بداية إيجابية

كيفية التعامل مع مشاكل السلوك (و تقليل توتر المدرس) ببناء علاقات قوية مع الأطفال في رحلة ما قبل المدرسة

image of teacher holding a young child who is working on an art project

تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية “A Positive Start”.
تاريخ النشر: 13 يوليو 2017

ترجمة: Rana Fleihan

قد يسئ طفل في مرحلة ما قبل المدرسة التصرف فيتجاهل تعليمات المدرس أو يقوم بقذف الأشياء أو إتلافها، مما يدفع المدرس للإنهيار، حيث تضعف الروابط بينه و بين الطفل، أو لا تقوم أصلا. فيصبح المدرس أقل تشجيعا و أكثر توبيخا أو قد يتجاهل الطفل كليا، رغم أن هذا الطفل هو من يكون الأكثر حاجة للدعم.

إن إيجاد وسائل لتخفيف توتر المدرس في هذه المواقف مهم للغاية في تحقيق نتائج أفضل لهؤلاء الأطفال، و تحقيق المساواة في التجربة المدرسية بين كل الأطفال، ذلك أن دعم المدرس يؤثر بشكل طويل الأمد على استعداد الطالب للتعلم. فعندما ينسحب المدرس من التواصل مع طفل معين لا يحسن التصرف، يتلقى الطفل الرسالة بأن المدرسة مكان غير آمن، فيتمادى في السلوك الخاطىء و تقل لديه القابلية و القدرة على التعلم، و يدخل في حلقة سلبية مفرغة قد تستمر لسنوات. بالمقابل فإن الطفل المحاط بالدعم يظهر حماسا أكبر للمدرسة، فيتغلب على التحديات التي يواجهها، و يخطو خطوات كبيرة لتحقيق المتوقع منه وأكثر قدرة على استيعاب المضمون الاكاديمي.

فلتقديم الدعم الإيجابي أهمية كبرى في مساعدة الطالب الذي يعاني من مشاكل ضبط النفس، و الذي ربما قد يكون قد إعتاد سماع التعليقات السلبية فقط.

تقترح الأخصائية في علم النفس السريري أماندا ب. ويليفورد، تقنيتان للتعامل مع مشاكل السلوك لمساعدة المدرسين على خفض توترهم الناتج عن هذه المشاكل وذلك ببناء علاقات ايجابية قوية مع الطلاب. وكانت اماندا ب . ويليفورد، الأستاذة في كلية كاري للتربية بجامعة فيرجينيا قد طرحت هاتين التقنيتين في المؤتمر الأخير “لمبادرة سول زانتس للتعليم المبكر” في كلية الدراسات العليا للتعليم في جامعة هارفارد. و ينظم زانتس، ضمن مجموعة مشاريع أخرى، أكاديمية مختصة لتطوير مهارات قادة التعليم المبكر.

إدارة الاضطرابات و خفض توتر المدرس

التعزيز

التعزيز الإيجابي- أي التفاعل مع السلوك الجيد للطفل بما يضمن تكرار حدوثه- هو أداة فعالة للمدرسين ذلك أنه عندما يبحث المدرس عن السلوك الذي يستحق الثناء لدى الطفل فإن ذلك يجعل الطفل أكثر رغبة فى القيام بالتصرفات الإيجابية عن الخاطئة. وبذلك يشعر الطفل بدوره بالدعم والراحة بوجوده بالقرب من هذا المدرس الأمر الذى يساعده علي ضبط النفس لاسيما أنه يعاني من التعليقات السلبية المتكررة حول سلوكه.

و هكذا فيمكن للتعزيز أن يسهم في تطوير الأداء الأكاديمى للطالب و تعزيز انتباهه و مهاراته فى اللعب التعاوني وفى إنتاجيته. كما أن التركيز على التصرفات الإيجابية يمكن أن يؤثر إيجابا على الجو العام للصف نتيجة لتوثيق أواصر العلاقات بين الطلاب و المدرسين.

كيفية خلق التعزيز الإيجابي لدى الطفل:

  • مراقبة الطفل عن كثب سواء كان بمفرده أو مع أقرانه وسواء كان يعمل وحده أو مع غيره.
  • منح التعزيز الإيجابي للطفل فور قيامه بتصرف جيد.
  • أخذ افضليات الطفل فى الاعتبار, فإذا كان من محبي الرياضة فيمكن منحه خمس دقائق إضافية للعب كرة السلة، وإذا ما كان يحب المساعده فيمكن الطلب منه القيام بإبقاء الباب مفتوحا أمام رفاقه لدخول الصف.
  • جعل تعليقك الإيجابي محددا ” أحسنت بتنظيف مكعبات اللعب! يا له من عمل جيد يا خالد ” مثلا أو” أنا حقا أقدر إنتظارك بصبر يا شريف!”.
  • الثناء على الإصرار و على ممارسة السلوك الجيد وعلى التقدم بدلا من التركيز على طلب الكمال أو سهولة التعامل أو الذكاء. فعلى سبيل المثال القول للطفل “تعجبنى سرعة إنجازك للغز” قد تسبب إحباطا للأطفال الذين لا يزالون يحاولون جمع قطع اللغز, فيمكن القول بدلا من ذلك” يا له من عمل رائع و شاق تقوم به لجمع قطع اللغز.”

إستثمار الوقت

استثمار الوقت هي تقنية يجتمع فيها المدرس بالطالب لعقد جلسات لعب منتظمة تساعد على بناء الثقة ونشر الشعور بالارتياح. ففى دراسة شملت خمسمائة طالب وجدت ويلفورد أن هذا النوع من اللعب المنتظم لمدة 10الى 15 دقيقة مرتين الى ثلاثة مرات في الأسبوع يساهم في تخفيض هرمون التوتر ( الكورتيزول) إضافة إلى تقليل حدة السلبية في سلوك المدرسين.

المكونات الأربعة لجلسات اللعب المنظمة:

1. يراقب المدرس كلمات الطفل وتصرفاته ومشاعره ثم يقوم بتقليدها .فإذا كان الطالب يقوم بتشكيل نموذج من بلاطات مربعة يقوم المدرس بعمل نفس النموذج .
تكمن اهمية هذه الخطوة: فى أنه يسمح للطفل بأخذ المبادرة و يظهر له إهتمام المدرس بأفكاره.

2. يقوم المدرس بذكر أفعال الطالب و تكرار ما يقوله مع إدخال بعض التعديلات.عليها فإذا قام الطالب بإختيار مكعب لعب و صاح ” المكعب أزرق!” يقول المدرس ” نعم إنه المكعب الأزرق”
تكمن أهمية هذه الخطوة: فى أن يظهر للطفل أن المدرس يدعم لعبه، كما أنه يمكنه من سماع صوت المدرس في داخله في أوقات أخرى من اليوم.

3. يقوم المدرس بتحديد حالة الطفل المزاجية بصوت عال، كأن يقول له مثلا” أعلم أنك تشعر بالإحباط قليلا لأنك لم تجد اللون التالي.”
تكمن أهمية هذه الخطوة: فى أنها تظهر للطفل تفهم المدرس لمشاعره، و أنه من الممكن أن يحس بمشاعر سلبية أو ايجابية على حد سواء. كما أنها تساعد الطفل على ربط الكلمة بالحالة المزاجية مما يساعده على التعبير عن مشاعره بشكل أفضل.

4. توجيه المدرس لرسائل معينة للطفل يمكن أن تظهر للطفل أهمية العلاقة بينهما. فيقول له المدرس على سبيل المثال ” أنا هنا لمساعدتك” أو” أنا حقا مهتم بما تقوم به”.
تكمن أهمية هذه الخطوة: فى أن هذه الرسائل تسهم في تحديد شكل العلاقة بين الطفل والمدرس، كما تساعد الطفل على فهم الدور الذي يلعبه الراشدون في حياته.