الطلاب المحيّرون، المعلمون المجّهزون

يمكن للتطوير المهني المبني على فهم وجهات النظر الاجتماعية أن يساعد المعلمين على التواصل مع الطلاب الأكثر تحديًا

Teacher and a young student sitting in the hallway talking

تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنكليزية: Perplexing Students, Prepared Teachers

تاريخ النشر: 3 نوفمبر 2022

ترجمة: إسراء ورّار

مراجعة وتدقيق: هناء جابر

أجريت تجربة ميدانية حديثة لتقييم فعالية ورشة عمل التطوير المهني الخفيفة المصممة لمعالجة العلاقات الصعبة بين المعلم والطالب من خلال تبني المنظور الاجتماعي. طلب الباحثون – هنتر  غيلباخ Hunter Gehlbach من جونز هوبكنز، وبريان ماسيو  Bryan Mascio من جامعة ولاية بليموث، وجوزيف ماكنتاير Joseph McIntyre  من كلية الدراسات العليا للتعليم في جامعة هارفارد – من المعلمين حل المشكلات من خلال تبني وجهة نظر الطلاب الذين يجدون صعوبة في التواصل معهم وفهمهم.  أظهرت تحسينات على مستويات متعددة:

  • في تصورات المعلمين لعلاقاتهم مع الطلاب،
  • في تصورات الطلاب لتلك العلاقات نفسها، 
  • في كفاءة الطلاب الأكاديمية.

تم اقتباس وتكييف ورشة العمل هذه من أساليب فهم وجهات النظر الاجتماعية التي كان غيلباخ يطبقها في جلسات تدريب مدراء المدارس عندما كان  عضوا في هيئة التدريس في كلية الدراسات العليا للتعليم  في جامعة هارفارد وكان ماسيو طالب دكتوراه. رأى ماسيو إمكانية تطوير ورشة عمل مماثلة للمعلمين. يقول ماسيو: “اعتقدت أنه سيكون أمرًا رائعًا للقيام به مع المعلمين،  طالبين منهم التفكير في الطلاب الذين يواجهون صعوبة في فهمهم”.

شارك ماكينتاير، الذي تعاون مع غيلباخ في مشاريع سابقة، في مرحلة تصميم الدراسة. بفضل تركيزه على التحليل الإحصائي، فقد ضمنت مساهماته أن يعكس جمع البيانات  أهداف الدراسة.

تبدأ ورشة العمل – التي اختبرها الباحثون في مدرسة خاصة تخدم الصفوف من الصف الأول حتى الصف التاسع – بجلسة تدريب لمدة 90 دقيقة حول التحيزات الإدراكية أو المعرفية. في هذه الجلسة، يستعرض المعلمون المشاركون بعض التحيزات الإدراكية الشائعة التي يمكن أن تعيق قدرتهم على فهم الطلاب والتواصل معهم، وتؤدي إلى أحكام سريعة. على سبيل المثال، قد يفكر المعلم في سبب واحد فقط يفترض أنه وراء السلوك السلبي للطالب، ثم يبحث فقط عن أدلة تؤكد هذا السبب،  بدلا من استكشاف الصراع بعقل منفتح.

ثم يُدعى المعلمون للعودة لحضور ورشة عمل أخرى لمدة 90 دقيقة، حيث يُطلب منهم خلالها ما يلي:

  1. تحديد طالب يعملون معه حاليًا ويجدونه “مزعجا ومربكا” – طالب يظهر سلوكًيات  صعبة  أو مزعجة ولا يفهمها المعلم.
  1. مشاركة حادثة حصلت مع الطالب الذي اختاروه للتركيز عليه مع شريكهم في الورشة.
  1. إعادة سرد القصة ولكن من وجهة نظر الطالب، بينما يطلب منهم شريكهم مراعاة الالتزام بسرد الأحداث بطريقة أصيلة تعكس روح فهم وجهات النظر الاجتماعية. على سبيل المثال، من غير المرجح أن يقول الطالب، “كنت مزعجاً في الفصل”. يقول الباحثون إن هذا العنصر هو ما يميز ورشة العمل عن تمرين لعب الأدوار، لأن المتحدث فقط هو الذي يجسد شخصاً آخر؛ فالشريك موجود فقط للاستماع والتحفيز عند الضرورة.
  1. التناوب على العصف الذهني للتوصل إلى فرضيات متعددة للعوامل المساهمة وراء السلوكيات الصعبة. يطرح الشريك غير المشارك  أسئلة توضيحية، ويحدد علامات التحيزات الإدراكية ،ويراقب المتحدثين لتحميلهم المسؤولية بما يتماشى مع  الخطوة السابقة.
  1.  عقد جلسة استخلاص للمعلومات  وتأمل. يؤكد الميسرون أن جميع النظريات التي يتم إنشاؤها من قبل المعلمين لا يجب معاملتها كحقائق، بل كنظريات. يقولون أن الهدف من التمرين هو أن يظهر أن فرضيتهم  الأولية بشأن الصراع هي مجرد واحدة فقط من بين العديد من الاحتمالات، وأن يتم وضع خطة للتحقيق بعقل منفتح، لفهم العلاقة حقاًمع طالبهم الذي يعد محور التركيز  والتحرك نحو علاجها.
  2. مناقشة الخطوات التالية لاستكشاف الصراع والتعاون بشكل استباقي مع الطلاب لحلها

من خلال تقديم فهم وجهات النظر الاجتماعية كاستراتيجية قابلة للتنفيذ لمعالجة التحديات، يمكن أن تساهم ورشة العمل في التصدي لبعض العواقب الوخيمة  لجائحة COVID-19 على المدارس الأمريكية فيما يتعلق بديناميات الفصول الدراسية، وخاصة الآثار السلبية على العلاقات بين المعلم والطالب، حسبما يقول المؤلفون المشاركون. وفقًا لماسيو، فإن الموقف الفلسفي للبحث، بالإضافة إلى تصميم ورشة العمل، يشجعان على جعل  المعلمين محترفين وخبراء في ميدانهم – مما يسهم في النجاح العام.

“كثير من برامج التدريب أو التطوير المهني، خاصة تلك الاستثنائية  ولمرة واحدة، تقول: ‘إليك طريقة أو أداة. استخدمها.’ أحيانًا تكون أكثر تطورًا قليلاً من ذلك، ولكنها تقول: ‘في هذا السياق، افعل ذلك’،” يقول ماسيو. “لم نتظاهر أن عملية التعلم هي آلية. كان أساسنا الذي ارتكزنا إليه: ‘هؤلاء محترفون، لديهم بعض الحس حول كيفية التنقل في النظام المعقد.’ نحن ببساطة نقدم لهم عدسة جديدة للتفكير في هذا الوضع الخاص الذي كانوا فيه، ثم سنسمح لهم… بالتنقل فيه بعد ذلك.”

مصادر إضافية: