لم يتلقوا أي إجراء علاجي.

2. كان ناتج مجموع درجات  الطلبة في اختباري ITBS والاختبار البعدي  ضمن ظروف السقالات  التعليمية (المجموعتان 3 و 4) أعلى من ناتج الدرجات المجمعة للمجموعتين الأخريين.

و بشكل ملحوظ  اكتسب الطلبة  السود واللاتينيين والطلبة القادمين من عائلات ذات دخل منخفض في مجموعة القراءة الجهرية التعبيرية الفهم والاستيعاب  من 1.7 إلى 5.1 شهرًا من التعلم الإضافي. هذه المكاسب المثيرة للإعجاب – في معدل ​​أربعة أشهر – من التعلم الإضافي للطلبة من العائلات  ذات الدخل المنخفض كافية لتعويض ثلاثة أشهر من ركود القراءة الصيفي الذي يمر به هذا المجتمع عادة.

يعتقد معظم المدرسين أن القراءة التطوعية – حيث يختار الطلبة  النص  بأنفسهم و يقرؤونه بصمت – تعزز بعض مهارات القراءة مثل الطلاقة والتعرف على الكلمات ومع ذلك ، وجدت دراسة كيم ووايت أن الطلبة الذين يتلقون كتبًا تتناسب مع مستويات قراءتهم ، دون حصولهم على  تغذية راجعة ودعم مناسب  ، لم يتحسنوا في الطلاقة والقدرة على القراءة الصامتة. يبدو أن امتلاك الكتب المناسبة هو شرط ضروري ولكنه ليس شرطًا كافيًا. مما يشير إلى أن  السقالات التعليمية مهمة ومؤثرة .

الدور الجوهري للمعلم 

في حالتي السقالات ، يلاحظ كيم أن دور المعلمين كان حيويًا للغاية. في شهر حزيران ، حضر المعلمون المشمولون في الدراسة جلسة تدريبية مدتها ساعتان بقيادة مدرس لغة وأدب متمرس حيث  قام بإعداد وتجريب الدروس التي تنطبق عليها مواصفات كيم ووايت لتعليم القراءة الجهرية المعبرة والموجهة.

قبل العطلة الصيفية ،قام المعلمون بنمذجة ما يفعله القُراء الجيدون ، وقدموا إرشادات واضحة سواء في الطلاقة أو القراءة الموجهة. خلال الصيف ، تم إرسال بطاقات بريدية للطلاب لتذكيرهم باستراتيجيات القراءة  وتحديدا تلك التي تعلموها في الفصل مثلا: استراتيجيات الفهم الجيد من خلال قراءة العنوان والتلخيص وإنشاء روابط بين النص و بيئة الطالب وذاته .

البساطة في التصميم: نقطة الارتكاز للابتكار

يعتقد كيم بأنه من المهم جدا أن يتم  إجراء الأبحاث التي قد يفسرها صانعو القرار بدقة ويقومون بتوظيفها. لذلك و من أجل تعزيز تنفيذ عمله ، اعتمد كيم على مفهوم “نقطة ارتكاز الابتكار”: نقطة التوازن بين تعقيد التشغيل ورضا العملاء.

كانت نقطة الارتكاز الابتكارية لـكيم هي إيجاد أداة يمكن للمدرسين تنفيذها بسهولة والتي من شأنها أيضًا تلبية احتياجات الطلاب. كان على أي تدخل ناجح تلبية هذين الاعتبارين. تمت مراعاة البساطة في كل جانب من جوانب البحث – بدءًا من الاسم، Project READS برنامج (القراءة المعززة للإنجاز خلال الصيف)، ثم شحن الكتب للطلبة عبر البريد، و استخدام البطاقات المرمزة بالألوان والتي تحدد الطلبة في المجموعات العلاجية الأربعة.

التوصيات

يقدم وايت وكيم (2008) اقتراحات للمسؤولين والمدرسين للتخطيط لبرنامج القراءة التطوعية. وفيما يلي توصياتهم الرئيسية:

1. يجب أن يقوم المعلمون بتدريس ونمذجة استراتيجيات القراءة  الجهرية المعبرة والاستيعاب في نهاية العام الدراسي.

2. يجب أن يتلقى الطلبة  ثمانية كتب أو أكثر مطابقة لمستواهم حيث يكون لديهم مواد قراءة كافية.

3. يجب إرسال بطاقات بريدية للطلبة خلال فصل الصيف لتذكيرهم باستراتيجيات القراءة الجيدة.

4. يجب أن يتلقى الآباء رسائل تطلب منهم الاستماع إلى القراءة الجهرية  المعبرة وتقديم ملاحظات لأطفالهم.

5. يجب أن يتم  طلب إرجاع البطاقات البريدية بحيث يمكن لمسؤولي البرنامج الاطلاع عليها وتقييم التنفيذ الصحيح للإستراتيجية.

وعلى نطاق أوسع، يعزز كيم  فكرة  توظيف البحث العلمي لإنشاء سياسات هادفة تركز بشكل مباشر على تحسين مهارات القراءة والكتابة لدى الطلبة الذين ينتمون للعائلات ذوي الدخل ا المتدني والأقليات.

1 السقالات التعليمية :
السقالات أو الدعائم التعليمية (Instructional Scaffolding) هي استراتيجية تدريس يستخدمها المعلم بشكل مؤقت ليقدم من خلالها مجموعة من التوجيهات والإرشادات والأنشطة والأدوات والبرامج التي يحتاج إليها الطالب لتحقيق فهم أكبر للمحتوى التعليمي واكتساب مهارات جديدة تمكنه من مواصلة بقية تعلمه منفرداً.