التعافي من العنف ما بعد حادثة يوفالدي

بعد حادثة اطلاق النار الأخيرة في  إحدى مدارس مدينة  يوفالدي في ولاية تكساس الأميريكية، كان لابد من إعادة النظر في آليات دعم وتقوية الأسر والمجتمعات المدرسيّة

City skyline.

تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية: Resiliency After Violence: After Uvalde

تاريخ النشر: 9 حزيران 2022

ترجمة: رغد خميس

مراجعة وتدقيق: هناء جابر

ظهرت هذه المقالة من “علم نافع”  في عام 2018، بعد حادثة إطلاق النار في مدرسة مارجوري ستونمان دوغلاس الثانوية في باركلاند –فلوريدا، عندما  أطلق طالب سابق النار في المدرسة وتسبب في مقتل 17 طالباً ومدرّساً وإصابة 17 آخرين . هذه المجموعة من المصادر صممت ونسقت خصيصاً من أجل مساعدة المعلمين وأولياء الأمور في التكيف من بعد حوادث العنف وبناء نوع من المرونة داخل عائلاتهم ومجتمعاتهم المدرسية. للأسف، بعد مرور أربع سنوات، وجدنا أنفسنا مرّة أخرى أمام نفس الحوارات مع أطفالنا ومدارسنا. ونتمنى أن تكون هذه المعلومات مفيدة ونتمنى أن تكون هذه المرّة الأخيرة لنشر مثل هذه الحوادث. 

أولاً: كيف نتحدّث مع الأطفال؟

يقول عالم النفس ريتشارد ويسبورد Richard Weissbourd،  المدير المشارك في مشروع جعل العناية مشتركة Making Caring Common:” عند وقوع حدث عنيف ومخيف، دع عمر نمو طفلك يحدد ردة فعلك”. ويضيف ويسبورد:”حاول أن تبقي مفرداتك وكلماتك بسيطة ومطمئنة”. 

“غالبا، أكثر ما يحتاج إليه الطفل والمراهق شخصاً موثوقاً يستمع إلى أسئلتهم ويتقّبل  مشاعرهم ويكون بالقرب منهم دوماً. ولا  تقلق إن لم تجد الردّ المثاليّ لأسئلة طفلك – حيث لا توجد مثل هذه الردود المثاليّة التي تجعل كل شيء على ما يرام”، بحسب المعهد الوطنيّ للأزمات المدرسيّة.

من بين النصائح العامة التي قدّمها ويسبورد بعد أية أزمة مجتمعية أو  حادث  عنف، تبرز النقاط التالية: 

  • أولا، استمع لطفلك. اكتشف ما يخيف طفلك فربما ما يخيفه يختلف تماماً عن ما يثير الخوف عندك واستمع دوما لأسئلته. من المرجح أن تختلف المخاوف والأسئلة  باختلاف مرحلة نمو الطفل وتطوره.
  • تحدّث مع طفلك حتى لو كنت تميل إلى الصمت. يقول ويسبورد أنه إن لم نجب على أسئلة الطفل الصعبة وآثرنا الصمت بدلاً من الإجابة، فإننا بغير قصد نترك الطفل في معركة البحث عن الإجابة وهذا يؤثّر عليه سلباً ويقلل من قدرته على التعامل مع مشاعره. لذلك، عليك أن تجيب دوماً ولكن كن حذراً واختر الإجابة التي تتلاءم وعمر طفلك، وكن على استعداد كامل للإجابة على أسئلة “لماذا” (نصيحة جيّدة مقدّمة من الجمعيّة الأمريكية للصحة النفسية حول ما يمكن أن يقوله الآباء لأطفالهم لمساعدتهم). 
  • لا تشاهد ولا تدع طفلك يشاهد الصور العنيفة والمؤلمة مرارا وتكرارا. قد يكون هذا مهما بشكل خاص الآن، نظرا لأن عمليات إطلاق النار الأخيرة جاءت مع بث مباشر على وسائل التواصل الاجتماعي.  كن حذراً وواعياً لكل مقاطع الفيديوهات التي تنتشر بقوة على و سائل التواصل الاجتماعيّ والتي يمكن أن تصل إلى طفلك. 

أنظر أدناه للحصول على قائمة الموارد عالية الجودة لتطوير استجابتك لحادث عنيف أو صادم.

القوّة تكمن في صوت الطلاب

 عقب أحداث إطلاق النار التي حدثت في باركلاند عام 2018، وجدناً بصيصاً من الأمل في القوّة المذهلة لأصوات الطلبة، حيث كان لبعض الطلبة دوراً فعّالاً وناشطا من خلال نشر التوعية عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم كأداة للوكالة والمناصرة. وشجاعتهم هذه  بدورها كانت وما تزال  تلهم الكثير من الطلبة في مختلف أنحاء الدولة. من الأمثلة على الحملات التي كان لها عظيم الأثر، حملة #NeverAgain (لا لمثل هذه الأحداث مرة أخرى). انتشرت هذه الحملة على فيس بوك وتويتر، ثمّ تبعتها حملة أخرى وهي March For Our Lives (مسيرة من أجل حياتنا). سيعود إلى واشنطن في نهاية هذا الأسبوع مجموعة من هؤلاء الطلاب ومن بينهم الطالبة جاكلين كوربين وديفيد هوغ، طالب جامعة هارفرد، من أجل اعتصام آخر يهدف إلى حث السياسيين وصنّاع القرار على وضع قيود على استخدام الأسلحة النارية، وحثّهم على تغييرات أخرى لحماية الطلاب والمعلمين. 

يؤكّد الباحثون أنّ الثقافة المدرسيّة الإيجابية والعادات الإجتماعية السليمة تساهم في الحد من المشكلات الاجتماعية والعاطفية. كما أنّ الطلاب بدورهم يساهمون في تغيير العادات ال أو الأعراف إن تجمّعت جهودهم الفريدة، وذلك ما أكّده مشروع جامعة هارفرد “جعل العناية مشتركة”. 

أكّدت جريتشين بريون مايسلز Gretchen Brion-Meisels على أن دور الطلاب في تغيير البيئة المدرسيّة من خلال وجهات نظرهم هو أكثر فعالية وقوّة من الدور الذي يلعبه البالغون. وتحدد  مايسلز مجموعة من خمس طرق يمكن من خلالها دمج آراء الطلبة في السياسات والممارسات المدرسيّة –  وكلها يمكن أن تكون مفيدة عندما تفكر المدارس في كيفية بناء المرونة أو التكيف. ومن بينها:

  • أخذ تغذيّة راجعة من الطلبة بشكل منتظم  من خلال توزيع استبيانات  وغيرها من طرق جمع المعلومات من أجل تجميع بيانات بشكل روتيني وطرح أسئلة على الطلبة حول ما يحدث و حول شعورهم حيال الصفوف المدرسيّة. كما تهدف هذه الاستمارات إلى تجميع اقتراحات الطلبة حول السياسات والثقافة المدرسيّة. 
  • إشراك الطلبة في دراسة وتقييم مدرستهم. يمكن للمدارس  أن تدرب الطلاب على تجميع المعلومات وتحلليها بأنفسهم. وبهذا تساهم المدرسة في تحويل الطلبة إلى باحثين صغار قادرين على صياغة أسئلة بحثية خاصة بهم وعلى تحليل الملاحظات والتغذية الراجعة من زملائهم وذلك من أجل الخروج بمجموعة من الإستنتاجات حول ما يجري بشكل صحيح، وما يمكن تحسينه، وكيفية المساعدة. 

وأكّدت مايسلز  على أنّه يجب على المدارس إشراك الطلبة والأخذ بآرائهم بشكل طبيعي، مما يساهم في تحسين ثقافة المؤسسة وجودة التعليم، والأهم من ذلك كلّه أن مثل هذه السلوكيات تساهم في تعزيز الثقّة بين الطلبة ومدرستهم والتي قد تدفعهم إلى الإبلاغ عن أي سلوكيات خاطئة بين أقرانهم. .

لبدء محادثة حول الشباب كمورد للتغيير وكقادة للتغيير، إليكم تمرين ورشة عمل مدته 90 دقيقة ، من YPAR Hub.

” المفتاح  هو الفعل  ذاته على مستويات متعددة، وليس مجرد رد الفعل. قم بإعداد خطة حول كيفية  بناء ثقافة إيجابية لتحسين البيئة المدرسيّة ككل، وكيفية دعم المعلمين في خلق بيئة صفية إيجابية، وكيفية تقديم الدعم الذي يستهدف الطلاب المحتاجين له. بعد ذلك، عندما يقع حادث ما، يمكن للمعلمين طرح أسئلة ليس فقط حول هذا التفاعل الفردي، ولكن حول ما يحدث داخل المدرسة والذي قد يسهل هذه الأنواع من القضايا.”- جريتشن بريون مايسلز

النشاط الطلابي

عندما يشارك الطلبة في الاحتجاجات أو العصيان المدني أو أي نوع من الأنشطة الطلابية، من المهم لقادة المدارس  الاستماع لمطالبهم ودعم حقهم في الاحتجاج، وهذا ما أكّدت عليه عالمة أخلاقيات التعليم  ميرا ليفنسون

  •  يمكن للمعلمين دعم حق  الطلبة في الاحتجاج دون أن ينحازوا لآرائهم. وهذا الدفاع عن حق الطلاب في التعبير عن آرائهم بدوره يعزز المشاركة المدنية ويخلق بيئة داعمة للطلبة. 
  •  على المعلمين أن يخلقوا ويشجعوا  دوما مفهوم الحوار مع طلبتهم بخصوص القضايا الصعبة أو المثيرة للجدل، ويجب أن يفعلوا ذلك بانتظام وعلى مدار العام. 

أجرت  ليفينسون  ومجموعة من الباحثين في مشروع العدالة في المدارس دراسة حالة حول إحتجاج طلابي كبير  في المدارس الحكومية في بورتلاند (في ولاية اوريجون) عقب حادثة اطلاق النار التي حدثت في باركلاند. هدفت الدراسة إلى مساعدة المعلمين لفهم آلية الاحتجاج الطلابي والاستعداد لمواجهة التداعيات الحتمية للاحتجاجات.  

من أجل مزيد من النشاط الموجه لإحداث  تغييرات إيجابية، على الطلاب والمعلمين الاخذ بعين الاعتبار هذه الأسئلة ال 10 لصانعي التغيير الرقمي، والتي تساعد الطلاب على أن يصبحوا دعاة فعالين داخل المجتمعات عبر الإنترنت، مع الحفاظ على الأمان وإدارة الجوانب السلبية المحتملة. يمكن للمعلمين المدنيين أيضا تنزيل دليل التدريس المصاحب. كلا المصدرين من دانييل ألين وشبكة أبحاث السياسة التشاركية للشباب.

ويمكن للمعلمين الاستفادة من “كن أنت التغيير” Be the Change  المقتبس من وحدة ” تعليم التحمل أو التسامح” لتدريب الطلبة على المشاركة المجتمعية. الدراستين ستكون دليلاً للطلبة والتي بدورها ستساعد الطلبة  في تحديد وفهم مشكلة مجتمعية، والبحث واقتراح حلول، وتطوير خطة عمل.

 أساليب لخلق بيئة مدرسية آمنة ومرحبة

عقب العديد من الأحداث المأساوية التي حدثت في العديد من المدارس، غالبا ما يقيم التربويون كيف بإمكانهم التأكد من أن مدارسهم آمنة ومرحبة  وأن الطلبة يشعرون بالانتماء لمدارسهم. يعتبر انتماء الطلبة للمدرسة حجر أساس تطورهم الأكاديمي (كمحرك أساسي للتحفيز)، كما وله دور كبير في خلق بيئة مدرسية آمنة وصحية يقل ويكاد ينعدم فيها التنمر، حيث لا يمكن التفكير في أعمال العنف الشديدة، وحيث يتم تحديد الطلاب المضطربين. 

 أكدت بريون مايسلز  أن  إحدى الاستراتيجيات لخلق بيئة مدرسية آمنة هو “عقد اجتماع بين أصحاب المصلحة الذين يمثلون أجزاء مختلفة من مجتمع مدرستك – يضم العائلات وأعضاء المجتمع المحلي والمعلمين وموظفي الدعم والشباب. يضع هذا الفريق تصورا أو رؤية لكيفية خلق بيئة مدرسية آمنة وإيجابية والتأكد ما اذا كان الطلبة يشعرون بالأمان ومعرفة الأسباب التي تجعل الطلبة يشعرون بعدم الأمان في مدارسهم”. 

  • ثلاث خطوات لمواجهة العنف  والتنمر أو تغيير ثقافة التنمر داخل المدرسة. 
  • تحتوي سلسلة One and All الخاصة بنا على مقالات ومقاطع فيديو حول كيفية إنهاء ثقافة التنمر وبناء ثقافة الدعم.
  • تقدم ندوة عبر الإنترنت من جمعية مستشاري المدارس الأمريكية طرقا مختلفة من العالم الحقيقي يمكن للمعلمين من خلالها خلق مناخ ترحيبي.

موارد شاملة للاستجابة للعنف المدرسي

Youth in Front: Advice on Leading Change from Experienced Youth Activists and Allies

The American School Counselor Association on helping kids after a shooting

The Coalition to Support Grieving Students, with research-backed resources

Useful two-page guidance from the National Center for School Crisis and Bereavement

A fact sheet from the National Association of School Psychologists 

“Listen, Protect, Connect — Model and Teach” — a crisis response protocol

Student Protests: Questions and Answers

Student Activism and Gun Control

A Congressional Briefing on School Violence from the National Prevention Science Coalition