دليل المشاركة المتمركزة حول الشفاء، نموذج الصحة العقلية المبتكر
تمت ترجمة هذا المقال من النص الأصلي باللغة الإنجليزية: Tackling Unhealed Trauma
تاريخ النشر: November 24, 2024
ترجمة وتدقيق لغوي: وفاء السكران
مراجعة وتدقيق: لارا الخطيب
يكابد الكثير من الشباب الذين ترعرعوا في المدن الامريكية و الضواحي التي يسودها العنف من ضغط الصدمة النفسية المتواصل ,الذي يؤثر على تعلّمهم, ونموهم، وصحتهم العقلية، بسبب ذنب لم يقترفوه. بحسب شوان جينرايت (Shawn Ginwrite)، الباحث في كلية الدراسات العليا في التعليم في جامعة هارفارد و المزاول للمهنة والذي عمل كخبير في تنمية الشباب لأكثر من 30 عام، وعلى الأخص الطلاب الأمريكيين من أصول أفريقية، فإنّ حجم المشكلة ومدى تعقيدها يعني أنّه لن يوجد ابدا ما يكفي من المعالجين النفسيين ليتعاملوا معها. بدلا من ذلك، لدى جينرايت رؤيا مختلفة: جعل الوصول للعناية بالصحة العقلية ديموقراطيا وذلك لتستطيع المحادثات التي تركز على الصحة العاطفية الحدوث أينما يجتمع الشباب مع الأقران الآخرين أو البالغين، سواء كان ذلك في محل حلاقة رجالي، أو صالون تجميل نسائي، أو ملعب كرة سلة، أو في الباص.
نشأت فكرة جينرايت من ممارسة طورها في السنوات الأخيرة تدعى المشاركة المتمركزة على الشفاء والتي تعرض نظرة شاملة للتعافي من تجارب صادمة، للشباب ذوي البشرة الملونة والمجتمعات التي يعيشون فيها. ويبين جينرايت “إنّه ليس الانتقاص من ضرورة إزالة اللامساواة الهيكلية في مجتمعنا ،” متضمنا العنصرية النظامية، ” بل إنّه أيضا يركز على ايجاد امكنة للشفاء والتي تعدّ ضرورية كنتيجة للمعاناة والاضطهاد التي توجد في أحيائنا و مدارسنا.”
نشأ المفهوم من تجارب من برنامج مخيم صيفي أطلقه في البداية وزوجته، نيدرا جينرايت، في سان دييغو، كاليفورنيا، سابقا في عام 1989. ويهدف مخيم اكيلي (Akili) الى تنمية الإحساس بالانتماء والمشاركة المجتمعية للشباب من الأعراق الملونة و تزويدهم بأدوات ليدركوا بشكل أفضل تحديات صحتهم العقلية وليتعاملوا معها. في هذا الصيف الفائت، أصبحت فيلادلفيا المدينة الأولى التي تستضيف مخيم مكثف لمدة أسبوع على الساحل الشرقي ويدرب حاليا برنامج جينرايت غير الربحي، البرنامج النامي، التربويين على ممارسات متمركزة على الشفاء في مدارس مقاطعة فيلادلفيا.
يزود منهج التعلم النفسي الاجتماعي لجينرايت التربويين، والإداريين، والموظفين الذين يعملون مع الشباب، ومقدمي الرعاية، والطلاب بتقنيات مناسبة ثقافيا لتعزيز الشفاء، واحترام الذات، والتعافي، و أيضا خلق ظروف ايجابية للإنجاز الأكاديمي. وقد شارك مؤخرا بعض المفاهيم الرئيسية:
1. استخدم استراتيجيات تركز على ميزات الشخص.
لدى الشباب ميزات من الممكن أن تستخدم لمساعدتهم على الشفاء وعندما تعطى لهم الارادة والقدرة على المشاركة بفاعلية في عملية تغيير مدارسهم ومجتمعاتهم، فإن التجربة بحد ذاتها يمكن أن تساهم في تعافيهم.
يقول جينرايت أن المحادثات حول الصحة العقلية و السلوكية، خاصة في مجتمعات ذوي البشرة الملونة، تبدأ عادة من منظور العجز–”شيئ ما مكسور فيك.” ويقول أن عمله في المشاركة المتمركزة على الشفاء تتضمن تغيير المنظور إلى “شيئ ما سليم فيك،” ومن ثم طرح سؤال: “كيف نبني على أساس الشيئ الجيد لك وذلك ليكون لديك تأثير إيجابي على العالم؟”
2. استخدم أساليب وممارسات تعزز الإحساس بالتعافي في الغرفة الصفية.
على التربويين تشجيع المراجعات العاطفية مع الطلاب. يقترح جينرايت أن يستثنى 10 دقائق من كل يوم أو عدة مرات أسبوعيا، قبل البدء بالدرس المنهجي، للسماح للشباب بالتحدث حول ما يحدث في حياتهم.
ويمكن استخدام محفزات الكتابة لمساعدة الطلاب للتساؤل داخليا بأسئلة عميقة “حول ما يوجد بداخلهم و ما يحتاجون للإفصاح عنه.”
ويقول جينرايت أن هذه الأدوات والتقنيات الصغيرة يمكن “أن يكون لديها تأثير عميق جدا ومدوي على عموم صحة مناخ المدرسة، لكن أيضا الصحة العقلية لهؤلاء في المدرسة بأنفسهم.”
3. ساعد الطلاب في بناء مفردات عاطفية.
من الممكن أن تساعد المراجعات العاطفية الشباب على زيادة المفردات العاطفية والذهاب أبعد مما وصفه جينرايت بالرد النمطي، “أنا رائع، أنا بخير”- بينما يكافح شخص ما لإيجاد كلمات للتعبير عن مشاعره الحقيقية. واجه جينرايت هذا التحدي على الخصوص مع ابنه الذي فقد صديقه في حادثة اطلاق نار. وقال “لقد استغرق بعض الوقت لطرح بعض الأسئلة، لا تحدث معه، وأن اكون فقط موجود،” بينما يعبر أيضا عن الحب، والاهتمام، والدعم.
على التربويين والعمال الذين يعملون مع الشباب أن يكونوا متفقين ويخلقوا بشكل فعّال الإحساس بالأمان والثقة مع الشباب. إحدى الاستراتيجيات التي من الممكن أن تكون فعالة بأن يشارك المعلم قصة أو تجربة من حياته الخاصة -تحديد مشاعر معينة شعروا بها عندما حصلت- والذي من ثم يسمح للطلاب في الغرفة الصفية بالقيام بنفس الشيء. ويوضح جينرايت، “أنت لم تعد مجرد معلم. انت انسان.”
4. عالج مخاوف الصحة العقلية للتربويين.
يقول جينرايت المناصر لأيام الصحة للمعلمين وإيجاد فرص من خلال الإعداد للتنمية المهنية للتمتع بالعافية، نحتاج ممارسات العناية النفسية في المدارس. تعدّ هذة الممارسات مهمة لأن التربويين يستطيعون بدون قصد استحضار الصدمات النفسية الشخصية الى مواقف في الغرفة الصفية وخلق “تأثير سام،” إذا لم تعالج.
لا تقم به بدون عون. يقترح جينرايت أن يبدأ التربويون من مجتمع المشاركة المتمركزة على الشفاء مع 5 أو6 معلمين وموظفين برحلة الشفاء معا.
5. طوّر نتاجات حسب القيم.
ركّز على النتاجات الايجابية التي تريد أن تراها-الشباب الذي ينمّي الاحساس بالانتماء، والارتباط, والأمان، والأمل والتفائل، على سبيل المثال، مقابل نتائج قائمة على النقصان مثل تقليل العنف واقلال التنمر.
على المهتمين في التدريب على مزاولة المشاركة المتمركزة على الشفاء التسجيل هنا. ويوجد أيضا دليل عمل متوفر.
مصادر إضافية
- The Future of Healing: Shifting From Trauma Informed Care to Healing Centered Engagement
- The Mental Health of Minority and Marginalized Young People: An Opportunity for Action
- Healing-Centered Engagement Teaching Resources
- Navigating Trauma — for Teachers and Learners
- Helping Teachers Manage the Weight of Trauma