دروس من تربية اللاجئين للأزمات الحالية والمستقبلية 

كيف يساهم تعليم اللاجئين في التعليم في أوقات  أخرى من عدم اليقين

Classroom during a pandemic with everyone wearing face masks.

تمت ترجمة هذا المقال من النص الأصلي باللغة الإنجليزية: Lessons from Refugee Education for Current and Future Pandemics

تاريخ النشر: 12 نوفمبر 2023

ترجمة وتدقيق لغوي: ندين سامي جودي

مراجعة وتدقيق:  لارا الخطيب

 مع استمرار تأثير جائحة كوفيد-19وتداعياتها على المجتمع عموما، يتعين على مجال التعليم التكيف مع الظروف المتغيرة باستمرار التي يشهدها واقعه الجديد. تعد كيفية التعامل مع عملية التعليم في الأوقات المضطربة مسألة جوهرية يتعين على العديد من المعلمين مواجهتها وخاصة مع ارتفاع أعداد الحالات وتراجعها وفقا للمتغيرات الجديدة وتغير المواسم.

في مقال جديد للبروفيسورة سارة درايدن بيترسون  تقول فيه إن بإمكان المعلمين تعلم الكثير من تعليم اللاجئين. واستنادا إلى بحثها الخاص الذي أجرته مع بعض الشباب السوريين الذين يعيشون في لبنان، تسلط الضوء في  “بيداغوجية الانتماء: دروس من تعليم اللاجئين في أوقات عدم اليقين” على بعض الممارسات الواعدة من تعليم اللاجئين التي يمكن – بل وينبغي – تطبيقها على التدريس أثناء الأزمات مثل وباء كوفيد-19.

في حين أن حالة عدم اليقين والتهميش ليست أمرا جديدا في مجال التعليم، كما تشير درايدن بيترسون، إلا أن الوباء سلط الضوء على هذه الظروف بشكل أكثر حدة بالنسبة لمجموعات معينة. كما تدعو في هذا المقال إلى اعتماد ثلاث طرق تعليمية مختلفة بحيث يجب أن تشكل إطارًا للتعليم  خاصة مع استمرارتأثير الوباء على التعليم، وهي: القدرة على التنبؤ والقدرة على التكيف وبناء المستقبل.

تأسيس شعور بالقدرة على التنبؤ

ذكرت درايدن بيترسون أن  حالة عدم اليقين ليست “حالة سلبية يجب الالتفاف عليها “، ولكن في أوقات الأزمات يصبح عدم اليقين “أمرًا لا مفر منه على نحو متزايد” وهو الأمر الذي يحتّم على المعلمين “إيجاد طرق للتعلم منه وفي إطاره”. ومن أجل المساعدة في تخفيف حدة حالة عدم اليقين التي يشعر بها الطلاب، يجب على المعلمين تطوير أساليب تدريسية تعتمد على القدرة على التنبؤ. تتضمن بعض الاقتراحات المذكورة في دليل المعلمين”بيداغوجية الانتماء” لدرايدن بيترسون، ما يلي:

  • توفير الأمان من خلال فهم الطلاب لما هو مطلوب منهم.
  • تحديد عناصر روتينية صغيرة، على سبيل المثال تلخيص دروس اليوم السابق في بداية كل يوم جديد.
  • بناء الثقة مع الطلاب حتى يعرفوا ما عليهم توقعه، مثل السنادات التعليمية من أجل بناء الاستقرار والمعرفة.

من خلال منح الطلاب روتينًا معينًا، سيشعرون حينئذ بمزيد من الأريحية تجاه بيئتهم التعليمية الخاصة بهم، وذلك بعكس حالة عدم اليقين والطبيعة المتغيرة للعالم من حولهم.

تعليم الطلاب القدرة على التكيف

ذكرت درايدن بيترسون أنه على الرغم من أن القدرة على التكيف تبدو متعارضة مع القدرة على التنبؤ، إلا أنها يمكن أن تفيد الطلاب والمعلمين على حد سواء. تساعد القدرة على “التحليل وإعادة التفاوض والتمحور والتحوّل” المعلمين على تحقيق الأهداف القصيرة والطويلة الأجل، خاصة مع تغير الظروف. عند ترسيخ القدرة على التكيف، يتعين على المعلمين محاولة القيام بالأمور التالية:

التحلي بالشفافية بشأن أسباب ضرورة إجراء التغييرات اللازمة.

التركيز على المستقبل والحاضر من خلال إتاحة الفرصة للطلاب لمشاركة تجاربهم في أوقات التوتر والشدة.

منح الطلاب الوقت والمساحة لتخفيف الضغط والتفكير أثناء التعلم.

وفي كثير من الأحيان، يمكن أن يتوافق عمل القدرة على التكيف مع القدرة على التنبؤ بدلا من التعارض معها، وذلك من خلال إيجاد طرق جديدة لتأسيس أعمال روتينية مألوفة أو طرق إبداعية لبناء الثقة في مواقف جديدة.

إعداد الطلاب لمستقبل مجهول

قد يشعر الطلاب الذين مروا بأزمة مثل جائحة كوفيد-19 بالتشابه مع الطلاب اللاجئين الذين ينظرون إلى المستقبل على أنه لا يمكن التنبؤ به.

ومع ذلك، يمكن للشباب أن “يزدهروا في حالة عدم اليقين” عندما لا يتوقع المعلمون العودة إلى “الحياة الطبيعية”، كما أشارت درايدن بيترسون. وبهدف خلق عقلية بناء المستقبل، يمكن للمعلمين دعم الطلاب من أجل:

ربط طريقتهم الخاصة للتعلم الماضية والحاضرة والمستقبلية.

تصور ما سيكون عليه المستقبل وتطوير أهدافهم الخاصة.

تعلم طرق جديدة بأنفسهم حول كيفية التعامل مع المتغيرات.

تضيف درايدن بيترسون: “يمكن للمعلمين دعم الشباب في تعلم كيفية سد هذه الفجوة بين ما هو موجود في الحاضر وهذا النوع من المستقبل المعاد تصوره حديثًا، حتى في سياق أوجه عدم اليقين المستمرة”.

_______________________________________________________________ 

مصادر إضافية