دراسة جديدة تتوصل لنتائج واعدة من برنامج للقراءة في المدارس الابتدائية

تمت ترجمة هذا المقال من النص الأصلي باللغة الإنجليزية: Building Background Knowledge in Science Improves Reading Comprehension
تاريخ النشر: 21 مارس 2023
ترجمة وتدقيق لغوي: رنا فليحان
مراجعة وتدقيق: لارا الخطيب
إذا كان هناك شيء يتفق عليه معظم الناس حول التعلم، فهو الحاجة لتطوير الفهم القرائي لدى الأطفال، لكن السؤال الأبرز بالطبع هو كيفية القيام بذلك. الإجابة تأتي من دراسة جديدة يقودها جيمس كيم في كلية الدراسات العليا للتعليم في جامعة هارفارد ، والتي تقدم بعض الحلول المبتكرة.
ظل استخدام تعليم الصوتيات لتدريس مهارات القراءة معتمدًا لفترة طويلة من قبل التربويين. لكن الأبحاث السابقة أثبتت أن فهم النصوص المعقدة يعتمد أيضًا على المعرفة السابقة. دراسة كيم الطولية أخذت البحث القائم حول بناء المعرفة خطوةً أبعد من خلال اختبار تدخل محتوى القراءة في المدارس الابتدائية. البرنامج الذي تم تطبيقه لمدة 12 شهرًا صُمم لبناء الخلفية المعرفية للأطفال في مواد العلوم والعلوم الاجتماعية، بهدف دعم الفهم القرائي أثناء انتقالهم من الصف الأول إلى الثاني وما بعده.
شارك في الدراسة حوالي 3000 طالب في 30 مدرسة استخدم فيها منهج صممه كيم وزملاؤه، يُسمى نموذج التفاعل في القراءة Model of Reading Engagement (MORE)
دور المخططات الذهنية (السكيما) في تطوير المعرفة والفهم القرائي لدى الطلاب
هنالك مناهج أخرى موجودة لبناء المعرفة، لكن ما يميز منهج مورMORE هو مساعدة الأطفال في بناء مخطط ذهني، وهو إطار ذهني يساعد الطلاب على تنظيم واكتساب وتطبيق المعرفة بحسب وصف كيم.
بعد أن شارك المعلمون في التطوير المهني والتدريب المطلوب، قاموا بتعليم الأطفال المخطط الذهني التالي: كيف يدرس العلماء الأحداث التي حصلت في الماضي. في الصف الأول تعلم الأطفال كيف تبقى الحيوانات على قيد الحياة، ودرسوا عن الحيوانات القطبية. بينما درس طلاب الصف الثاني في مادة العلوم كيف انقرضت الديناصورات وكيف يدرس علماء الحفريات أحافير الديناصورات.
تعلم الأطفال أيضًا فكرة المفاهيم الأساسية واحتمالية إيجاد هذه المفاهيم عند قراءة أي دراسة عن الحيوانات. عندما عرض المعلمون المادة التعليمية الجديدة في الصف الثاني، قاموا بربطها بالمخططات الذهنية الموجودة مسبقًا لدى الطلاب، وقد تعلم الطلاب كيف يستخدمون المعرفة المكتسبة في الصف الأول لمقاربة المادة العلمية التي ترتبط بالخلفية المعرفية لكنها أكثر صعوبةً. (تأجل إطلاق وحدة العلوم الاجتماعية المخططة بسبب وباء كوفيد-19.)
النتائج الرئيسية
- تحسين الفهم القرائي من خلال توسيع الخلفية المعرفية للأطفال:
يقول كيم: “الخلفية المعرفية مهمة لأنها تساعد الأطفال على تحويل معرفتهم إلى مهام فهم جديدة.” يوضح أن المدارس المشاركة في الدراسة “تمكنت من تحفيز نقل المعرفة على مدى سنتين، مما يعتبر إنجازًا فائق الأهمية.”
استخدم المعلمون منهجًا لولبيًا يتطور من المفاهيم البسيطة إلى تلك الأكثر تعقيدًا مع الوقت، ويبني الخلفية المعرفية بثبات لتحسين الفهم القرائي للطلاب.
في نهاية الصف الثاني، أُعطي الطلاب اختبارًا في الفهم القرائي لمادة العلوم وسُمي “اختبار التحويل”، وذلك بهدف معرفة إلى أي مدى تمكن الطلاب من استخدام ما تعلموه سابقاً و كيف حولوا المعرفة لديهم للقراءة حول مواضيع غير مألوفة ولكنها مرتبطة بالمعرفة السابقة. . أظهرت النتائج أن الطلاب الذين اتبعوا منهج مور MORE كان أداؤهم أفضل في الفقرات القريبة والمتوسطة التحويل، لكن لم يكن أداؤهم أفضل بشكل كبير في الفقرة البعيدة التحويل التي كانت عن موضوع مختلف عن الذي درسه الأطفال.
- تم تقييم الأطفال المشاركين في برنامج مور MORE أيضًا في الفهم القرائي العام باستخدام نصوص متعلقة بالعلوم والتاريخ والأدب، و قد كان أداؤهم أفضل من أولئك الذين لم يشاركوا في البرنامج.
خمس نتائج رئيسية
- انخفاض الفاقد التعليمي في فصل الصيف. كان هناك فاقد تعليمي أقل لمجموعة التجربة مقارنة بمجموعة التحكم. تم تنسيق المنهج والتدريس خلال العام الدراسي، ثم طُلب من الطلاب قراءة كتب تعليمية خلال فصل الصيف مرتبطة بمخطط ذهني ومرتبطة بموضوع محور التعلم.
- الكتب المطبوعة مهمة. لم تُستخدم الكتب الرقمية خلال الدروس في السنة الدراسية. يقول كيم: “أظن أن هناك أدلة كافية أننا نفهم بشكل أقل عند استخدام الشاشات مقارنة بالورق.”
- تفيد مختلف انواع المتعلمين. يوضح كيم: “عندما ننظر إلى أثر برنامج مور MORE على مجموعات الأطفال المختلفة، نجد أن التأثير هو ذاته لكل المجموعات الفرعية. كأنه مد يرتفع فيرفع معه جميع القوارب.”
- تحسين النتائج العادلة. سبعون بالمئة من المتعلمين المشاركين في دراسة مور MORE كانوا من ذوي البشرة السوداء أو من أصول لاتينية، والغالبية منهم كانوا ينتمون للطبقات الدنيا والمتوسطة اجتماعيًا. يوضح كيم أن الكثير من الأطفال من الأوساط المحرومة لا يتلقون تعليمًا كافيًا في مواد العلوم والعلوم الاجتماعية، ويرجع ذلك إلى التركيز الزائد على القراءة والرياضيات التي يخضع فيها الطلاب للاختبار و التي تحاسب عليها المدرسة بحسب كيم. لأن هذه المدارس تخضع لضغوط المسائلة، لا يتم التركيز على تعليم العلوم و العلوم الاجتماعية، علماً أنها تعتبر مهمة لبناء الخلفية المعرفية للطفل.”
- يجب مراجعة الاختبارات. عندما يتعلق الأمر باختبارات القياس الموحدة، يعتقد كيم بوجوب أن تكون المقاربة شديدة الدقة للتعرف على ما يقرأه الطلاب وما يفهمونه بالفعل.” و يجب أن يترافق ذلك مع وجود رؤية للعودة و تعليم الأطفال ما لم يتعلموه وكذلك لترسيخ التعلم. يشعر بعض المختصين في مجال الاختبارات وكذلك الأهل بالقلق حيال” تعليم الأطفال الخضوع للاختبار فقط،” لكن كيم يقول أن الاختبارات في دراسته تم تصميمها بشكل لا يسمح للمعلمين بالقيام بذلك، حيث كان عليهم بدلاً من ذلك التركيز على تطوير المخططات الذهنية العامة والتعلم المفاهيمي الأعمق. طريقة مور MORE تعطي مؤشراً عن مدى جودة التعليم من قبل المعلمين و كيف تعلم جميع الطلاب،” يشرح كيم.
الخطوات المستقبلية
يعمل كيم وفريقه على جعل منهجهم متاحًا بشكل أوسع للمعلمين والمناطق التعليمية هذا العام. كما يواصل الباحثون متابعة تقدم الأطفال في القراءة في دراستهم، ويجدون نتائج واعدة. بعد الصف الثاني، استمر طلاب مدارس MORE في تطبيق الدروس في الصف الثالث. في نهاية الصف الثالث، استمر طلاب مور MORE في التفوق على طلاب المجموعة الضابطة في اختبارات الفهم القرائي العام.
مصادر إضافية:
- Teaching for Transfer Can Help Young Children Read for Understanding
- A Longitudinal Randomized Trial of a Sustained Content Literacy Intervention From First to Second Grade
- New Study Suggests Standardized Reading Tests Miss a Lot of Learning
- To Weather the “Literacy Crisis,” Do What Works, Harvard EdCast