العقلية النامية وصحة الأطفال

يمكن للعقلية الإيجابية تعزيز الرفاهية الجسدية أيضاً – ليس فقط لأهداف مرتبطة بالمدرسة

Doctor checking girl's ear

تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية “Growth Mindset and Children’s Health”.
تاريخ النشر: 15 آذار 2017
ترجمة: سلام معايعة
مراجعة وتدقيق: هناء جابر

أدرك التربويون، خلال العقد الماضي على الأقل، العلاقة القوية بين العقلية والإنجاز، وأنه عندما يؤمن الطلاب بأنهم قادرون على تعلم موضوع معين حتى وإن كان صعبًا، فإنهم يلتزمون به لفترة أطول ويعملون عليه بشكل أفضل مما لو كانوا يعتقدون أنهم لا يستطيعون ذلك أو أنهم غير جيدون به. 

يمكن أن يكون الدور الذي تلعبه “العقليات” بنفس الأهمية في صحة الأطفال ونموهم بشكل عام، وذلك وفقًا لشرح جديد في مجلة JAMA Pediatrics لطبيبة الأطفال  Claudia Mueller وBarry Zuckerman وعالمة النفس التربوي Meredith Rowe.

يدرك الطب بالفعل القوة الإقناعية للمعتقدات وذلك كما أشار المؤلفون؛ حيث يرون بأن العقليات هي أصل استجابات الدواء أو العلاج الوهمي و”قد تقدم تفسيراً للتأثيرات الإيجابية والتغيرات الفسيولوجية المرتبطة بالحبوب الخاملة أو الإجراءات الوهمية.” بالنسبة للأطباء والباحثين في طب الأطفال، فإن العقلية عنصر غير مكتشف وواعد في مناهج الرعاية والتعافي.

يمكن تعليم وتعزيز العقليات الإيجابية كما وجد الباحثون في مجالات وتخصصات أخرى. في إحدى الدراسات التي  يذكرها الشرح أو البيان، تبين بأن الآباء الذين يشيدون باستمرار بجهود أطفالهم الصغار بدلاً من الاشادة بمواهبهم أو صفاتهم الفطرية، أصبح لديهم أطفال ذوي عقليات إيجابية بعد خمس سنوات. هؤلاء الأطفال في عمر سبع أو ثمان سنوات كانوا أكثر ميلاً للإعتقاد بأن قدراتهم يمكن أن تتغير وتنمو مع العمل الجاد. هذه النتيجة تتماشى مع مجموعة كبيرة من الأبحاث التعليمية التي تُظهر بأن “العقلية النامية”- والتي هي مجموعة من المعتقدات التي تساعد المتعلمين على ربط النجاح بالعمل الجاد والمثابرة – تساهم في تحسين نتائج الطلاب.

يمكن للباحثين والأطباء العاملين في مجال صحة الأطفال الاستفادة من هذه الإمكانات نفسها من خلال تطوير طرق لمساعدة “المراهقين الأصحاء أو المصابين بأمراض مزمنة على تنمية عقلية نامية حول الصحة وذلك لتحسين وتحفيز الالتزام بالأدوية أو النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة”، وذلك كما يقول Zuckerman. وتضيف Rowe أنه في المجالات المتعلقة بصحة الأطفال، حيث تكون العلاقة بين الصحة والنمو العام للأطفال واضحة، يمكن للأطباء زيادة وعي الآباء حول تأثير عقلياتهم. “يمتلك أطباء الأطفال  موقعاً مميزاً في مساعدة الآباء على فهم مدى أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبوه في نمو أطفالهم الصغار،” كما تقول.

 إن البحث في هذا المجال لديه بالفعل بعض المسارات الواعدة. وجدت Mueller أن الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول ولديهم عقلية ثابتة حول صحتهم – أي أنهم يعتقدون بأن صحتهم لا يمكن أن تتغير أو لن تتغير- لديهم مستويات جلوكوز أعلى من الأطفال الذين لديهم عقلية نامية. وعادة ما يكون الأطفال الأصحاء الذين يصابون بمرض لفترة قصيرة أقل عرضة للاصابة به بعد سنوات إذا كانت لديهم عقلية نامية مما لو كانت لديهم عقلية ثابتة.

 تعتقد Mueller أن السبب يتعلق بالالتزام بالنصائح الطبية؛ “إذا كنت تعتقد أن صحتك هي شيء ثابت – لا يمكنك عمل الكثير لتغييرها ومرتبطة بعامل وراثي بحتّ – فربما لن  تكون مندفعاً  لاتباع أوامر الطبيب. وذلك مقارنة بشخص آخر  يرى الصحة على أنها شيء يمكن أن يتحسن من خلال السلوك “، كما تقول.

يمكن أن تكون التدخلات المتعلقة بالعقلية في طب الأطفال غير مكلفة ومن المحتمل أن تكون بسيطة. فبدلاً من تحية المرضى بالقول”إنك تبدو اليوم بصحة جيدة”، يمكن للأطباء الثناء على جهود المرضى في الحفاظ على خطة الرعاية الصحية الحالية الخاصة بهم ، كما تقول Mueller .

يقول المؤلفون أن التدخلات الأخرى قد تشمل أدوات رقمية تقدم للآباء والمرضى بهدف تعزيز العقلية النامية وذلك لتحسين مستوى الصحة. إذا نجحت هذه التدخلات، فمن الممكن أن تستهدف اضطرابات معينة أو مجموعات محددة من المرضى، ويمكن للباحثين استكشاف كيف يمكنهم الربط عبر المدارس والمؤسسات الأخرى التي ترتبط بحياة الأُسر، وأيضاً كيف يمكنهم تقديم الدعم للفئات الضعيفة أو الأقل حظاً من المجتمع.

مصادر إضافية:

  • دراسة مؤثرة قامت بها الرائدة في مجال “العقلية النامية” كارول دويك، وجدت أن مجرد وصف قدرة الدماغ على التعلم لمجموعة من طلبة الصف السابع كان له تأثير في تغيير نهج الطلاب في عملهم وتحسين نتائجهم في الرياضيات. 
  • المزيد عن العقلية النامية.