إعادة النظر في المراجعة

تخصيص أوقات ثابتة للمراجعة والتنقيح لا يساعد الطلاب على التعلّم فحسب، بل أيضاً يعزز العلاقات الصفيّة-حتى عن بعد

Teacher planning

تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية “Revisiting Revision”.
تاريخ النشر: 5 آذار 2021
ترجمة: وفاء السكران
مراجعة: هناء جابر
 

خلال هذه السنة الصعبة التي مرت على التعلم عن بعد، كافح الطلاب والمعلمون لإيصال صوتهم وصورتهم وتأكيد وجودهم، حتى أثناء تشغيل الكاميرات والسماعات. إننا لا زلنا نتوق للحماس والحيوية الناتجَيْن عن مشاركة العمل معا في نفس الحيز المادي.

لا بد من إعادة النظر في “أوقات المراجعة” الصفيّة المتواضعة لاستعادة التقارب والتعاون بين الطلاب في هذه الفترة. وأشير هنا  إلى وقتٍ مكرّسٍ للمراجعة يخصص أثناء الحصة- بين أسبوع وآخر، أو أكثر تكرارا-  لإشراك الطلاب في تغذيتنا الراجعة لواجباتهم، ليتعلموا من أخطائهم  و ليثبّتوا ما تعلموه . ولا يعزز هذا الروتين المتواضع التعلّم فقط، ولكن أيضا علاقة المعلم والطالب–بغض النظر عن مجال المادة أو مستوى العمر. مع ذلك، فإننا نغفل عن نهج المدرسة القديمة هذا أمام تكنولوجيا التعليم الحديثة واللامعة.

إن الإحجام عن المراجعة في الوقت الحالي هو أمر مفهوم. ويمكن لتأسيس أوقات للمراجعة من إطالة الوحدات الموجودة، ونحن قلقون أصلا من معدلات تعلّم الطلاب الأبطأ هذا العام. ونحن أيضا قلقون من مجرد أن يتجاهل الطلاب تغذيتنا الراجعة. يمكن لمنصات مثل جوجل كلاس روم (Google Classroom) أن تكون فعّالة لكن عادة ما تبدو أنها تصدر درجاتنا وتعليقاتنا في أحد الفراغات الإفتراضية. بالضبط مثل حصص الزووم لدينا، حيث تبدو مثل المنولوج، أكثر من الحوار الحيوي الذي   نفتقده كثيراً.

مع ذلك، فإن أوقات المراجعة يمكن أن تساعد من خلال طريقتين  فعّالتين:

يمكن لأوقات المراجعة تجديد وإعادة بناء محادثات التعلّم الأصيلة مع الطلاب.  
تمنح أوقات المراجعة بشكل دوري الطلاب وقتاً مدمجاً أثناء الحصة لقراءة تغذيتنا الراجعة والرد عليها وهم يراجعون أعمالهم. ويشبّه سورن تيرنال (Soren Tjernell)، الزميل في العلوم الإنسانية من مدرسة (Community Charter School of Cambridge) يشبّه ساعات المراجعة بصديق المراسلة قائلاً:” عندما أرسل لهم رسالة وهم يرسلون لي الرد، أجد التقارب والصلة المباشرة.”

تساعد في التأكد أن كافة الطلاب يمكنهم استيعاب المحتوى  الأساسي.
بدونها، وبغض النظر عن أحسن النوايا، فإننا كثيرا ما نوسع فجوة المهارة بدلا من أن نضيقها في غرفنا الصفية-حيث أنًنا  نستعجل الانتقال  نحو تلك الوحدة الجديدة في حين أنه لدى البعض فقط من طلابنا الفرصة لإتقان المعايير أو الأهداف من الوحدة الحالية. وبشكل مماثل، عندما  نقدم المراجعة فقط خارج الصف–مثلا، أثناء الساعات المكتبية بعد المدرسة–لا يستطيع كافة الطلاب استغلال هذه  الفرص.

إذن من أين نبدأ نحن، أولئك الذين لم يجربوا أبدا أوقات المراجعة الصفية؟ نقدم ها هنا ثلاث نصائح سريعة لبداية ناجحة، سواء عن بعد أو وجاهيا:

1.  خصّص  الوقت

  • قبل البدء بوحدة جديدة، خصص مسبقا وقتا لأوقات المراجعة. ويمكنك البدء بالقدر القليل مثل 20 دقيقة من وقت الحصة كل أسبوعين.
  • حاول أن تعطي نفسك إجازة نهاية الأسبوع بين الواجب الأولي وأوقات المراجعة ليكون لديك الوقت الكافي لفحص عمل الطلاب.

2. بيّن قنوات التواصل

  • سهّل رؤية ملاحظاتك للطلاب ولك لتتبع مراجعاتهم. لاحظ سورن، على منصًة Google Classroom،  على سبيل المثال، أن الطلاب عادة ما يفقدون تتبع ملاحظاته في داخل المستند، لكن يستجيبون بسرعة للتغذية الراجعة المختصرة والمرسلة عبر خاصية الرسائل الخاصة. قد يفضل معلمو STEM (العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات)، في هذه  الأثناء، منصات مثل EdLight أو Floop والتي تسمح لهم بترك ملاحظات مكتوبة أو سمعية مباشرة على عمل الطلاب المنجز بالورقة والقلم، وحتى عن بعد.
  • أثناء المراجعة، ادفع الطلاب لتتبع التغييرات على الانترنت أو استخدام قلم بلون مختلف على الورق لتتمكن من رؤية تعديلاتهم  بسهولة.

3. حدد التغذية الراجعة

  • بالنسبة للمقالات، حاول حصر ملاحظاتك بالإشادة بجانبٍ واحدٍ معيّن وباقتراحٍ واحدٍ معيّن.
  • إذا كان لديك سلم تقدير أو تقويم (rubric)، يمكنك مجرد أن تضيف علامة زائد على شيئ واحد  ينجزه  الطالب بشكل جيد وعلامة دلتا على الأمور التي تريد منهم تحسينها.
  • إذا كنت ترى مجال نمو مشترك بين طلابك، فيمكنك حتى ان تضع فقط نجمة في الأماكن في عملهم حيث تظهر هذه  المشكلة. ثمّ تستطيع، في الصف، أن تشرح ماذا تعني النجمة وأن تعطي درساً مصغّراً وسريعاً حول المشكلة قبل إرسالهم إلى  وقت المراجعة.

  بينما يعود الكثير منا الى التدريس الوجاهي، سوف نميل الى الافتراض أن التقارب المادي سوف يسمح لنا  تلقائيا باستعادة القرب من الطلاب. وبغض النظر عن ظرفنا، فإني أحثّ  أنفسنا على تذكر العلاقة القوية التي تأتي من التعاون مع الطلاب وهم يراجعون عملهم في الصف. وحتى في  الفضاء الإفتراضي، فإن المراجعة أساس راسخ في غرفنا الصفية- تبقينا متشبثين بكل فرد من طلابنا وطرق تفكيرهم.