التربية الخاصة خلال جائحة كورونا

الممارسات والاستراتيجيات لدعم جميع أنماط المتعلمين في ظل الجائحة

تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية “Special Education in the Pandemic”.

تاريخ النشر: 3/3/2021

ترجمة: سلام معايعة

 تدقيق ومراجعة: هناء جابر

 

لم يعد تقديم الدعم المباشر للطلاب ممكنا بعد الانتقال إلى التعلم عن بعد أو التعلم الهجين. وهنا تزايدت الأسئلة وخاصة: ما الذي يمكن عمله لدعم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة خلال الجائحة وكيف يمكن تبادل المعلومات ومشاركتها بفاعلية بين المعلمين بحيث تعم الفائدة للجميع؟

ترى Khayla Hopkins، وهي مسؤولة إدارة التعليم في مدينة نيويورك، و Rhonda Bondie، المحاضرة في ،HGSE بأن المعلمين قد وجدوا حلولاِ مبتكرة لدعم الطلاب خلال هذه الفترة، لكن المهم الآن هو تشجيع المعلمين على توثيق هذه الممارسات والحلول بحيث يصبح لها تأثيرها على طرق التدريس في المستقبل؛ “يجب علينا أن نعرف ما يحصل وأن نجعل هذه الممارسات أكثر  وضوحاً”،  هذا ما تقوله Bondie، وتضيف، “يجب علينا أن ندرك بإن بعض المعلمين قد قاموا  بعملهم بطريقة جيدة، وهذا يُمكننا من فهم التعقيدات والتحديات بحيث نصبح أكثر قدرة على التكيف والتعامل معها”. 

بناء على الملاحظات التي وصلت لكل من Hopkins و Bondie من المعلمين العاملين في هذا المجال، فقد توصلت الباحثتان إلى مجموعة من التوصيات والممارسات التي يمكن للمعلمين العمل بها وتنفيذها خلال التعلم عن بعد لدعم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة وخلق بيئة فاعلة آمنة قادرة على الوصول لجميع المتعلمين وخدمتهم. 

أولا: تصميم أدوات تقييم أصيلة تقوم على مراقبة الأداء بشكل شامل 
من المؤكد بإن التعليم عن بعد أو التعلم الهجين يفرض قيوداً على طرق التعلم التقليدي لكنه في ذات الوقت يمنح المعلمين بدائل  أكثر دقة وأكثر سهولة في الوصول إليها. على سبيل المثال، فإنه على الرغم من أن تقييم أداء الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة يكون أفضل في التعليم الوجاهي المباشر، إلا أن التعلم عن بعد يوفر أدوات أكثر دقة وأكثر شمولاً لتقييم أداء الطلاب.  

أن التعلم عن بعد يعطي المعلمين أدوات جديدة -مثل أداة الاستطلاع الرقمي- التي يمكن استخدامها بكل يسر و سهولة للحصول على فهم عميق لاحتياجات الطلاب، كما يسهل تتبع الطلاب الذين يحتاجون إلى دعم إضافي. أيضا يمنح المعلمين إمكانية تسجيل الدروس وحفظ الأدلة والبرامج التعليمية المصممة لدعم الطلاب بناء على احتياجاتهم وقدراتهم الفردية. 

“يجب علينا أن نعرف ما يحصل وأن نجعل هذه الممارسات أكثر وضوحاً. يجب علينا أن ندرك بإن بعض المعلمين قد قاموا  بعملهم بطريقة جيدة، وهذا يُمكننا من فهم التعقيدات والتحديات بحيث نصبح أكثر قدرة على التكيف والتعامل معها”. – Rhonda Bondie

ثانيا: تأمين منصات التعلم والتكنولوجيا  تمتاز بسلاستها وبُعدها عن التعقيد

أصبحت منصات التعليم والتكنولوجيا أدوات لجذب انتباه الطلاب ودمجهم في العملية التعليمية. لكن تنصح Hopkins المعلمين بضرورة التفكير بحكمة عند اختيارهم لمنصات التعلم والتطبيقات خاصة تلك التي تحتوي على واجهات مختلفة لإنه يمكن أن تسبب الكثير من الارباك للطلاب. ترى Hopkins بأن ” استخدام سبعة تطبيقات ذكية لطالب ليس لديه خطة تعلم فردية Individualized Educational Plan IEP) له مضار عديدة. لذلك يجب على المعلمين التعاون معاً والتنسيق فيما بينهم عند استخدام التكنولوجيا في التعليم”. وتضيف:”مع ذلك أرى أن المعلمين أصبحوا أكثر وعياً ودرايةً الآن بما يطلبونه من الطلاب  ولماذا”.  

ومع ذلك، تشير الباحثتان إلى أن مشكلة الوصول إلى شبكة الإنترنت كانت ولا تزال من التحديات الكبيرة في فترة الجائحة. ونتيجة لذلك وجب على التربويين ايجاد طرق أخرى واستراتيجيات مختلفة للتواصل مع الطلاب والأهل لا تعتمد فقط على الاتصال عن طريق شبكة الإنترنت.

ثالثاً: أهمية أن يكون المعلم فاعلاً ومشاركاً نشطاً 

تحتوي الصفوف الدامجة عادة على معلم الصف ومعلم آخر لتدريس الطالب ذوي الاحتياجات الخاصة. لكن في التعليم الهجين أو التعلم عن بعد أصبح تركيز المعلمين على التغلب على صعوبات التواصل عن بعد أكثر من استخدام وسائل التواصل ودمجها في الدرس في الغرفة الصفية الهجينة. ومن هنا ترى Bondie بأنه “وجب على كلا المُعلِمَيّن القيام بمهمة التعليم في الغرفة الصفية وليس أن يكون أحدهما مساعداً أو مشاركاً في الدردشات إلا إذا كان هناك هدف وراء ذلك مثل التوجيه أو المساعدة” . إذا كان دور المعلمين في مرحلة ما قبل الجائحة يتمثل في التدخل المشترك لدعم الطلاب في مجموعات صغيرة مثلاً، فإنه يجب على النموذج أن يستمر بالتشاركية أثناء تطبيق التعلم عن بعد، أي ينبغي أن يكون المساعدون المهنيون متعاونين في عملية التعليم.

رابعاً: التفكير في إدارة الوقت وتوزيع الموارد

إن الوقت هو من الموارد والمصادر المهمة التي فُقدت في البيئة التعليمية بسبب الجائحة. تقول Hopkins أنه “عندما انتقلنا للتعلم الهجين، كان التربويون مشغولين بمحاولة استكمال متطلبات العمل والتعلم عن بعد بحيث تراجعت أصول التدريس ولم تعد من الأولويات. إن النمو والتغيير يحتاجان إلى الوقت، لكننا لا نفسح المجال لذلك أو نتحدث عنه مع صانعي القرار لتحديد جداول زمنية واقعية للتطور”. نتيجة لذلك يجب على التربويين التفكير بشكل ناقد وبناء في الخدمات التي تُقدم للطلاب، مع الحرص على عدم التقليل أو الإفراط في خدمة الطلاب. والتركيز على إنه إذا رغب المعلم بتقديم خدمة فاعلة ودعم مناسب، فإن هذه الخدمة يجب أن تساعد الطالب على النمو والتعلم. 

خامسا: استخدام وسائل التكنولوجيا لتسهيل مشاركة الأهل ودمجهم عند تصميم خطة التعلم الفردية IEP

في الماضي كان هناك صعوبة في تنسيق وقت الأهل مع وقت المدرسة بسبب ظروف عديدة. أما الآن، وبعد الانتقال للتعلم الهجين، فقد أصبح تنسيق الاجتماعات مع الأهل يتم بصورة مرنة أكثر وذلك بسبب خيار المشاركة بالاجتماع عن بعد.