ابننا المراهق يعاني من اضطراب في المهام التنفيذية

نطلعكم على خمسة أشياء فعلتها مدرّبته معه من أجل مساعدته

teenage boy lounging on a couch, surrounded by many books strewn on the floor

تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية: My Teen Struggles with Executive Functions

تاريخ النشر: 8 أبريل 2023

ترجمة: Hiba Bayoumi

مراجعة وتدقيق: Lara El Khatib

في كانون الثاني من العام ٢٠٢١ ، أنهى ابني “جاك” الفصل الثاني من سنته الأولى من المرحلة الثانوية. قبل اسبوعين، إتطلعت انا وزوجي على قاعدة بيانات المدرسة لنجد أن ابننا لم ينجز العديد من وظائفه المدرسية (أكثر من ٢٠ وظيفة منزليّة لم يتم انجازها). 

جاك  تلميذٌ ذكيٌّ يتحلى بالقدرة على الإنجاز لكنه كان يعاني من عدم التنظيم خاصة عند إنجاز فروض التعبير الكتابي والأبحاث. ولكن هذه المرّة يبدو أن الأمر كان  مختلفاً والسبب هو جائحة كورونا وتداعياتها. فالحضور كان جزئياً هذه السنة وفي كل أسبوع من أصل أسبوعين كان عليه إنجاز الوظائف المدرسية بمفرده من دون أي تدخل من المعلمين.

في التعليم عن بعد كان للتلاميذ حرية أكبر، فقد قال لي مؤخرا: “يمكنني ان افعل مليون عمل آخر بدل أن أدرس أو أنجز الوظائف.” وإعترف أنه يمضي وقتاً على نتفلكس ومشاهدة الأفلام. “في التعليم الحضوري، تنتقل المعلمة في الصف بين التلاميذ للتأكد إذا ما كان كل منا ينجز المهام، ولا يرد أي منا أن يكون متأخراً عن البقيّة”. هذا ما قاله لنا جاك وأخبرنا أنه يفتقد إلى تلك المساءلة الشخصية التي كان يتلقاها من الأساتذة والأقران.

 جربّت أنا وزوجي أن نساعده ولكن ذهب عنائنا سداً لأننا كنا منشغلين معظم الوقت وكان ينتهي بنا الأمر بالتذمر بدل النصح والإرشاد. كنا أنا وزوجي وجاك متعبين ومرهقين من جولات الصراخ المتتالية في اّخر الليل. كنت اعلم انني لن استطيع ان اعالج هذه المشكلة وحدي، ولذلك، عندما عرفت أن هناك معلمة دروس خصوصية تسكن في الجوار، هممت بالتواصل معها وطلب المساعدة منها.

“ميريل” عملت لمدة ١٥ عاما كمعلمة اللغة الإنكليزية للصف السادس. خلال عملها، أدركت “ميريل” أن طلابها يعانون مشكلات واتضح ان جاك يعاني منها ايضاً. هذه المشكلات هي: ادارة الوقت، المبادرة أو البدء بالمهام، تصنيف الأولويات، وتنظيم الذات. تقول “ميريل”: ” اذا لم تكن انت تتمتع بهذه المهارات الاساسية، اذاً لا بد أن أحدهم لم يعلمك إياها”. كانت “ميريل” تدرب تلاميذها على استراتيجيات المهام التنفيذية وكانت النتائج إيجابية.

صارت ميريل تلتقي بجاك عبر خاصية الفيديو في Google Meet فتتابع معه وظائفه. وبعد شهرين من المتابعة، بدأنا نلمس التغيير. علامات جاك بدأت تتحسن كما أنه اكتسب عادات جيّدة في الدراسة والعمل. الأهم من ذلك أنه ما عاد هناك نقاشات حادة و صراخ في البيت.

إذا كان لديكم أحد الأبناء الذين يعانون من نفس المشكلة، اليكم خمسة خطوات اعتمدتها معلمة جاك ويمكنكم تجربتها:
1- إعداد قائمة شاملة للمهام: 

كان على جاك زيارة Google Classroom الخاص بكل مادّة في كل مرة أراد فيها العثور على الفروض المدرسية والمهام المطلوبة، وغالبًا ما كان يغفل عن بعض المهام. بدون رؤية جميع الواجبات في مكان واحد، كان من المستحيل التخطيط وتحديد الأولويات. لذلك ساعدت “ميريل” جاك في إعداد قائمة بجميع الواجبات والمهام في مستند واحد بحيث يمكنهم الوصول إليها ومشاركتها وتحديثها بسهولة.

2- تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة يمكن إنجازها: 

تقول ميريل: “المشاريع الكبيرة يمكن أن تشعرك بالإرهاق وأحيانًا لا تعرف من أين تبدأ”. ساعدت  ميريل جاك على البدء بالمهام من خلال تحديد الأولويات وتحديد مواعيد نهائية تدريجية لإجراء أبحاثه، كما ساعدته على استخدام الخرائط الذهنية من أجل تخطيط أفكاره قبل البدء بالكتابة.

3- تتبع النتائج والاحتفال بالنتائج الجيدة:

 في الصف يكون هناك تفاعلات منتظمة مع المعلمين ويأخذ التلميذ التغذية الراجعة مباشرة من المعلمات،  اما عن بعد، فلم يكن جاك يعرف أحيانًا كيف كان أداؤه في الاختبارات أو في المهمات. ساعدته ميريل في كيفية البحث عن درجاته على Google Classroom ومتابعة علاماته دائماً. واخبرته ان الدرجات المنخفضة هي عبارة عن فرص للتعلم وتحسين الأداء. اما الدرجات العالية فلا تقل أهمية وعليه ان يفرح بها. تقول ميريل: “إن هذا النوع من ردود الفعل الإيجابية تجاه الدرجات العالية هو حافز لمواصلة القيام بالعمل الجيد”.

4- فتح خطوط الاتصال:

 جلسنا جميعاً كفريق على Zoom في البداية. نريد ان يعرف جاك اننا جميعنا في هذا الامر معًا. شارَكَنا جاك بالأمور التي يعاني منها وشاركنا نحن أفكارنا حول كيفية المضي قدمًا. بالإضافة إلى ذلك ، أبقينا خطوط الاتصال مفتوحة ، لإسداء المساعدة عند الحاجة.

5- تحديد برنامج عمل، مع المحافظة على المرونة:

 عقدت ميريل مع جاك العديد من الاجتماعات الثابتة ، لكنهما كانا مرنين ببرنامج الاجتماعات فإذا احتاج جاك إلى إعادة الجدولة كان يتم التعديل على البرنامج. وتقول ميريل: “لقد ساعده هذا الأمر على الشعور بالقوّة” ، ومع ذلك، غالباً ما كان يلتزم بالجدول المعتمد (كان يلتزم ب 9 من أصل 10 اجتماعات). 

إنها الآن بداية السنة الثانية من المرحلة الثانوية لجاك. ليلة البارحة اتى اليّ طالباً المساعدة في كتابة مقال. لقد توترت في بادئ الأمر وتذكرت تلك الجلسات الطويلة في وقت متأخر من الليل. ولكن عندما فتح جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به، رأيت أنه أكمل فقرة المقدمة وخريطة ذهنية وذلك قبل يومين من الموعد المقرر للمهمة!

تنفست الصعداء وادركت ان جاك ينفّذ كل التقنيات التي علمته إياها ميريل. على الرغم من أنني لا أتوقع أن تكون هذه السنة الدراسية سهلة ، انما لدينا الآن بعض الأدوات التي نحتاجها لمساعدتنا خلال هذا العام.

واخيراً، إذا كنتم أهل وتشعرون بالإحباط والارتباك ، فإليكم بعض الأشياء التي تعلمتها من تجربتي هذه والتي قد تساعدكم:

  • اعرفوا متى تحتاجون إلى مساعدة خارجية: الاستعانة بطرف ثالث محايد نزع فتيل التوتر في منزلنا. كان لدى ميريل توقعات عالية، كما أن تواصلها مع جاك كان بطريقة غير تصادمية. وبمجرد أن تعامل هو مع عبء العمل، كان أكثر استعدادًا للجلوس والعمل معنا.
  • استثمروا الوقت: حتى بمساعدة ميريل، كنت بحاجة إلى تخصيص وقت عدة مرات في الأسبوع للعمل مع جاك لتعزيز المهارات والروتين الذي كان يتعلمه.
  • لا تكافحوا من أجل الكمال: قضاء الكثير من الوقت في محاولة جعل كل مهمة مثالية يفقدنا المتعة التي تقدمها عملية التعلّم.