المعضلة الأخلاقية لدى الطلاب الجامعيين

كيفية التصدي لعدم الأمانة الأكاديمية

Student's hand with writing on it.  Student is looking at it while taking a test.

تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية The Questionable Ethics of College Students

تاريخ النشر: 5 نيسان 2022

ترجمة:  ندين جودي 

مراجعة: سلام المعايعة

في العام 2004، ذكرت الباحثة في كلية الدراسات العليا للتعليم  في جامعة هارفارد ويندي فيشمان Wendy Fischman، والبروفيسور وعالم النفس النمائي هاورد جاردنرHoward Gardner  اكتشافا مقلقا في كتابهما Making Good، إذ أن غالبية الشباب الذين شاركوا في الدراسة، من تلاميذ المرحلة الثانوية إلى المهنيين الشباب في المراحل الأولى من حياتهم المهنية، غشوا أو تصرفوا على نحو غير أخلاقي واعتقدوا أن ذلك مبرر. وبعد مرور ما يقرب العشرين سنة، تفيد فيشمان أن الآراء بشأن القيم الأخلاقية والغش بين الشباب لم تتغير، لا سيما في الجامعات في مختلف أنحاء البلاد.

تقول فيشمان التي نشرت مؤخرا كتابها مع جاردنر “لا يقتصر الأمر على الغش والحديث عنه بدون تردد بين الطلاب، بل إنهم لا يعتبرونه خاطئا – إنهم يعللون ويبررون عدم أمانتهم الأكاديمية”. وصدر الكتاب بعنوان، حقيقة الحياة الجامعية: واقع التعليم العالي وما يمكن أن يكون عليه “The Real World of College: What Higher Education Is and What It Can Be,” بناء على دراسة التعليم العالي لمدة عشر سنوات.

كما وجدوا أن السلوك الأكاديمي غير الأخلاقي منتشر بشكل كبير في حرم الجامعات، وأن الطلاب لا يعتبرونه مشكلة هامة، أو مشكلة يسعون إلى معالجتها وحلها. 

فما الذي يسهم في بناء هذا التفكير؟

على الرغم من النطاق الواسع الذي اختيرت منه الكليات، والموقع الجغرافي، والفئة المستهدفة للمشاركة في الدراسة، تبين أن طلاب الجامعات الذين تمت مقابلتهم لا يختلفون كثيرا فيما بينهم. ثمة نقطتان مشتركتان في طريقة تفكيرهم:

  • تقدير القيم الفردية أكثر من القيم الجماعية: إذ استخدم الطلاب، في مئات الصفحات من المقابلات، كلمة “أنا” أكثر بـ 11 مرة من كلمة “نحن”. مما يشير إلى أن الطلاب يميلون إلى التركيز على أنفسهم ونجاحهم الخاص أكثر من الشعور بالمسؤولية تجاه مجتمعهم.
  • التفاوت بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس: يميل الطلاب إلى النظر إلى الشهادة الجامعية على أنها معاملة وإلى الكلية على أنها مكان لتحقيق وبناء السيرة الذاتية ليتمكنوا من كسب وظيفة جيدة بعد التخرج. في حين أن أعضاء هيئة التدريس ينظرون إلى الكلية على أنها نقطة  تحولية حيث أنها مكان للنمو والتطور العقلي والفكري. ويعني التباين في وجهات النظر بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين يفرضون القوانين، أن فهمهم لهذه المشكلة الأخلاقية مختلف تماما. 

“يجب تشجيع الطلاب على التفكير في أسباب عدم الغش من حيث العواقب السلبية على المجتمع وعلى تعلمهم الخاص. إذا لم يتم الإشارة إلى الصدق الأكاديمي باعتباره أمراً حيوياً ، فسوف يرفضه الطلاب.”

ماذا يمكن أن تفعل الجامعات؟

في نهاية المطاف، تذكر فيشمان أن القرار يعود إلى كل طالب للتصرف بمسؤولية والقيام بما هو صحيح. ولكن يمكن للمسؤولين، وأعضاء هيئة التدريس، وغيرهم من البالغين القيام بالمزيد لغرس هذا الشعور بالمسؤولية لدى الطلاب الجامعيين ولدى المجتمع ككل.

لتكن القيم محور الاهتمام والتركيز. يجب أن يعلم الطلاب منذ وصولهم إلى الجامعة أن السلوك غير الأخلاقي مثل عدم الأمانة الأكاديمية يؤخذ على محمل الجد، “ليس فقط من حيث التداعيات فحسب، على الرغم من أن الالتفات إلى ذلك جزء ضروري” بحسب فيشمان. “يجب تشجيع الطلاب على التفكير في أسباب عدم الغش من حيث العواقب السلبية على المجتمع وعلى تعلمهم الخاص. إذا لم يتم الإشارة إلى الصدق الأكاديمي باعتباره أمراً حيوياً ، فسوف يرفضه الطلاب.. على سبيل المثال، هل قد يرغبون في أن يعالجهم – أو أحد أفراد عائلتهم- طبيب غش في كلية الطب؟”

ينبغي حث الطلاب على مناقشة القضايا الأخلاقية مع المعنيين في المجتمع كجزء من تجربة الكلية. إذ يمكن أن تساعد هذه المحادثات الطلاب ليصبحوا أكثر حساسية للمعضلات الأخلاقية وما يتعلق بها. كما يمكن للوالدين مناقشة هذه المشاكل مع أولادهم في البيت.

تحدثوا عن هدف الكلية وقيمتها، وخذوا بالاعتبار أن الطلاب وهيئة التدريس ينظرون إلى التجربة الجامعية بشكل مختلف. يمكن لهيئة التدريس مساعدة الطلاب في فهم الغرض من الجامعة وكيف يمكن أن تلعب دورا هاما في حياتهم، وليس فقط للحصول على وظيفتهم الأولى فحسب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن من خلال هذه المناقشات، أن تبدأ هيئة التدريس في فهم الضغوط التي يشعر بها الطلاب، مما قد يؤدي إلى تطوير أساليب جديدة وأكثر ملاءمة للتقييم والتعليم.

شجعوا اتخاذ القرارات الأخلاقية والمسؤولة بدلا من فرض القيود. تقول فيشمان: “مهما كانت القواعد والأنظمة الموضوعة [لمراقبة الغش]، فإن الطلاب سيجدون دائما طريقة للتغلب عليها”. بدلا من ذلك، ينبغي أن يصب التركيز على تشجيع الطلاب على التفكير في المعضلات واتخاذ الخيارات الصحيحة بشكل مستقل.