إعادة التفكير في نظام الدرجات

بينما تسعى المدارس إلى بداية جديدة، اقتراحات حول كيفية قيام المعلمين بتطوير تقييمات أكثر إنصافًا وفعالية

تم ترجمة هذه المقالة من النص الأصلي باللغة الإنجليزية “Rethink Grading”.

تاريخ النشر: 8 تمّوز 2021

Hanaa Jaber: ترجمة
مراجعة:  أحمد عطا الله بهلول

هل أنظمة الدرجات التقليدية القائمة على النقاط غير سليمة بطبيعتها؟

بصفتي مدرسًا قائداً في العلوم الإنسانية في العقد الثاني من سنوات خبرتي، فقد سعيت إلى تحويل دفتر الدرجات الخاص بي من شبكة غير شفافة وعقابية إلى لوحة قيادة تمكينية للتعلم لجميع الطلاب. قام زملاء في كلية الدراسات العليا في جامعة هارفارد، مثل المحاضرة كاتي ريزر Katie Rieser، المعلمة الرئيسية المقيمة في برنامج هارفارد لزمالة المعلمين، وجين ستوكلين Jen Stocklin، مديرة التحصيل في المدرسة الثانوية في مؤسسة KIPP ، بمشاركة أدوات قوية معي من أجل إعادة تنظيم أو تعديل دفتر الدرجات الخاص بي وتطوير تقييمات أكثر إنصافًا وفعالية.

ومع ذلك، يقترح بعض قادة التعليم أننا بحاجة إلى التخلي تمامًا عن أنظمة الدرجات القائمة على النقاط. خلال فصل الصيف وفي حين أن المدارس تسعى إلى إعادة العمل بشكل أقوى من أي وقت مضى، يقدم هؤلاء المفكرون حلولًا جديدة ومبتكرة للتقييم.

نُشر في آذار (مارس) 2020 كتاب ل Sarah Zerwin بعنوان Point-less: An English Teacher’s Guide to More Meaningful Grading، وكان هذا تحديدا حين أجبر الوباء المعلمين في جميع أنحاء البلاد على إعادة النظر في التقييم. كتابها مليء بإستراتيجيات تقييم مبتكرة طيّعة وقابلة للتطبيق كانت قد عملت على صقلها على مدى عقدين من الزمن خلال عملها كمدرّسة للغة الإنجليزية في كولورادو.

لقد وجد عدد لا يحصى من المعلمين، حتى خارج العلوم الإنسانية، الإلهام من Zerwin، لذلك جلست وتحدثت معها لمعرفة المزيد عن عملها:

هل يمكن للمدرسين استخدام أنظمة الدرجات القائمة على النقاط بشكل عادل وفعال؟
إذا كان المعلم يتحكم بالنقاط، إذاً هناك ديناميكية السلطة بحيث يكون للمعلم سلطة على الأطفال. لديك القدرة على تحديد ماهية الدرجة ذات القيمة العالية، بينما لا يمتلك الطفل هذه المقدرة. ما تقوله أنت يفوز على كل شيء. هذه الأنظمة تعتبر غير تمكينية وتعيق العلاقات الصحية والسليمة بين المعلم والطالب.

من أي ناحية؟
يوضح بحث Alfie Kohn ما يحدث عندما تكون هناك مخاطر كبيرة أو أمور على المحك في الفصل الدراسي. سوف يتضاءل اهتمام الطلاب بكل ما يتعلمونه. سوف يأخذون أسهل طريق ممكن للحصول على العلامات. سينخفض تفكيرهم، ولن يقوموا بأي مخاطرة.

يتحدث زميلي جاي عن حاجتنا لبناء علاقة تدريب وتوجيه مع طلابنا. عندما تكون في فريق رياضي، فإن المدرب ليس هو من يقوم بتقييمك. يتم تقييمك في اللعبة. لكن المدرب لديه هذه العلاقة معك بحيث أنه لا بأس من أن تفشل، ولا بأس من القيام بمخاطرة، ولا بأس من القيام بكل الأشياء لدفع نفسك للتعلم بالفعل.

يريد طلابنا القيام بعمل هادف. يريدون التعلم. إذا كانوا يثقون في أنك ستتنحى بعيدًا عن لعبة الدرجات، فسوف يذهبون معك.

لماذا يخشى المعلمون الابتعاد عن أنظمة النقاط أو العلامات؟
أكبر ردّ هو، “لن يعمل طلابي أبدًا بدون نقاط ودرجات”. يقوم النموذج القائم على التبادل بإعداد فصلٍ دراسيٍ تقليدي  من حيث التقييم بالدرجات حيث تطلب من الطلاب القيام بشيء ما وتدفع لهم بالنقاط. يصبح التبادل بهذه العملة  هو موضع السيطرة. يصبح الأمر مخيفًا حقًا للمعلمين لأن يضعوا ذلك جانبًا، وسيشعرون أن المحور سينتزع  من الفصل الدراسي ولن يكون هناك أي شيء منطقي بعد الآن.

كيف يمكن للمدرسين البدء في ترك هذا النظام وراءهم؟
كل ما عليك أن تسألهم هو، “ما الذي تفعله كطالب فيكسبك نقاطًا ولكنه لا يؤدي إلى التعلم؟” إنهم يعرفون ما هو بالضبط. إنهم يعرفون اللعبة جيدًا حقًا، وهم سعداء جدًا – معظمهم – لوضعها جانبًا. يجب أن تجري محادثات صادقة وصريحة معهم، وكن على ثقة بأنهم سيكونون على استعدادٍ للذهاب معك. عليك أن تشرح ما تفعله ولماذا تفعله، ويمكنني أن أرى التوتر يذوب عنهم ويتلاشى.

كتابك مليء باستراتيجيات التقييم الذكية، من استخدام دفاتر الدرجات الإلكترونية إلى التقييمات التي يقودها الطلاب. ما هو أكثر ابتكار تفخرين به؟
تحديد أهداف الطالب، وخاصة خطة التعلم والنمو. إنه يعمل كالسّحر ويحل مكان تبادل النقاط التقليدي. لقد أردت مساعدة الطلاب على التركيز على النمو بدلاً من الإتقان. مع هذه الخطة ، يأخذون الأهداف ويضعونها بكلماتهم الخاصة. عليهم أن يوضحوا من أين يبدأون، وأين يأملون في أن ينتهي بهم الأمر، وماذا سيفعلون للوصول إلى هناك. وإذا نظروا إلى ذلك مرة واحدة في الأسبوع على الأقل، إن لم يكن مرتين، ووضعوا طريقةً ما لتتبع نموهم، فإن ذلك يبقيهم مرتبطين باستمرار ومركزين على أهدافهم. عند ذلك أبدأ بمشاهدتهم يتحدثون فعلاً بقدرة وتمكّن وإحساس بالملكية حول تعلمهم.