المرونة في المجتمعات الريفية

دراسة حالة حول العمل التعاوني لتعزيز مواطن القوة في المجتمعات الريفية و دعم الصحة الشاملة للأطفال

1500x750-children-together-rural

تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية “Rural Resilience”.

تاريخ النشر: 1 شباط 2021

ترجمة: رنا فليحان

مراجعة: جواهر الغويري

 

يرتاد المدارس الريفية ما يزيد عن 8.9 مليون طالب، غير أن المجتمعات في الأرياف غالبا ما تعاني من نقص في الخدمات الصحية و خدمات الصحة النفسية. وبينما يحاول الناس في مختلف انحاء البلاد إدارة المخاوف الصحية والتوتر والعزلة، يأتي كوفيد 19 ليزيد الفوارق بين الطلاب في المناطق الريفية وغير الريفية.

وفي دراسة حالة نشرت حديثاً عبر Education Redesign Lab(مختبر إعادة تصميم التعليم)، تم تسليط الضوء على عمل تم من خلال مبادرة ”  التكيف في جنوب إيلينوي” ( Resilient Southern Illinois أو Resilient SI)  لتعزيز موارد المجتمعات الريفية وتشجيع التعاون بين مختلف القطاعات وذلك بهدف تحسين الصحة العامة للطفل.

وبالرغم من أن عوامل مثل المسافة، و التنقل، و القدرة المحدودة على الوصول إلى الشركاء والموارد تشكل جميعها عوامل تحدٍّ عبر البيئات الريفية، إلّا أن الدراسة تشير إلى واحدة من أهمّ نقاط القوة في هذه المنطقة وهي العلاقات المتينة وثقافة المسؤولية المجتمعية.

بناء على المزايا المرتكزة على هذه العلاقات، تمكنت Resilient SI من:

خلق منظمة  داعمة برعاية القيادات المحلية:
يمتلك المساهمون دافعاً شخصياً قوياً للإنخراط في هذا العمل لأن العديد منهم قد نشأوا في هذه المنطقة ولديهم ارتباط بالمنطقة طويل الأمد. وقد سمحت العلاقات المتينة بين القيادات واتحاد المعلمين  بوضع العمل قيد التنفيذ وقد عين الإتحاد مديراً بدوام جزئي لمتابعة المبادرة.

تطبيق تدريبات الاستجابة للصدمات و خطط نجاح الطلاب (Success Plans) بهدف تأمين استمرارية الرعاية:

من خلال الشراكة الداعمة، استضافت المبادرة 15 دورة تدريبية حول الاستجابة للصدمات، وحلقتين للنقاش مدة كل منهما ثمانية أسابيع شارك فيهما حوالي 900 شخصاً، بما فيهم الأساتذة و الموظفون والمدراء. ولا زالوا يقومون بتعديل التدريبات لتلبية الحاجات، خاصة لجهة ربط المزيد من المدارس والمجتمعات ببعضها البعض. وللتأكد من ارتباط كل طالب بشخص بالغ يقدم الرعاية، تطبق المنطقة خطط نجاح الطالب الفردية  (Success Plans) بالتزامن مع تدريبات الإستجابة للصدمات.

تطبيق الدروس المستخلصة:

كمبادرة قامت بها المؤسسة غير الربحية ” الشراكة من أجل الصمود” Partnership for Resilience – وهي جزء من شبكة البرنامج الوطني ” EdRedesign By All Means”- يتم العمل في “Resilient SI ” على الجمع بين مدارس المنطقة ومقدمي الرعاية الصحية وذلك لبناء القدرة على الصمود لدى الأطفال اللذين هم تحت تأثير الصدمة. 

 تظهر الدراسة أن التعاون في البيئات الريفية هو عنصر أساسي في تحسين الصحة العامة للطفل.
و على الرغم من أن التنوع في البيئات الريفية يجعل تطبيق النتائج على البيئات المختلفة صعباً، غير أن العمل في المبادرة يساعد على الفهم العميق لفرص العمل التعاوني:

  1. وجود قادة محليين يساعد في الاستفادة من شبكات الصناديق الإئتمانية والمسؤولية المجتمعية لتطوير وتأمين استمرارية التعاون بين مختلف القطاعات.
  2. يمكن لاتحادات المعلمين أن يكونوا شركاء مهمين في هذا العمل. في هذه الحالة، ساعد الإتحاد على تأمين الدعم وجمع المعلمين معاً لتطويرأهداف المبادرة.
  3. يمكن للتكنولوجيا أن تذلل العقبات مثل المسافة والتنقل.  يشكل تأمين الإتصال بالإنترنت واسع النطاق تحدياً، إلا أن استخدام التكنولوجيا مثل تقنية zoom و إجراء التعديلات التي تجعل الموارد و التدريب متاحة- كتعدد أماكن التدريب و تعيين ممثلين للمناطق النائية على سبيل المثال- يمكن أن يؤمن التواصل و الإتصال. 
  4. البحث عن الدعم على مستويات المنطقة والولاية والوطن يمكن أن يوفر الخبرات والموارد. وقد قامت الشراكة من أجل الصمود بالتعاون مع شبكة By All Means (بكل الوسائل) الوطنية بتأمين الدعم وفرص التعلم لمجتمعات أخرى منخرطة في هذا النوع من العمل.
  5. ضعوا خططاً لضم شريحة واسعة من المعنيين. الأنظمة مثل Children’s Cabinet  “حكومة الأطفال”، والتي تقوم بعقد اجتماعات بين أعضاء المجتمع والمعنيين للوصول إلى أجندة عمل مشتركة، يمكن أن توفر الدعم الشامل والفرص للأطفال.
  6. أعطوا الأولوية للبحث عن فرص للتمويل. لطالما عانت المناطق والمجتمعات الريفية عبر التاريخ من الوصول إلى مصادر تمويل. لضمان استمرارية العمل، يجب البحث عن طرق خلاقة لتنويع مصادر التمويل. قوموا بالبحث عن الهبات والمساعدات في قطاعي الحكومة والأعمال.