دراسة جديدة توضح المشاعر المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي، وتجد أن المراهقين يركزون بشكل عام على الجانب الإيجابي
تمت ترجمة هذا المقال من النص الأصلي باللغة الإنجليزية: The Ups and Downs of Social Media
تاريخ النشر: 7 يناير 2025
ترجمة: اسراء ورّار
مراجعة وتدقيق: يافا جمعة

عند مشاهدة المراهقين وهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، ستشهد تجربة عاطفية متقلبة: فهم يتنقلون بين مشاعر السعادة الغامرة، والغضب، والغيرة، وانكسار القلب، والانبهار، والقلق، والهوس، والملل.
بدأت الأبحاث في التركيز على كل جزء تقريباً من هذا الطيف، مع نتائج تتراوح بين المثيرة للقلق (يرتبط وقت الشاشة بالاكتئاب) إلى المطمئنة (يجد العديد من المراهقين أن وسائل التواصل الاجتماعي تمنحهم القوة). ولكن بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن حكم نهائي “جيد أو سيء” بشأن وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الحقيقة هي أنها مزيج من كليهما – ولكن بشكل عام تجربة أكثر إيجابية مما يعتقده العديد من الآباء.
توصلت دراسة جديدة إلى أن المراهقين يشعرون بجميع أنواع المشاعر الإيجابية والسلبية عند وصف نفس تجاربهم على وسائل التواصل الاجتماعي – نشر الصور الشخصية،استخدام تطبيق سناب شات ، تصفح الفيديوهات – ولكن الأغلبية يقيّمون تجاربهم بشكل عام على أنها إيجابية.
وتشير الدراسة إلى أن فهم هذه الفروق يمكن أن يساعد العائلات على فهم تجارب المراهقين المتقلبة في العالم الرقمي بشكل أفضل، مما يوفر رؤى جديدة حول كيفية دعمهم بأفضل طريقة.
دراسة حول استخدام المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي
في الدراسة، قامت الخبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي للمراهقين إميلي وينشتاين بتحليل ردود استبيان من 568 طالباً في مدرسة ثانوية عامة في ضواحي الولايات المتحدة. كان الطلاب، الذين تم تقسيمهم بالتساوي بين الإناث، يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة أكثر من المراهقين الأمريكيين العاديين: حيث قال 98٪ منهم أنهم كانوا متصلين “بشكل شبه مستمر” أو “عدة مرات في اليوم”، مقارنة بـ 80٪ من المراهقين على الصعيد الوطني. استخدم 87٪ من هؤلاء الطلاب إنستغرام، و87٪ استخدموا سناب شات، و76٪ استخدموا فيسبوك.
شعر المراهقون بالقوة والحماس عندما شاركوا جوانب مهمة من هوياتهم مع الآخرين. لكنهم أيضًا كانوا قلقين من الحكم عليهم من قبل أقرانهم وأعربوا عن قلقهم من عدم الحصول على عدد كافٍ من الإعجابات.
طلبت الاستبيانات من الطلاب تحديد أي من المشاعر الـ 11 المدرجة التي يشعرون بها عادةً أثناء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى المشاعر التي يعتقدون أن أقرانهم يشعرون بها أثناء استخدام تلك التطبيقات.
كما حللت وينشتاين بيانات من 26 مقابلة متعمقة مع هؤلاء الذين تم استطلاع آرائهم (16 أنثى و10 ذكور). شرح هؤلاء الطلاب للباحثين تجاربهم على إنستغرام وسناب شات، واصفين المحتوى الذي شاهدوه وكيف تفاعلوا معه.
طيف من المشاعر الإيجابية والسلبية – مع تفوق الإيجابية
وجدت الدراسة أن للمراهقين أربع طرق رئيسية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي – وعلى الرغم من اعترافهم بالمشاعر السلبية في كل منها، إلا أن معظمهم وصفوا تجاربهم بأنها إيجابية بشكل عام.
يستخدم المراهقون وسائل التواصل الاجتماعي:
- للتعبير عن الذات (مشاركة المنشورات التي تعكس هويتهم وما يهتمون به)؛
- للتفاعل الاجتماعي (التواصل مع العائلة، الأصدقاء، ,والاهتمامات العاطفية)؛
- للاستكشاف (البحث عن مجالات الاهتمام)؛
- للتصفح (التنقل عبر الخلاصات والتطبيقات).
لم تسفر أي من هذه الطرق لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى مشاعر سلبية بحتة، كما أفاد المراهقون. كل منها أدّى إلى مشاعر إيجابية وسلبية.
- في وضع التعبير عن الذات، شعر المراهقون بالقوة والحماس عندما شاركوا جوانب مهمة من هوياتهم مع الآخرين، واستمتعوا بالرجوع إلى خلاصة حساباتهم الشخصية على إنستغرام للتفكر في كيفية تطورهم مع مرور الوقت. لكنهم أيضًا كانوا قلقين من الحكم عليهم من قبل أقرانهم وأعربوا عن قلقهم من عدم الحصول على عدد كافٍ من الإعجابات.
- في وضع التفاعل الاجتماعي، شعر المراهقون بالسعادة للبقاء على اتصال مع الأقران، وفعلياً عزز الكثير منهم علاقاتهم خارج الانترنت مع الأصدقاء والأشخاص المهمين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. كما استمتعوا بالبقاء على اتصال مع أفراد الأسرة البعيدين. لكنهم أيضًا شعروا بالإرهاق من عدد الرسائل التي كان عليهم الرد عليها، وشعر العديد منهم بالاستبعاد عندما رأوا أصدقاءهم ينشرون صورًا معًا بدونهم.
- عند الاستكشاف، استمتع المراهقون بتعلم المزيد عن اهتماماتهم، مثل الطبخ أو الرياضة، أو اكتشاف شغف جديد مثل النضال أو مكافحة التسلح. ولكنهم أفادوا أيضًا بمشاهدة صور وقصص مؤلمة وصادمة.
- عند التصفح، كان المراهقون غالبًا يشعرون بالتسلية والإلهام من الصور ومقاطع الفيديو المختلفة التي شاهدوها. ولكنهم أيضًا شاهدوا أشياء جعلتهم يشعرون بالغيرة أو عدم الأمان أو الحزن: زميل له آلاف المتابعين، سيل من الصور للأشخاص الجذابين، أو حتى منشورات تعبر عن الامتنان لأحد الوالدين أو الأشقاء، إذا لم يكن لديهم علاقة عائلية مماثلة.
على الرغم من هذا التنوع في المشاعر، وصف معظم المراهقين تجاربهم بعبارات إيجابية بشكل عام، كما وجدت وينشتاين، التي هي زميلة ما بعد الدكتوراه في كلية الدراسات العليا. أفاد72٪ من المراهقين أنهم يشعرون بالسعادة على وسائل التواصل الاجتماعي، 68.5٪ بالتسلية، 59.3٪ يشعرون بالقرب من أصدقائهم، و57.8٪ كانوا مهتمين بالتجربة. فقط 6.7٪ ذكروا أنهم شعروا بالحزن، 7.9٪ بالغضب، 10.2٪ بالقلق، 16.9٪ بالغيرة، و15.3٪ بالشعور بالاستبعاد. ووصف 70٪ من المراهقين تجاربهم العامة على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام أوصاف إيجابية فقط.
إن قطع المراهقين عن وسائل التواصل الاجتماعي تمامًا قد لا يكون الحل الأمثل، لأن ذلك من المرجح أن يحرمهم من التجارب الإيجابية أيضًا.
للعائلات، مساعدة المراهقين على مواجهة التقلبات
- بينما يواجه الآباء قلقهم إزاء استخدام المراهقين للهواتف الذكية، يتعين عليهم أن يضعوا في اعتبارهم أن العديد من المراهقين يعيشون تجارب إيجابية بشكل روتيني على وسائل التواصل الاجتماعي. نعم، يدرك المراهقون المشاعر السلبية – الخوف، الضيق، والغيرة، ولكن من وجهة نظرهم، هناك أيضًا الكثير من المشاعر الإيجابية مثل الشعور بالاتصال، التسلية، والإلهام.
- يجب على العائلات أيضًا أن تتذكر أن العديد من هذه المشاعر السلبية جزء طبيعي من التطور والنمو. وتكتب وينشتاين: “إن الإفصاح عن الذات، والتحقق من الصحة، والقلق بشأن القبول والانتماء هي مكونات أساسية لتطور المراهقين والصداقة التي تسبق تفاعلات الشباب الرقمية وتتواجد فيها“. وغالبًا ما تعكس تجارب المراهقين على الإنترنت نقاط قوتهم وصراعاتهم في الحياة الواقعية، لذا فإن انعدام الثقة أو القلق قد لا ينبع فقط من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
- يجب على الآباء أن يأخذوا تجارب المراهقين السلبية على محمل الجد، خاصة إذا تغيرت حالتهم المزاجية أو سلوكهم، أو إذا كانت هذه المشاعر السلبية تؤثر على أنشطتهم اليومية. لكن قطعهم تمامًا عن وسائل التواصل الاجتماعي قد لا يكون الحل الأفضل، لأنه قد يحرمهم من التجارب الإيجابية أيضًا.
في جميع الأوقات، يجب على العائلات التحدث مع المراهقين حول تجاربهم على وسائل التواصل الاجتماعي. اكتشفوا معًا ما يستمتعون به بالضبط، وما هي التحديات التي يواجهونها. في كثير من الأحيان، يمكن للآباء والمراهقين التوصل إلى حلول مخصصة للتحديات الفريدة – إلغاء متابعة حساب معين يساهم في صورة سلبية عن الجسم، أو الامتناع عن النشر على تطبيق معين يؤدي إلى القلق، على سبيل المثال – مع الاستمرار في الاستمتاع بما يحبونه.