تأليف: لارا الخطيب
مراجعة: سلام
تاريخ النشر: 20 أيار 2022
هذا هو الجزء الأول من سلسلة تتحدث عن آثار الصدمة عند الأطفال. سوف يغطي الجزء الثاني علامات الصدمة التي يجب أن يكون المعلمون على دراية بها في الغرفة الصفية.
يمكن تعريف الصدمة بأنها أي حدث يقوض قدرة الطفل على الشعور بالأمان. يمكن أن تحدث الصدمة نتيجة حدثاً واحداً (مثل انفجار مرفأ بيروت) أو أن تكون حدثاً مُزمناً طويل الأمد (مثل تعرض الطفل للإساءة). لسوء الحظ، أصبحت الصدمة شائعة بشكل متزايد في حياة الأطفال (وحياة القائمين على رعايتهم وأفراد أُسرهم). من إساءة معاملة الأطفال والعنف المنزلي (الأحداث داخل أسرة الطفل) إلى الكوارث الطبيعية والأوبئة (الأحداث خارج الأسرة)، يبدو أن أطفال اليوم لا يمكنهم الحصول على استراحة من الأحداث الصادمة.
على الرغم من أن هناك العديد من العلامات والأعراض للصدمة عند البالغين، إلا أن هذه العلامات والأعراض يمكن أن تظهر بشكل مختلف تماماً لدى الأطفال دون سن الثانية عشرة.
سيكون من الجيد أن يكون الآباء على دراية ببعض علامات الصدمة عند الأطفال، حيث يجب معالجة الصدمة وأعراضها في أسرع وقت ممكن خاصةً لأن تأثير الصدمة نادراً ما يختفي من تلقاء نفسه. في الواقع، يمكن لتأثير الصدمة في بعض الأحيان أن يتحول إلى مجموعة متنوعة من الأعراض التي قد تنتهي بالتأثير على كل جانب من جوانب حياة الطفل.
فيما يلي قائمة ببعض أكثر علامات الصدمة شيوعاً عند الأطفال في سن المدرسة. يجب الانتباه إلى أن هذه القائمة ليست شاملة، ومعظم الأطفال لن تظهر عليهم جميع هذه السمات والخصائص. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تظهر كل سمة بمستوى مختلف من ناحية التكرار والشدة، وذلك اعتماداً على العديد من العوامل (منها تصور الطفل للحدث الصادم ومرونة الطفل وتاريخ العائلة). العامل المؤثر أيضاً على كيفية ظهور الصدمة عند الأطفال هو مدى استمرار الصدمة من ناحية توقيتها ( حيث يكون تأثير الصدمة أكبر -عادةً- في وقت مبكر من حياة الطفل، ولكن ليس بالضرورة أن يكون الأمر كذلك دائماً) وشدتها وما إذا كان يمكن التنبؤ بها (على سبيل المثال ، أعرف أن أبي يضرب أمي عندما يشرب الكحول). أخيراً ، قد يظهر الطفل عرضاً واحداً في يوم، وأعراض معاكسة في يوم آخر (على سبيل المثال ، قد يكون الطفل مُتحدياً في يوم وخاضعاً في يوم آخر).
علامات الصدمة التي يجب الانتباه لها:
- تغيرات في سلوك النوم وذلك أثناء النوم أو بعد الاستغراق بالنوم: مثلاً الاستيقاظ بعد فترة وجيزة من النوم وعدم القدرة على العودة للنوم مرة أخرى أو معاناة الطفل من الكوابيس والرعب الليلي.
- التغييرات في سلوك الأكل: الإفراط أو النقص في الأكل (وفي الحالات القصوى، تناول الأطعمة غير الصالحة للأكل).
- يصبح الطفل سريع الانفعال أو متقلب المزاج أو غاضباً في أغلب الأحيان.
- الانخراط في سلوكيات عدوانية ضد الأشخاص أو الأشياء.
- التنمر على الأقران أو زملاء الدراسة أو الأشقاء.
- عدم التعاون أو التحدي أو حصول نوبات غضب شديدة.
- يكون الطفل حزيناً أو كئيباً أو عابساً في أغلب الأوقات.
- الشعور بانعدام القيمة وتدني احترام الذات (مثلاً أن يتحدث الطفل عن نفسه بقوله إنه طفل سيء).
- يظهر الطفل مُنسحباً ولا يشارك في الأنشطة الأسرية، خاصة تلك التي كان يستمتع بها سابقاً.
- عدم القدرة على وصف ما يشعر به المرء أو ما يشعر به الآخرون (وأحياناً يرى سلوكيات على أنها مهددة بينما هي في الواقع ليست كذلك).
- ظهور أعراض نفسية جسدية (مثلاً الشكوى من الصداع وآلام المعدة وما إلى ذلك).
- يصبح الطفل في حالة يقظة مفرطة.
- يبكي الطفل بدون سبب واضح وقد يضحك في الأوقات غير المناسبة.
- عدم القدرة على إظهار التعاطف مع الآخرين.
- التعلق الزائد وظهور علامات قلق الانفصال أحياناً.
- حصول تغييرات في الذاكرة ومعاناة من هفوات في التذكر، والظهور بإنه أكثر ميلاً للنسيان من المعتاد. ومن الشائع أيضاً عدم تذكر الحدث الصادم.
- صعوبة تنظيم المشاعر: المبالغة في رد الفعل تجاه ما يبدو أنه حدث بسيط، وعدم القدرة على الرجوع إلى حالة الهدوء بعد التعرض للانزعاج، حتى عند تقديم المساعدة من شخص بالغ.
- إعادة تمثيل الحدث الصادم أثناء اللعب، وخاصة ألعاب التخيّل.
- إخراج الغضب والإحباط على الألعاب.
- تخزين الأشياء(الشعور بأن هذه أشياء أخرى يمكن أن يفقدوها، لذلك ينتهي بهم الأمر إلى اكتنازها).
- النكوس إلى المراحل السابقة التي كان الطفل يشعر بها بالأمان (قبل وقوع الحدث الصادم) مثلاً العودة إلى التبول اللاإرادي أو مص الأصبع.
- الانخراط في سلوكيات الأطفال المهدئة للذات مثل مص الإبهام.
- الانخراط في أنواع أخرى من إجراءات التهدئة الذاتية مثل التأرجح ذهاباً وإياباً.
- في حالات نادرة أو متطرفة قد ينخرط الطفل في سلوكيات إيذاء النفس مثل نتف الشعر أو ضرب الرأس على سطح صلب.
واحدة من العلامات المهمة التي يجب التوقف عندها هي فقدان الطفل لواحدة من المهارات المُكتسبة سابقاً. على سبيل المثال قد يتوقف الطفل البالغ من العمر سبع سنوات فجأة عن الكلام تماماً على الرغم من أنه كان يتحدث بصورة جيدة. لقد رأينا هذه الظاهرة لدى الأطفال في لبنان بعد الانفجار الهائل في المرفأ الذي دمر أجزاء كبيرة من بيروت. هذه خطوط حمراء مهمة يجب أن تؤخذ على محمل الجد بمجرد ظهورها.
من الجدير بالذكر أن الصدمة يمكن أن تؤدي في كثير من الأحيان إلى تغييرات في بنية الدماغ. يمكن أن تتجلى هذه التغييرات في بعض السلوكيات المذكورة أعلاه. يمكن أن تكون بعض هذه التغييرات دائمة ولا رجعة فيها ومن هنا تأتي الحاجة إلى التدخل الفوري عندما نلاحظ علامات الصدمة لدى الأطفال.
مصادر إضافية للقراءة:
- Craig, S.E. (2016). Trauma-sensitive schools. Teacher’s College Press.
- Jennings, P.A. (2019). The trauma sensitive classroom. W. W. Norton & Company.
- Sorrels, B. (2015). Reaching and teaching children exposed to trauma. Gryphon House.
مواقع الكترونية:
- American Psychological Association. (n.d.). Trauma. Psychology topics. https://www.apa.org/topics/trauma#:~:text=Trauma%20is%20an%20emotional%20response,symptoms%20like%20headaches%20or%20nausea.
- Trauma-Informed Care Implementation Resource Center. (n.d.). What is trauma? https://www.traumainformedcare.chcs.org/what-is-trauma/
- Mind. (n.d.). Trauma. Types of mental health problems. https://www.mind.org.uk/information-support/types-of-mental-health-problems/trauma/about-trauma/