التعلّم العاطفي الاجتماعي للوقاية من التنمّر على مستوى المدرسة

تطوير ثقافة مدرسية تعطي الأولوية لراحة الطالب (والبالغين) الاجتماعية -العاطفية

تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية “Schoolwide SEL to Prevent Bullying”.
تاريخ النشر: 21 آذار 2017

ترجمة: نضال جوني

ما هي المهارات العاطفية الاجتماعية التي يمكن أن تناهض التحريض على التحرش أو الاستبعاد؟ ماذا عن المهارات التي تبني استعدادًا للتعاطف والتوافق؟

ساعدت عالمة نفس النموّ ستيفاني جونز على تتبع الروابط والعلاقات بين التعلّم الاجتماعي-العاطفي والوقاية من التنمّر من خلال مختبرها الذي يبحث أثر برامج التدخل العاطفية- الاجتماعية ذات الجودة العالية.

ما هي المهارات العاطفية الاجتماعية التي تساعد الأطفال على قبول الأقران الذين يختلفون عنهم؟

يحتاج الأطفال إلى تعلّم مهارات التعاطف وادراك وجهات النظر المختلفة ، بعد أن يطوّروا فهمهم الأساسي لمشاعر الذات والآخرين. هذا الوعي الذاتي لمشاعرهم سيمكّن الأطفال من التفكير في موقف ما من وجهات نظر متعددة وتخيل ما يشبه أن يكون الإنسان في حذاء شخص آخر.

ما هي المهارات التي يحتاج الأطفال التعرّف عليها للتصدّي للتحرّش والمضايقة؟

يحتاج الأطفال إلى عدة أمور: الوعي والمعرفة والمهارات التي تمكّنهم من إدراك الكلمات والأفعال المؤذية أو التعرّف على الظلم والنزاع؛ كما يحتاجون الإستراتيجيات التي تساعدهم على تحديد ما يرونه، حلّ النزاعات ومعالجة المواقف التمييزية. هذا الوعي الأساسي مع التطبيق التدريبي باستخدام استراتيجيات حل النزاعات، يساعد الأطفال على معرفة ما يجب أن يفعلوا عندما يرون هذه الحالات.

يمكن للمدارس المساعدة في تطوير كل من هذه المهارات من خلال خلق ثقافة على مستوى المدرسة لديها معايير وتوقعات واضحة. على سبيل المثال ، يجب أن تكون إجراءات المدرسة صريحة ومحددة للغاية حول (1) ماهية سلوك التنمّر والتمييز ، (2) كونه غير مسموح به في المبنى، (3) وما يجب أن يفعله الأطفال عندما يرونه.

ما هي بعض الممارسات الصفية التي يمكن أن تساعد في بناء هذه المهارات؟

بناء الوعي الذاتي للمشاعر: اجعل “شجرة المشاعر” في الصّف (أو في مكان عام أكثر ، مثل الكافيتريا أو الملعب). شجّع الأطفال على التحدث عن المشاعر المعقدة التي يمكن أن تنشأ خلال اليوم مثل الغيرة، الإحباط، الغضب، التحيّز والظلم.

لبناء التعاطف وادراك وجهات النظر المختلفة: اجعل التلاميذ ينخرطون في تمارين بسيطة مثل سؤال الأطفال عما قد يكون عليه الوقوف في حذاء شخص آخر. هذه الأسئلة يمكن أن تساعدهم على فهم ، تقدير ، احترام وجهات النظر، المعتقدات ، الاحتياجات، رغبات، ومشاعر الآخرين. شجّع الطفل على أن يكون “محقق أو تحرّي المشاعر” وليحاول معرفة كيف تشعر شخصية ما في كتاب أو قصة.

بناء مهارات حل النزاع: علّم الأطفال الصغار (يمكن البدء في وقت مبكر كمرحلة ما قبل المدرسة) طرق بسيطة للمشاركة والتناوب وأخذ الأدوار. تساعد هذه الدروس على تزويد التلاميذ بمجموعة أدوات أساسية للاستجابة للنزاعات بطرق استباقية وإيجابية. يمكن للأطفال الأكبر سنا (طلاب الصف الأول إلى الرابع) تعلم مجموعة أكبر من استراتيجيات حل النزاعات ، مثل كيفية التسوية ، تحديد متى يبتعدون، وكيفية التواصل أثناء الصراع. في مشروع SECURe الخاص بنا، نقوم بتعليم الطلاب في المرحلة الابتدائية عملية تسمى مسار السلام ، والتي تتضمن قيام الطلاب بإخبار بعضهم بعضاً كيف يشعرون ، محاولة ايجاد حلول ممكنة عبر العصف الذهني، معاينة الإستراتيجية الأفضل ، تجريبها، التفكّر والتأمل في النتيجة.

يقترح البحث الخاص بكم أن التعلّم الاجتماعي العاطفي يجب أن يكون مسؤولية جماعية ، يتشاركه جميع البالغون في المبنى ويعزّز من خلال الممارسة على مستوى المدرسة، لماذا؟

من أجل بناء أو تعلم شيء ما ، يحتاج الأطفال إلى التعرّض له وهذا مبدأ أساسي في النمو. يحتاج الأطفال إلى التعرّض لأشخاص يمثلون مختلف الثقافات والأديان والأعراق والقدرات والتوجهات الجنسية والتعبير الجندري والسمات الأخرى التي يمكن أن تشكل أساس التمييز. للمدارس دور هام في هذا – هل ندفع باتجاه التعرّض لهذا التنوّع وتعزيز بناء العلاقات بين كل الإنقسامات الحاصلة في الفصول الدراسية والممرات وغرف الطعام؟ عبر كيفية فرض الانضباط؟ عبر كيفية تجميع الطلاب ضمن مساراتهم ألاكاديمية؟

يحتاج الأطفال أيضًا إلى التعرّض لطرق حل النزاعات. إذا أردنا أن يعرف الأطفال كيفية التعامل مع جميع الناس بشكل عادل ، فنحن بحاجة إلى توفير الفرص للأطفال للتفاعل وبناء العلاقات مع جميع أنواع الأشخاص. وعلينا أن نكون قدوة نحن البالغين في ممارسة هذا السلوك- في وقت مبكر وبشكل متكرر.

هذا أمر حيوي على وجه الخصوص في الأوقات التي تتسم بالكراهية والعنف والتمييز. يقوم الأطفال بالتقاط الرسائل من حولهم ، لذا نحتاج كمعلمين إلى تعريض الأطفال لنماذج منتجة في حل النزاعات بشكل مستمر.

هل يمكن لهذه المهارات وهذا النهج على مستوى المدرسة مساعدة الطلاب الذين يقومون بالتحرش أو التسلّط؟

يجب أن نتذكر أن أعمال الاستهداف أو التمييز أو المضايقة المقصودة هي في الغالب إشارات على أن الجاني يشعر بأنه غير آمن أو غير مقبول في المجتمع. إنّ البيئة التي تعطي الأولوية لسلامة ورفاهية جميع الطلاب ، والتي توفر إجراءات داعمة يمكن التنبّؤ بها ، والتي لديها توقعات ومعايير واضحة حول السلوك الاجتماعي ، هي ذات أهمية قصوى لكل من المتنمِّر والمتنمَّر عليه.

هذا يتخطّى التعليم المباشر للمهارات ويتطلب منا إعادة التفكير بشكل ناقد في عمل المدارس. هناك فرصة للمدارس لكي تكون أكثر من مجرد أماكن لتعليم الرياضيات والقراءة والكتابة ، بل أماكن توفّر الشروط الأساسية للنمو الصحي والمتوازن: السلامة ، القدرة على التنبؤ، احترام جميع الأشخاص ، وتعلّم كيفية التنقل بين الهويات والعلاقات الاجتماعية المعقدة. سيتطلب ذلك تدريبًا ممنهجاً وبناءً للمعرفة من قبل كل المعلمين وكافة العاملين في المدرسة. إن المجتمع الذي يشعر جميع الطلاب بخلوّه من التحيّز والتمييز والمضايقة هو المكان الذي يكون فيه التنمّر أقل احتمالا ، حيث سيتم التعامل معه بطرق تسعى إلى فهم احتياجات الطلاب الحقيقية والتعامل معها ، وحيث الموارد المعرفية والنفسية للأطفال يتم تحريرها للتركيز على التعلّم.