خلق ثقافة الاستقصاء في المدارس

فوائد التباطؤ لتعزيز التعلم الأعمق والأكثر جدوى في الفصل الدراسي

A teacher and two smiling students at their desks.

 تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية Creating a Culture of Inquiry in Schools | Harvard Graduate School of Education

تاريخ النشر:  ٢٧أبريل  ٢٠٢٣

ترجمة: سرين وليد الشريف

مراجعة: لارا الخطيب              

عندما كانت ليز دوز دورايسينغ معلمة تاريخ في المدارس المتوسطة والثانوية في منطقة تعليمية منخفضة الدخل ومنخفضة التحصيل تاريخياً في وطنها الأم إنجلترا ، تتذكر أنها تعرضت للكثير من الضغوط لحمل الطلبة على الجهوزية للامتحانات المصيرية عالية الأهمية. أتيحت لها الفرصة في وقت لاحق، في أستراليا ، لتجربة نهج أكثر تمحوراً حول الطالب قائم على الاستقصاء في التعليم  – وهو النهج الذي يشجع الشباب على التفكير النقدي والإبداعي حقاً – وأدركت أنها “قللت تماما” من شأن ما كان طلبتها  قادرين عليه و “ما كان ممكناً في الفصل الدراسي”.

توضح داويس ديوريسنج Dawes Duraisingh وهي الآن باحثة رئيسة في مركز أبحاث بروجيكت زيرو   ” Project Zero” التابع لكلية الدراسات العليا بجامعة هارفارد أن التدريس الذي يركز على الطلبة يشكل  تحدياً ويتطلب من المعلمين الانخراط في العمل العاطفي وحتى بعضاً من  إزالة تعلم  الممارسات السابقة ، كما تشرح داويس أن الورقة البيضاء الأخيرة لفريقها ، أعمق، معاً: دروس عملية حول رعاية تعلم أعمق من شبكة مدارس منخفضة التكلفة ، والتي شاركت في تأليفها مع أدريانا غارسيا ومارا كريشيفسكي وأندريا ساشديفا ، تتضمن أدوات وتقنيات لمساعدة المعلمين على دفع تفكير طلبتهم إلى أماكن أكثر عمقاً وتعقيداً و “ليس فقط تغطية المحتوى بشكل سطحي” .

الورقة الجديدة هي نتيجة لمشروع بحث تعاوني مدته أربع سنوات يدعى خلق مجتمعات استقصاء بين برجيكت زيرو  Project zero و مدارس إنوفاInnova Schools   ، وهي شبكة خاصة تضم حوالي 70 مدرسة من مرحلة الحضانة حتى المرحلة ١٢ في بيرو والتي كانت تتوسع بشكلِ مطرد في الدولة  ومؤخراً إلى أجزاء أخرى من أمريكا اللاتينية بمهمة توفير تعليم وتعلم عالي الجودة وبأسعار معقولة.

بينما استكشف زملاء آخرون من كلية هارفرد للتربية عجزاً في تعلم أعمق في مدراس أمريكية  بما في ذلك بعض المدارس الممولة بشكل جيد، وما أثار اهتمام داويس ديوريسينج وفريقها الذي تضمن العديد من طلبة الماجستير ثنائيي اللغة في كلية الدراسات التربوية  HGSE  كان السؤال عن كيفية قيام الشبكة البيروفية بتطوير تعليماً متمركزاً حول الطالب وأكثر تشاركية وعمق على نطاق واسع في ظل المصادر المادية المحدودة من شأنه أن يكون ذا صلة بمجتمعاتهم المحلية.

      عليك أن تعيش وتجسد وتمارس تواجدك في مجتمع تعلم مع أشخاص تحترمهم بحق وتنصت وتتعلم معا.ً 

شاركت داويس ديوريسينج Dawes Duraisingh بعض الدروس المستفادة من المشروع التي تعتقد هي وزملاؤها أنها يمكن أن تلهم وتجهز المدارس والمناطق الأخرى في الولايات المتحدة لمتابعة التعلم والفهم الأعمق. 

خطوات لتعزيز الفضول والتفكير النقدي:

  •  اتبع نهج قائم على الاستقصاء والتعديل للفهم والسياق المحلي.  

بناء على العمل البحثي السابق للفريق في دولة الإمارات العربية المتحدة ، خلق مجتمعات الابتكار ، طور فريق بروجيكت زيرو( مشروع  صفر) Project Zero  بشكل تعاوني تعريفاً للتعلم “القائم على الاستقصاء” ، والذي وصفوه هم وشركاؤهم بأنه “موقف تجاه العالم وعملية لمحاولة فهم العالم وتحويله.

في الوقت نفسه، عمل فريق بروجيكت زيرو( مشروع  صفر)  Project Zero جنباً إلى جنب مع معلمي إنوفا  Innova ومدربي التطوير المهني وغيرهم من القادة داخل الشبكة لفهم كيف يمكن تكييف المناحي الحالية لتعزيز التدريس والتعلم القائم على الاستقصاء وتأطيرها للسياق المحلي وكيف يمكن تطوير مناحي جديدة. 

  • حدد الشروط والتوقعات.

تقول داويس ديوريسينج يجب على المربين  التأمل  فيما يعتقدون أنه تعلم أعمق، قبل الشروع في أي مسعى لتعلم أعمق ،  وتقييم أين هم  والمكان الذي يريدون الوصول إليه في هذه العملية.

وتحذر من أن المدارس بحاجة إلى أن تكون على دراية ب “ الزمالة المصطنعة “ في ممارستها المشتركة، حيث “يستخدم المدير أو المنطقة أو أي جهة كانت السلطة فكرة تعاون المعلمين لتنفيذ السياسة” لأن “المعلمين عادة ما يكرهون ذلك”.

  • أظهر التواضع الفكري. 

استمع فريق بروجيكت زيرو( مشروع  صفر) Project Zero باستمرار إلى المشاركين في دراستهم واستجابوا لأفكارهم وآرائهم. استخدموا كلمات أظهرت أنهم كانوا يعملون مع المدربين والمعلمين، وليس مجرد تدريبهم، وشاركوا أسئلتهم وشكوكهم، كجزء من جهد لتشجيع المعلمين على رؤية أنفسهم كمتعلمين أيضا، جنباً إلى جنب مع طلابهم.

  • شجع التعاون. 

شجع الباحثون عملية “الاستقصاء التعاوني” ، حيث كان ينظر إلى المربين ومدربي التطوير المهني على أنهم متعاونون ويتم تشجيعهم على أن يصبحوا أكثر استفساراً وتأملاً حول ممارساتهم الخاصة وحول أنفسهم ، مقابل الباحثين الذين يخبرونهم بما يجب عليهم فعله. كما قام الفريق بنمذجة ممارساته وقيمه.

وتوضح داويس ديوريسينج أنه عليك أن تعيش وتجسد وتتمرن على التواجد في مجتمع تعليمي مع أشخاص حيث تحترمون فيه حقاً وتنصتون وتتعلمون معاً. “ثم شعرنا وكأننا نحصل على لمحات مثيرة لما يمكن أن يحدث عندما تتعمق بحق وتغير طريقة تفكيرك في التعليم والتعلم.”

  • تمهل و فكر وتفكر – الأقل هو الأكثر.

تقول داويس ديوريسينج أنه يمكن أن تساعد أداة النظر البطيء في برجيكت زيرو(  مشروع صفر )  Project Zero في الاستقصاء  التعاوني. يستطيع المعلمون تعيين “خمس أو عشر دقائق للإبطاء المتعمد والتوقف ومحاولة النظر بطريقة جديدة إلى ما يجري في الفصل الدراسي والبدء في توليد أسئلة حول ما يحدث ولماذا ، وكيف يمكن أن يكون مختلفا”.

كما يمكن أن تكون الأداة منطلقاً مفيداً لمجموعات المعلمين للتفكير في تحسين ممارساتهم والوجهة التي قد  يرغبون في أخذها إليها معاً. يعد صندوق أدوات روتينات التفكير التابع لبروجيكت زيرو( مشروع  صفر) مورد آخر مفيد.  لكن تحذر داويس ديوريسينج من استخدام التقنيات بشكل سطحي وتشير إلى أهمية القيام أولاً “بالعمل العميق” المطلوب لتحقيق أقصى استفادة منها.

  •  شجع التماثل.

تقول داويس ديوريسينج أن المشروع يقدم مثالاً حول كيف يمكن للمنطقة أو لمجتمع المدرسة أن تتعمق معاً من خلال تبني الاتساق والممارسة المشتركة أو التماثل على جميع المستويات. 

على سبيل المثال لمساعدة المعلمين على المراقبة والتفكير بشكل أعمق في الفصل الدراسي تم تشجيعهم على استخدام روتينات التفكير بما في ذلك انظر، فكر، تساءل ( (See, Think, Wonder   والنظر في كيفية خلق مساحة للرد على أسئلة أعمق. كما تم استخدام تقنيات التفكير من قبل مدربي التطوير المهني في ملاحظاتهم الصفية ومن قبل القادة في مدارس إنوفا كأداة أوسع للتأمل. 

  • اخلق الاستقلالية.

يحتاج المعلمون إلى بعض الاستقلالية ليكونوا قادرين على الاستجابة إلى أسئلة طلبتهم واهتماماتهم ولمساعدة طلبتهم على تجربة المزيد من الاستقلالية بأنفسهم. كان التحدي في هذه الحالة هو خلق التوازن الصحيح للاستقلالية دون فقدان الهيكل الذي سبق وأن بنته مدارس “إنوفا” عبر نظامها شديد المركزية.

قام فريق البحث بدعم من قادة إنوفا بنمذجة الاستقلال من خلال تطوير علاقات حقيقية وتشجيع  المدربين والمربين على تجريب استراتيجيات جديدة مرتبطة بممارساتهم. كما قاموا بتقديم خيارات بشأن الشكل وتركيز عملهم الاستقصائي و أتاحوا للمشاركين وقتاً للعمل بمفردهم وتقرير أفضل السبل لاستخدام وقتهم. 

بدعم من قادة Innova، قام فريق البحث بنمذجة الاستقلالية من خلال تطوير علاقات حقيقية وتشجيع المدربين والمعلمين على تجربة استراتيجيات جديدة مرتبطة بممارساتهم. كما عرضوا خيارات لشكل وتركيز عملهم الاستقصائي وأتاحوا للمشاركين الوقت للعمل بمفردهم وتحديد أفضل السبل لاستخدام وقتهم.

 Project Zeroمصادر إضافية من مشروع صفر   

معاً أعمق

خلق مجتمعات من الاستقصاء 

صندوق أدوات روتينات التفكير المرئي

خارج عدن