المؤلفون
لارا الخطيب -لبنان
عبير اقنيبي -فلسطين
يافا أحمد -فلسطين
نهلا حرب -لبنان
لأولياء الأمور دورٌ تكامليٌ مع المدرسة في الأوقات العادية وأوقات الأزمات ايضًا لذلك فهم بحاجة إلى قوة داعمة تساعدهم في متابعة وتحفيز أطفالهم لتجاوز الأزمة إضافة إلى تحقيق بعض المكاسب.
في لقاء تربوي برعاية مبادرة زمالة التعليم المهني في الشرق الأوسط التابعة لكلية الدراسات العليا -هارفارد – تحدثت مجموعة من زملاء في الزمالة عن طرق ووسائل الدعم اللازمة لأولياء الأمور في الأزمات والذي ينعكس بدوره على أطفالهم بشكل إيجابي.
دعونا نبدأ هذا بالقول إننا بحاجة إلى فهم أنه في أوقات الأزمات يكون الآباء مرهقين مثلنا جميعاً. حيث قال أحد أولياء الأمور في نقاش مع يافا أحمد من فلسطين “لدي خمسة أطفال يتعلمون عبر الإنترنت، ولا يمكنني متابعتهم جميعا ًعلى الرغم من توفر الأجهزة. لم أعد أملك الطاقة لذلك”.
قد يضطر أولياء الأمور إلى تعلم أشياء كثيرة وإعادة تعلمها، وربما لم يخطر ببالهم ، أنهم قد يحتاجون لتولي جزء من مسؤولية “التدريس” بشكل معمق واستكمالاً لعمل معلمي أطفالهم. فإن جداولهم وحياتهم تنقلب أحياناً رأساً على عقب، بسبب أزمة معينة. إضافة الى ذلك، قد يحتاج الآباء إلى معرفة أن حياة أطفالهم تنقلب وتتغير تبعاً للظروف المستجدة بسبب الأزمة.
في ضوء ما سبق ، أشارت لارا الخطيب من لبنان خلال اللقاء إلى أنه يمكننا دعم الأهل\أولياء الأمور لدعم أطفالهم بطريقتين:
أولا: مساعدة الأهل أولياء الأمور الأمور ببعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تنجح مع أطفالهم في أي وقت، و بشكل خاص خلال الأزمات:
o حاول أن ترى الأشياء من خلال عيون طفلك.
o حاول أن تجعل مشاعر أطفالك “مرئية” لهم (على سبيل المثال، هل تشعر كما تشعر عندما تأكل شيئاً لا طعم له جيداً؟).
o طمئنهم أن هذا أمر مؤقت ولكن لا تقدم وعوداً لا يمكنك الوفاء بها.
o دعهم يعرفون أنك تكافح أيضًا.
o إنشاء “مساحة” جيدة للتعلم (يمكن أن يكون هذا نشاطاً رائعاً يمكنك المشاركة فيه معاً).
o شارك مع طفلك في إنشاء قائمة “بما نحتاج إلى القيام به” لإرسال جميع أجزاء واجب منزلي.
o ناقش مع طفلك قيمة الواجب المنزلي الذي يتعيّن عليه تسليمه.
o من المفضل استخدام العناصر المرئية (مثل المؤقتات أو نظارات السّاعات أو الجداول المرئية).
ثانياً: يمكننا أن نمنحهم بعض الجمل الأساسية التي يمكنهم استخدامها مع أطفالهم بناءً على الظروف.من هذه الجمل :
- “أعلم أن هذا صعب”
- “لم يشترك أي منا في هذا”. “هذا ليس خطأ أي منا”
- “لماذا لا ننظم وننشئ جدولًا زمنياً لنا جميعاً؟” ونعني كلنا!!
- “دعونا نزيل جميع عوامل التشتيت من جميع الغرف التي يحدث فيها التعلم والعمل. ماذا تعتقد بشأنها؟”
- “لنتحدث عن بعض مزايا التعلم من المنزل (والتعلم عبر الإنترنت)”: ما رأيك في…؟ ما رأيك لو…؟ “
- “دعونا نتحدث عن بعض تحديات\صعوبات التعلم من المنزل (والتعلم عبر الإنترنت).كيف يمكننا معالجتها؟”
الزميلة عبير قنيبي، مدرسة الرياضيات للمرحلة الثانوية في فلسطين، تقول أنه وبالرغم من الآثار السّلبية التي أحدثتها جائحة (كوفيد-19) إلاّ أنّها جعلتنا نعيد التّفكير في أدوارنا ومسؤوليتنا حول كيفية إشراك الأهل في برنامج يدعم الصحة النفسية للأبناء أثناء الطوارئ وأثره على التفكير الإيجابي والإنجاز.
من خلال استطلاع للرأي وجَهته ا للأهل حول أولوية الأدوار المنوطة بهم من أجل دعم تعليم أبنائهم في الأزمات من وجهة نظرهم أشارت النتائج الى أن الدعم الصحي جاء في المرتبة الاولى يليه تجهيز مستلزمات البنية التحتية للتعليم عن بعد ثم توفير الأجواء المنزلية المريحة وأخيراً متابعة تعليم الأبناء.استخدمت قنيبي كباحثة مقياس (بيك) Beck Anxiety scale لتحديد المشكلة، ومقياس التفكير الإيجابي Positive Thinking scale حيث بينت النتائج أن 71% من الطلبة يعانون من درجة عالية من الاكتئاب، وأن 42٪ منهم كانت درجة تفكيرهم بإيجابية منخفضة.
أطلقت قنيبي مبادرتها (3× 5) والتي تضمنت برنامجا لدعم الصحة النفسية لطلبتها اشتملت على ثلاثة تمارين في خمس دقائق قبل البدء بالحصة الدراسية. اعتمدت في بداية البرنامج على تمارين التنفس العميق لتهدئة النفس والتقليل من التوتر، ثم تمرين ( تحدث واستمع) الذي يتيح الفرصة لكل فرد أن يشارك زملاءه شيئا ايجابيا حدث معه جعله سعيدا في ذلك اليوم، و في نهاية الخمس دقائق يشارك الطلبة في تمرين( رسالة تشجيعية) حيث يقومون بكتابة رسالة تشجيعية لزملائهم على أوراق صغيرة ويعلقونها في مكان بارز بالصف. كما شجعت المعلمة الطلبة على الالتزام بالبرنامج مع العائلة في المنزل مرة أخرى.
أشارت النتائج بعد شهرين من تنفيذ البرنامج(3 × 5) إلى انخفاض درجة الاكتئاب وفقاً لمقياس بيك. حيث أن 20٪ من العينة يعانون من درجة متوسطة من الاكتئاب ، وبخلاف ذلك كانت درجته منخفضة. كما أظهرت النتائج زيادة في قدرات الطلاب على التفكير الإيجابي، حيث ارتفعت النسبة إلى 87٪. كما أشاد الأهل بفاعلية البرنامج، حيث التزم به 95٪ من الأسر، وأشار بعضهم أن البرنامج جعلهم أكثر ارتباطاً كعائلة وقلل من توترهم وقلقهم. علاوة على ذلك ، شعروا أنهم شركاء فاعلون وحقيقيون مع المدرسة في رعاية أطفالهم. كما أشارت النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية في زيادة التحصيل الدراسي للطلاب تعزى إلى برنامج الدعم النفسي. كما أن هناك علاقة إيجابية بين برنامج الدعم النفسي وكلا من التحصيل الدراسي والتفكير الإيجابي.
إن اهتمامنا بالصحة والتعليم وخاصة في الأزمات سيسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة كما أن إشراك أولياء الأمور في البرامج التي تدعم التعليم والصحة النفسية يساهم في بناء نظام ثقة مع المدرسة ويجعل الأدوار متكاملة.
ومن الجدير بالذكر، أنه من الضروري أن يخصص الأهل وقتًا للراحة لأنفسهم (وإن كان لنصف ساعة في اليوم) ليستطيعوا الاستمرار بدعم أبنائهم لحين انتهاء الأزمة، كما يمكنهم استشارة المختصين عند الضرورة.