مساعدة مُدراء المدارس على دعم المعلمين وقت الأزمات

تأليف: لارا الخطيب  – نهلة حرب

تاريخ النشر: 5 آذار 2022

ترجمة: سلام المعايعة

overwhelmed and distraught teacher.

كريم صبي يبلغ من العمر 10 سنوات ويعيش في أحد أحياء بيروت التي تضررت بشدة بسبب انفجار الميناء. ومنذ ذلك الوقت، لم يعد كريم قادراً على الأكل أو النوم بشكل جيد. في الواقع، الشيء الوحيد الذي يبدو أنه قادر على تهدأته إلى حد ما هو العبث بقلمه الرصاص..ولأن والدته قُتلت في الانفجار، فقد تولى كريم (مع والده) مسؤولية رعاية أشقائه الأصغر سناً. يوم الأثنين كان الموعد النهائي لتسليم مشروع مدرسي كبير. ونظراً لأن والد كريم لا يزال يعاني من وفاة زوجته، كان على كريم أن يتحمل وحده مسؤولية تلبية احتياجات إخوته الصغار (من إطعامهم إلى مساعدتهم في أداء واجباتهم المدرسية). نتيجة لذلك لم يكن لديه الوقت للعمل على مشروعه المدرسي الخاص. لذلك حضر إلى الصف يوم الأثنين دون تنفيذ أي مشروع. استاءت المعلمة التي لم تكن تعلم بظروف كريم وذلك بعد أن فاته “موعد آخر لتسليم المشروع”. لقد قامت المعلمة بتوبيخه أمام جميع زملائه في الصف. بدأ كريم -الذي كان متوتراً بالفعل- بالعبث بقلمه في محاولة لتهدئة نفسه. رأت المعلمة هذا على أنه ” تحدٍ آخر” وأرسلته إلى مكتب المدير. الجدير بالذكر أن هذا المعلمة متفانية للغاية وتتمتع بالأخلاق. لقد كانت تبذل قصارى جهدها في ظل ظروف صعبة للغاية. ترك انفجار بيروت أثراً هائلاً على الجميع تقريباً. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن هذه مشكلة على مستوى المدرسة. هذه المعلمة ليست الوحيدة التي تواجه مثل هذه الصعوبات في الصف. 

إذا كنت مدير هذه المدرسة، ماذا ستفعل؟ ماذا ستقول للمعلمة؟ كيف يمكنك تقديم الدعم لها ولبقية أعضاء الهيئة التدريسية ؟ على الرغم من أن كريم يحتاج بالتأكيد إلى المساعدة، إلا أن هذه المقالة ستكون حول دعم أعضاء الهيئة التدريسية.

علمنا ماسلو بأنه إذا لم يتم تلبية احتياجاتنا الأساسية، فلن يتم تلبية “الاحتياجات الأساسية الدنيا” الأخرى أيضاً. على سبيل المثال، إذا كان الطلاب جائعين أو يفتقرون إلى النوم الكافي، فقد لا يتمكنون من التعلم بشكل جيد. على نفس المنوال، إذا شعر المعلمون أن وظائفهم ليست آمنة أو أنهم لا يحظون بالتقدير الكافي، فقد لا يكون لديهم ما يُمكنهم من أداء واجباتهم بالقدر الذي يرغبون فيه. هذا قد يجعلهم أيضاً أقل صبراً مع الطلاب، خاصة مع طلاب مثل كريم من المثال أعلاه.

إذن ماذا نفعل؟ فيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعد مديري المدارس على التوحد مع أعضاء هيئة التدريس:

  •  اجعل المعلمة ترى بأنك تسمعها وتفهم وجهة نظرها.
  • اسأل المعلمة عما إذا كانت الأمور تسير على ما يرام معها، فمن المحتمل أنها تمر بوقت عصيب أيضاً.
  • اسأل المعلمة عما إذا كانت قد حاولت التواصل مع الطالب لفهم خلفية ما حصل. على سبيل المثال، ربما يمكنها السعي لفهم الفائدة التي يجنيها كريم من العبث بقلمه.
  • اسأل المعلمة عما تعتقد أنه سبب المشكلة مع هذا الطالب وخذ وقتًا للاستماع إلى وجهة نظرها.
  • اسأل المعلمة إذا كان الطلاب الآخرون يظهرون نفس أعراض كريم أو شيئاً مشابهاً لهم.
  • اسأل المعلمين الآخرين عما إذا كانوا يواجهون صعوبات مماثلة.
  • حاول تشجيع المعلمة على التركيز على ما هو تحت سيطرتها. قد لا نكون قادرين على التحكم في كمية أو عدد المرات التي يأكل فيها كريم أو ينام فيها في المنزل، ولكن ربما يمكننا التأكد من أنه يستطيع الحصول على وجبة لائقة أثناء وجوده في المدرسة.
  • اسألها عما إذا كان الاتصال بعائلة الطالب فكرة جيدة. ربما يمكنكم فعل هذا معًا، حتى تعرف المعلمة أنها تحظى بدعمك.
  • حاول تزويد جميع المعلمين بالتدريب على الإدارة الصفية في أوقات الأزمات. يمكن أن يكون هذا ضمن الإطار الأكبر للصفوف الدراسية الحساسة للصدمات. 
  • مساعدة المعلمين على التواصل مع بعضهم البعض. قد يتعلم المعلمون الكثير من بعضهم البعض. هذا بالإضافة إلى كونهم موجودين من أجل بعضهم البعض.
  • حاول ربط المعلمين بالمرشدين التربويين والأخصائيين النفسيين.

هذه مجرد إرشادات عامة. فكل موقف مختلف وكل طالب مختلف وكل معلم مختلف وكل مدير مختلف. ما قد ينجح في بعض المواقف ومع بعض الأشخاص قد لا يعمل مع أشخاص آخرين في مواقف أخرى. لذا فهذه مجرد إرشادات نأمل أن تساعدك على البدء في تقديم الدعم للهيئة التدريسية الخاصة بك.

مصادر إضافية للمساعدة: 

أولاً: الكتب

  • Craig, S. E. (2016). Trauma-sensitive schools. New York, NY: Teachers College Press.
  • Jennings, P. A. (2019). The trauma sensitive classroom. New York, NY: W.W. Norton & Company.
  • Sorrels, B. (2015). Reaching and teaching children exposed to trauma. Lewisville, NC: Gryphon house. 

ثانياً: المواقع الالكترونية