حلقات الأدب

كيف يجعل التربويون هذه المجموعة الصغيرة تمارس العمل بشكل أفضل في صفوفهم المدرسية

تمت ترجمة هذا المقال من النص الأصلي باللغة الإنجليزية: Literature Circles  

تاريخ النشر:September 10, 2024

ترجمة وتدقيق لغوي: وفاء السكران

مراجعة وتدقيق:  لارا الخطيب

Students sitting in a circle, each with an open book.


عندما تجد نفسك تقرأ كتابا مفيدا، سواء  كنت مهتما اهتماما شديدا وتتساءل ماذا ستفعل الشخصية بعد ذلك أو كنت مبهورا بالشعر لقطعة وصفيّة، من المحتمل أنك ترغب بمشاركة ما قرأته مع أحدهم – وليس كتابة تقرير لكتاب أو عمل مشهد مجسم، كما يطلب عادة من الطلاب

تقول المحاضرة الكبيرة في كلية هارفارد للدراسات العليا في التعليم و مديرة مختبر جين شال للقراءة باميلا ميسون، التي تركز في عملها وأبحاثها على تنمية ممارسات تدريسية للقراءة والتعليم متجاوبة ثقافيا وفعالة ،تقول “توجد إثارة في مشاركة الكلمات”. و قالت ” لدى الأطفال الحق في تلك التجارب، و يريدون تلك الأنواع من التجارب. ذلك ما يجعل التعلّم ممتعا و يشغلهم في المدرسة.”

إذن كيف يمكن للتربويين تشجيع نقاش و حماس طبيعيين للكتب في الغرفة الصفية أثناء أيضا التأكد من فهم الطلاب لما يقرأون و استمرارهم في النمو كقراء؟

لماذا حلقات الأدب؟

لا تعدّ حلقات الأدب- المجموعة الصغيرة من الطلاب الذين يتجمعون ليناقشوا كتابا، يشبه لدرجة كبيرة نادي الكتاب – فكرة جديدة، وفي الواقع، تظل شائعة جدا لأنها فعّالة بشكل لا يصدق. في حقيقة الأمر، أكّدت العديد من دراسات تنمية استيعاب القراءة، متضمنة تلك الدراسات لمحاضرة كلية الدراسات العليا للتعليم في جامعة هارفرد البروفيسورة  كاثرين سنو، على التأثير الإيجابي لجعل أطفال يتكلمون حول ما قرؤوا

ويساعد الحديث عن القراءة أيضا في بناء ثقافة صفّية حول الكتب. وتقول ميسون “إنه محفز”. كما و تقول “وجدنا من البحث أنّ، بغض النظر عمّا تقرأ، كلما قرأت أكثر، كلما تحسنت أكثر. وكلما تحسنت، كلما أحببته أكثر. و كلما أحببته أكثر، كلما شعرت أنك مؤهل أكثر، وهذه هي الحلقة الفعّالة. [أصبحت القراءة] شيئا أفعله، كذلك يفعل أصدقائي”

“توجد إثارة حول مشاركة الكلام. لدى الأطفال الحق لممارسة تلك التجارب، وهم يريدون تلك الأنواع من التجارب. هذا ما يجعل التعلّم ممتعا و يشركهم في المدرسة.”

تسمح تلك المحادثات للقرّاء صقل مهارات التفكير الناقد لديهم. قد يفكرون في القرارات التي اتخذتها شخصية  أو سواء يوافقون على شيئ قاله زميل في الصف وهم يربطون بين الكتاب و أنفسهم، أو كتب أخرى قرؤها، أو شيء رأوه في الأخبار أو سمعوا عنه في مجتمعاتهم

استخدام حلقات الأدب بنجاح

لدى ميسون بعض الأفكار لجعلهم أكثر نجاحا و لتساعد التربويين لتجاوز العراقيل المشتركة، مثل التمايز بشكل ملائم و تجنب المحادثات التي يقودها المعلم بشكل مبالغ، عند تطبيق حلقات الأدب

المشكلة:

التوازن بين مواضيع القراءة المطلوبة و اختيارات الطالب. يلتهم الطلاب كتاب بيرسي جاكسون الأخير لكنهم ليسوا بهذا الحماس  بما يتعلق بتناول قطع القراءة المطلوبة منهم من ملحمة الأوديسا .

ابتداء من قائمة مواضيع القراءة المطلوبة في الصيف إلى أن يقرأ لهم كتاب يعدّ صعب جدا أو سهل جدا، لا يسمح دائما لطلاب المدرسة باختيار مواد القراءة. لكن بالنسبة لميسون، فإنّ الاختيار ضروري. فهو يعدّ جزءا مما يجعل القراءة ممتعة للكبار وهذا من الضروري أن يمتد إلى الأطفال أيضا. ومع وجود خيارات عديدة، متضمنة روايات مصورة  وكتب الكترونية، يمكن للمعلمين أن يجعلوا الأطفال يقرؤون الكتاب نفسه أو أن يتبعوا نفس القصة في الوسائط الإعلامية.

و من المهم أيضا  أن نفكر إذا  ما كان النص الذي يقرأه الطلاب يعكس خلفياتهم و اهتماماتهم. وتقول ميسون ” فكّروا في النصوص التي تقدمونها – هل هي متنوعة من حيث المحتوى، وتصوير الشخصيات, والأماكن التي تمثل الطلاب في صفك؟ هل هم متعددي اللغات؟

المشكلة:

لدى الطلاب تنوع كبير لنقاط القوة ونقاط الضعف كقرّاء, مع ذلك تحتاج تجنب تحديد الطلاب استنادا إلى مستويات القراءة التقييمية لديهم.

اخلط مجموعات القراءة كي لا تستند دائما على مستويات القراءة التقييمية. قد يكون من الأهمية جعل الطلاب يقرؤون نصوص متاحة و يقومون بذلك الى جانب القرّاء الذين يستطيعون أيضا الوصول الى تلك الكتب. مع ذلك، هناك عوامل أخرى لأخذها بالاعتبار. تقول ميسون “يستطيع المعلمون إعطاء الطلاب امتحانا وعلامة – لكن  تلك العلامة لا تقيس الدافعية، و لا تقيس معرفة الخلفية، أو نوع النص الذي قد يستطيع الطالب الوصول إليه بسبب تلك المعارف”. و قد تستعمل أيضا النصوص غير الخيالية في حلقات الأدب – خذ بعين الاعتبار خلط المجموعات و السماح للطلاب باختيار حلقة الأدب الخاصة بهم بناء على موضوع مشترك يهمهم.

و تلاحظ ميسون أيضا أنّ القرّاء لا يحتاجون دائما للتحدي. وبأخذ النوع الصحيح من الأسئلة المصاغة أو المثيرة للتفكير،  لا يزال يمكن للنص البسيط شحذ مهارات القارئ. على سبيل المثال، فإنّ الطلب من طلاب الثانوية ليعودوا إلى ألبومات الصور المفضلة لديهم من الطفولة و أن يفكروا بشكل ناقد حول كيفية انهماكهم في  تلك الرسالة يمكن أن يكون فعّال على سبيل المثال، ماذا يقول كتاب أين مكان  الأشياء الجامحة حول الغضب؟

وجدنا من البحث أنّ، بغض النظر عمّا قرأته، كلّما قرأت أكثر، كلما تحسنت أكثر. و كلما تحسنت، كلما أعجبك الأمر. وكلما أعجبك الأمر, كلما شعرت بانّك أهل لذلك, و منثمّ فإنها هذه الحلقة الإيجابية.”

المشكلة

ينظر الطلاب الى المعلم بعد إجابة الأسئلة، بدلا من النظر إلى بعضهم البعض.

قيّم كيف تصنع نموذجا للنقاشات في غرفتك الصفيّة.  هل يتجاوب الطلاب لبعضهم البعض؟ أو هل يتجاوب طالب واحد و منثمّ تتحدث مع الطالب التالي؟ جرّب أن تدعو الطلاب للمناقشة بسؤالهم إذا ما كان لديهم شيئا يضيفونه. و أيضا، أسالهم ما رأيهم في ما قاله طالب آخر. لابد أن يكون أخذ الأدوار، الابتعاد الى الخلف و السماح لشخص آخر بالحديث، وأن يكونوا فضوليين و لا يصدرون الأحكام، وأن تبني وجهات النظر كجزء من الاتفاقيات المجتمعية في الغرفة الصفية و يصبح نموذجا في كافة نواحي المادة

المشكلة

يكافح الطلاب ليبقوا منشغلين في مهمة في مجموعات صغيرة أو يعطون إجابات من كلمة واحدة لاسئلة النقاش. قد يكون بعض الطلاب غير معنيين بالحديث مثل أخرين

إجمالا، تضم حلقات الأدب تكليف الطلاب بالقيام بأدوار. و بينما يمكن أن تصبح هذه الأدوار مملة و نمطية في بعض الظروف، فإنّها قد تكون طريقة عظيمة لإضافة التحسن و ترغيب المشاركين المترددين في المشاركة. بعض الأمثلة لأدوار تتضمن طالب يجد روابط، أو يجد طريقة تجذبهم, أو يمثّل مشهدا. وتوصي ميسون، بالرغم من ذلك، أن يتبادل الطلاب الأدوار كي يكتسب كافة الطلاب الخبرة في المشاركة في طريقة مختلفة و، حالما يبتدأ النقاش بالاسترسال بانتظام، تتغيّر الأدوار بالتدريج.

نصائح من معلم

 تعمل روبن لووالد‘ خريجة الماجستير لعام 2019 من كلية هارفارد للدراسات العليا، كمعلمة لغة إنجليزية في مدرسة ثانوية في ميلروس، ماساشوستس. و هنا، تزودنا ببعض الخلاصات الرئيسية حول كيفية استخدامها لحلقات الأدب.

  • تشير لووالد “يعدّ أكبر دور لي كتربوية بأن اخلق مكان و تنظيم للنقاش ليكون ناجحا.” و لعمل ذلك، فهي تخصص بعض الوقت في بداية العام لتكوّن توقعات و لتضع معايير. و تعبر عن “إننا نلعب الكثير من الألعاب، مثل مسابقات حجر، ورقة، مقص، ليتعرف الطلاب على بعضهم و يشعرون بالارتياح عند مناداة بعضهم باسمائهم. وهذا يشعرهم بالراحة أكثر للحديث حول أمور مهمة أو جادة فيما بعد.”
  • و وجدت أيضا أنّ حلقات الأدب يمكن أن تكون طريقة فعّالة لوصل الطلاب، حتى اثناء التعلّم عن بعد. و يعدّ السماح للطلاب باختيار الكتاب ايضا مهم و يمكن ان يحفّز المشاركة. “حتى في الأماكن البعيدة، حينما يتكلمون حول كتاب يهمهم، يمكنك الشعور بالاستثمار، و العاطفة، و الفخر في محادثاتهم.”
  • استغل الفرصة لتناول مواضيع صعبة. أدارت لوولد نادي تطوعي للكتاب أثناء الصيف لأنّ الطلاب عبّروا عن رغبتهم في الحديث حول العرق. “إنّه يساعد الطلاب أنّ يشعروا كأنّهم قادرين على المشاركة في حديث يمكن أنّ يكون ذو تحدي. يقدّم [الكتاب] لهم نقطة مرجعية و مفردات مشتركة للتحدث حول أمور مهمة بالفعل.”

مصادر إضافية