تأليف: لارا الخطيب
نشر في: تشرين الثاني 14، 2024
ترجمة: وفاء السكران
الأطفال رائعون. بالرغم من أنهم جدا سريعوا التكيف، إلا أنهم يبقون جدا سريعي التأثر أثناء أوقات الحرب. تجلب الحرب معها الخوف، والغضب، والشكوك. ويظهر تأثيرها في طرق كثيرة – من معاناة سماع أصوات القنابل المرعبة وصرخات ألم الجرحى أو ألمحزونين، إلى التشريد من البيت للعيش في الخيام, أو الفنادق أو الشوارع.
تسبب الحرب خسائر نفسية جسيمة للأطفال والكبار على حد سواء، محدثة صدمة نفسية تتطلب تصرفنا الفوري. لا نستطيع الإنتظار لدعم صحة أطفالنا النفسية – قد يسبب التأخير حالة ذهنية ضعيفة بالفعل وحتى أكثر وهنا.
إحدى الطرق الفعّالة لمساعدة الأطفال هي من خلال استخدام الروتين. بسيطة كما قد تبدو، الروتين يقدم نظاما من خلال أنشطة تتشارك ميزات رئيسية:
- لديها بداية ونهاية.
- غالبا ما تؤدى بطريقة معينة، ولكن ليس دائما.
- كثيرا ما تتبع تسلسلا متوقعا.
وفي عالم مليء بالشكوك، مثل الحالة أثناء أوقات الحرب، يصبح الروتين شيئا موثوقا به و يمكن للطفل أن يعتمد عليه. هذا قد يفسر لماذا يطلب الأطفال الصغار عادة نفس القصة مرارا وتكرارا، بالرغم من توفر العديد من الكتب الأخرى. فهم يشعرون بالراحة لمعرفتهم أن الأمير دائما سيجد سندريلا لان لديه بابوجها الزجاجي، وهذا البابوج الزجاجي يناسب فقط قدمها.
يوفي الروتين نفس الغرض للقدرة على التنبؤ، والذي يصبح مهما للغاية أثناء أوقات الحرب. ليس بالضرورة أن يكون الروتين خيالي، أو معقد أو غال – إنه مجرد شيء يستطيع أحد الوالدين والطفل أن يقوما به معا بانتظام، ويفضل يوميا.
تجد في الأسفل بعض الأفكار للروتين والتي يستطيع الأبوين دمجها في حياة أطفالهما، سواء في البقاء في البيت، أو برفقة أقرباء أو أصدقاء، أو في الفندق، أو في الشارع، أو في خيمة. وبينما يكون أحد الأبوين الأمثل لأداء هذا الروتين، فإن الأخ أو الأخت الأكبر، أو قريب من العائلة، أو صديق مقرب من العائلة يمكنهم أيضا اشراك الطفل في هذه الأنشطة.
يمكن أن يكون الروتين:
- قراءة قصة قبل النوم للطفل، بينما يجلس الطفل بالقرب من أحد الأبوين أو في حضنهما. واذا ما توفرت الكتب، فيمكن للأحد الأبوين قراءة كتاب ( أو من صفحة الى صفحتين من الكتاب) للطفل كل يوم.
- غناء أغنية قبل موعد النوم أو في الصباح مع الطفل أو له. يمكن القيام بذلك في دقيقة أو دقيقتين فقط تقريبا في أي مكان.
- السماح للطفل بمساعدة الأبوين أثناء تحضير الطعام أو إزالة التغليف عن الطعام الجاهز (إذا كانوا يستلمون مخصصات الطعام). يستطيع أحد الأبوين تحديد أن فقط ذلك الطفل سيساعدهما في تحضير الطاولة أو إزالة الغلاف عن طعام معين ( بالنسبة للأطفال الصغار، فإننا نحتاج أن نكون حذرين ألا نعطي الطفل شيئا حارا ليقوم بإزالة غلافه).
- قضاء وقتا مع الطفل بمفرده للحديث عن أي شيء، خاصة المشاعر. يمكن القيام بذلك عندما يساعد أحد الأبوين الطفل بارتداء ملابسه في الصباح على سبيل المثال.
- السماح للطفل باختيار أي مهمة يقوم بها أولا – تحضير الطاولة، أو المساعدة في تحضير الطعام، أو تجهيز أنفسهم للبدأ باليوم. يمكن إعطاء الأطفال خيارين أو ثلاثة، حتى لا ينتهي بهم المطاف باختيار أمرا لا تستطيع العائلة منحه إياه.
- محاولة وصف كيف يشعر المرء كل يوم بمقارنة المشاعر بشيء حقيقي وملموس. على سبيل المثال، قد يسئل الطفل إذا كان يشعر مثل عندما يأكل شيئا لا يحبه أو عندما يرى حيوانا مخيفا.
- قضاء دقيقتين مع إحدى الوالدين معا بمفردهما بعد الغداء.
لا تعدّ هذه القائمة شاملة. يمكن للأبوين اختيار أي نشاط يودانه، بهدف تأدية الروتين , بقدر استطاعتهم
- في نفس الطريقة؛
- في نفس الوقت من اليوم أو بعد نفس الحدث كل يوم (مثلا بعد تناول الطعام)؛
- في نفس المكان؛
- مع نفس الشخص.
وختاما، أنه لمن الأهمية التأكيد على أن هذه الروتينات ليست بدلا عن العلاج النفسي. المقصود منها تزويد الطفل بشكل بسيط من الاستقرار والقدرة على التنبؤ التي من الممكن أن يفتقر اليها في الوضع الراهن. الخبر الرائع أن تلك الروتينات قد ينتهي بها المطاف أن تفيد الوالدين كذلك، حيث أن الشكوك، والضغط السام، و الصدمة النفسية لا تؤثر فقط على الأطفال، لكن أيضا على الوالدين.
مصادر إضافية ومراجع:
https://zerotothrive.org/routines-for-kids
https://eclkc.ohs.acf.hhs.gov/quienes-somos/articulo/importance-schedules-routines
https://melbournechildpsychology.com.au/blog/the-importance-of-routine-in-childhood
https://montessori-academy.com/blog/why-are-routines-important-for-children
https://www.childwelfare.gov/topics/casework-practice/trauma-informed-practice/?top=243