ثقافة المدرسة والتنمر

يجب إشراك الطلبة في العمل على بناء ثقافة مدرسية صحية وإيجابية

Boy sitting on the ground.  Another person is offering a hand to help him stand up.

تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية School Culture and Bullying

تاريخ النشر : 19 – أيار – 2022

ترجمة: ليلى أبو قطوسة

مراجعة: لارا الخطيب

 للتنمر في الفصول الدراسية عواقب وخيمة على الطلبة ، خصوصاً أنه قد يحدث بينما يقوم هؤلاء الطلبة بتنمية مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية الفعالة في خضم الاضطراب الناجم عن وباء كورونا. ومن المعروف أن يتحمل المسؤولون الإداريون في المدرسة مسؤولية إنشاء بيئة مدرسية آمنة ومُرحبة بالجميع ، إلا أنه يمكن للمعلمين أيضا  تعزيز وجود ثقافة صفية قوية من خلال ممارسات تفاعلية و ودودة مع الطلبة. تقول المحاضرة في كلية الدراسات العليا بجامعة هارفارد ، جريتشن بريون-ميسيلز بأنه: “يجب أن تتم دعوة الطلبة أيضًا إلى العمل على بناء ثقافة مدرسية إيجابية”.

“في كثير من الأحيان ، ننسى الآراء السديدة التي يدلي بها الشباب خلال مناقشاتنا للأمور المتعلقة بثقافة المدرسة والمناخ التعليمي”، تقول بريون ميسيلز أيضا: “في حين أنه من المهم أن يتحمل الكبار مسؤولية إنشاء الهياكل وإعداد الإجراءات الروتينية التي تعزز وجود مجتمعات مدرسية آمنة وشاملة ، فإن طلابنا أيضا هم شركاء محوريّون في هذه العملية. نحتاج إلى دعوة الطلبة لمساعدتنا في تخيل ما يمكن وما ينبغي أن تكون عليه المدارس الآمنة والداعمة, وعلينا أن نعمل على إنشاء آليات مناسبة لإشراك الطلبة في صنع القرار حول مناخ المدرسة ودعوتهم للانضمام إلينا في تحديد السلوك الضار والاستجابة المناسبة له فور حدوثه”.

وتقول بريون أيضا ” أن رعاية ثقافة  تعزز التصدي للتنمر تبدو مختلفة لكل مستوى من مستويات التنمية. فعلى سبيل المثال، يمكن للتدخلات على المستوى الابتدائي أن تعلم الطلبة فض النزاعات والاحتفاء باختلافات الآخرين من خلال اللعب . أما بالنسبة للطلبة الأكبر سنًا ، يمكن أن تشمل الأنشطة النظر إلى الداخل ودعم الطلبة في تحديد هويتهم الثقافية الخاصة وذلك سيزيد من احترامهم وتقديرهم للآخرين”.

“في حين أنه المهم أن يتحمل الكبار مسؤولية إنشاء الهياكل والإجراءات الروتينية التي ترعى مجتمعات مدرسية آمنة وشاملة ، فإن الطلبة أيضاً هم أيضا شركاء محوريّون في هذه العملية.”

تقول بريون ميسيلز: “لدى الطلبة من جميع الأعمار رؤى حول تجاربهم المعيشية ولديهم أيضا أفكار رائعة حول كيفية تحسين المناخ الصفي والمدرسي”. وتضيف بريون : ”  تُعد الاجتماعات الصفية في الفصول الدراسية الأصغر سنًا طريقة فعالة لدعوة الطلبة لتقديم التغذية الراجعة والملاحظات وإشراكهم في صنع القرار. يمكننا أيضًا تعليم الطلبة استراتيجيات فض النزاعات وحل المشكلات في العلاقات. أمّا بالنسبة للشباب الأكبر سنًا، يمكننا إنشاء مجالس طلابية هادفة وحقيقية أو فرق بحثية للشباب ، والتي يمكن  لها بدورها أن تساعدنا في تحديد الأذى ومعالجة الضرر في المجتمع. كما تقدم لنا تعاليم العدالة الإصلاحية العديد من الطرق الحكيمة لبناء المجتمع ومعالجة الضرر”.

عبر بحثها ، حددت بريون ميسيلز نقاط محورية  للمعلمين الذين يرغبون في دعم الطلبة في خلق ثقافة مناهضة للتنمر كما يلي: 

  • قم بحشد الطلبة وتمكينهم ليكونوا مناصرين للحق وأظهر لهم في أقرب وقت ممكن اللغة المطلوبة للتدخل في حالة حدوث التنمر. قدم أمثلة لما يبدو عليه رد الفعل المناسب تجاه السلوكيات المؤذية. وقدم عبارات تبدأ بها بعض الجمل لمساعدة الطلبة على تخيل كيف يمكن أن تكون استجابتهم في المواقف المؤذية. قم أيضا باستخدام السيناريوهات للسماح للطلبة بالتدرب على الاستجابة عندما تكون المخاطر والتهديدات منخفضة ، واعط الطلبة الفرصة للتحدث عن إيجابيات وسلبيات خيارات الاستجابة المختلفة.
  •  قم ببيان أهمية الإبلاغ  عن حالات التنمر:  وضح الآثار الإيجابية للإبلاغ عن السلوكيات المؤذية. وقم أيضا بإظهار الشكل الذي قد تبدو عليه المحادثات المؤذية. اسمح للطلبة بالتحدث عن مخاوفهم المتعلقة بالإبلاغ عن التنمر وتعامل مع هذه المخاوف على محمل الجد وساعدهم في حل المشكلات باتباع نهج *” كليهما / و”.
  • ساعد الطلبة – وخاصة أولئك الذين يشعرون بالعزلة – في العثور على أصدقاء يمكنهم أن يكونوا داعمين و مناصرين لهم .واستفد من قوة علاقات الأقران قدر الإمكان لإشراك الطلبة في سلوكيات مناصرة وإيجابية. أيضا، استخدام بروتوكولات التعلم التعاوني للسماح للطلبة بالعمل مع أقران مختلفين وقم بتوفير الفرص للطلبة لإجراء المقابلات والتواصل مع بعضهم البعض كل على حدة ؛ وقم أيضا  بتخصيص وقت لدعم الطلبة معرفيا ، من خلال تبادل المعارف خلال وجبات الغداء ضمن مجموعات صغيرة من الطلبة للمساعدة في تكوين علاقات فيما بينهم.
  • استخدم استراتيجية لعب الأدوار ومن ثم التأمل وذلك لتعليم السلوكيات الإيجابية: حيث يمكن للأنشطة المنظمة مثل السيناريوهات ودراسات الحالة أن تعزز القيادة الطلابية والمبادرات الأخرى اللازمة لتبني سلوكيات أفضل. إذ توفر هذه الأنشطة فرصًا لجميع الطلبة للمشاركة في الحوارات الصفية وإعادة صياغة الأخطاء بحيث تصبح فرص” لتعلم الدروس من الحياة”.
  • عزز القدرات الحالية. فمن خلال تذكير الطلبة  بما يعرفونه وما يجيدونه بالفعل ، فإنك بذلك تحتفي بنجاحاتهم التي تبني لديهم  ثقة معدية لأقرانهم.

——–  .

استراتيجية ( كليهما / و ) هي طريقة تفكير تساعدك على الحد من التوتر وتنص على أن العديد من الأشياء يمكن أن تكون صحيحة في نفس الوقت وأن لكل شخص الحق في تجربته ، بغض النظر عما يراه الآخرون فمثلا من حق الشخص أن يحب مهنته نجاحه العملي و في الوقت ذاته قد يتمنى أن يمضي وقتا أطول مع أسرته . وكذلك الأمر بالنسبة للطلبة ، قد يشعر أحد الطلبة بالفخر بانجازاته العلمية و في الوقت ذاته قد يشعر بالحاجة الى مزيد من التقدير من قبل أقرانه . ( بتصرف)