كيف يسهم التعاطف في خلق مواطن عالمي صالح و معلمين أكثر مرونة
تاريخ النشر: 27 اكتوبر 2021
كتابة و إعداد: رنا فليحان
مراجعة وتدقيق: سلام معايعة
بناء اإلنسان، وعدم حرصها بالمحتوى التعلييم الوارد يف بية رت الحديث اليوم عن دور ال يكرث المناهج المقررة. من هنا يربز دور التعاطف كمهارة أساسية يجب إكسابها للمعلم أثناء عملية اإلعداد بوية، رت العملية ال يف الفصل الدرايس. نتعرف يف هذا المقال عىل ماهية التعاطف ودوره وكذلك للطالب يف بوي رت المجال ال يف . كما نقرأ نصائح الخرباء تحول دون ممارسته لدى الطالب و المعلم ني يت والمعوقات ال حول كيفية إكساب المعلم و الطالب مهارة التعاطف. م
ما هو التعاطف؟
و يت يعرف موقع Atlas On التعاطف عىل أنه القدرة عىل فهم و تبادل المشاعر ال مختلف المجاالت العلمية واإلنسانية مثل األدب والطب وعلم مهارة يحتاجها البرش ككل وتدخل يف المجاالت العلمية والعملية، وخلق بية وغريها. كما يعترب حاجة أساسية لتحقيق النجاح يف رت النفس وال مواطن عاليم صالح ومسؤول
أهمية التعاطف في العملية التربوية:
- زيادة الدافعية لدى الطلاب للتعلم و تحفيز القدرة على الإبداع: يرتبط التعاطف بتطوير الثقة بالنفس ويسهم في إظهار ميزات الفرد و تقبلها من قبل الآخرين في محيطه. أشارت دراسة تم إجراؤها في جامعة كامبريدج، ونشرت نتائجها في موقع Scientific American إلى أن تعليم أدوات التعاطف لحل المشكلات والتواصل أدت إلى زيادة القدرات الإبداعية للطلاب بنسبة 78% بالمقارنة مع زيادة 11% فقط للمدارس التي اعتمدت منهجاً تقليدياً.
- خلق جسر بين الصف و الحياة الواقعية: يشير موقع Edutopia إلى أن التعاطف ليس موجوداً بالفطرة فقط، بل يمكن تعلمه في بيئة مدرسية داعمة توفر للطالب الأدوات اللازمة لاكتساب المفهوم والاستراتيجيات اللازمة لممارسة التعاطف، مما يجعل الطالب إنساناً ناجحا في الحياة المدرسية والعملية في المراحل اللاحقة من حياته، إذ أن قدرته على الشعور بالآخرين و التواصل معهم هي مهارة ترافقه مدى الحياة داخل وخارج جدران الصف.
- تحقيق التكامل بين مختلف أفراد المجتمع المدرسي: يبدأ التعاطف عند المعلم الذي يتفهم حاجات الطالب ورغباته ويعمل على تقبله في مختلف ظروفه وخلفياته الاقتصادية و الاجتماعية. من هنا يخلق التعاطف رابطاً بين المعلم والطالب والأهل، وتتسع الدائرة لتشمل المجتمع المدرسي ككل بما فيهم سائق الباص و موظف الكافيتيريا وعامل النظافة.
العوائق التي تواجه إكساب مهارة التعاطف للطلاب و المعلمين:
قد تبوء محاولات اكساب التعاطف للطالب و المعلم بالفشل لأسباب متعددة.
- بالنسبة للطلاب: تشكل الظروف الاجتماعية كالعنف المنزلي وطلاق الوالدين وكذلك الظروف الاقتصادية عائقاً حقيقياً يمنع الطلاب من الشعور بالتعاطف نظراً لارتفاع نسب التوتر. كما يصعب غرس الشعور بالتعاطف لدى الطلاب الذين يعانون من مشاكل سلوكية مثل عدم القدرة على الاستماع والتحكم بالمشاعر السلبية كما ورد في مقال على موقع MCC التابع لجامعة هارفارد. أضف الى ذلك وجود التفكير النمطي والتحيز لدى العديد من الطلاب بحيث يصعب عليهم الشعور بالآخرين و فهم مشاعرهم.
- بالنسبة للمعلمين: يواجه المعلمون أيضاً صعوبة في الشعور بالتعاطف بحسب موقع Ed Surge، حيث قال جون ميدينا John Medina، عالم الأحياء الجزيئية التنموي وأستاذ الهندسة الحيوية في كلية الطب بجامعة واشنطن، أن المعلمين الذين يواجهون ضغوطات اقتصادية مثل انخفاض الأجور ونقص التمويل يفقدون القدرة على التعاطف الذي يحتاج بدوره إلى الكثير من الجهد ليصبح جزءأً من الممارسة اليومية. كما أن العلاقات السيئة داخل المجتمع المدرسي بين المعلم وزملائه وبين المعلم والأهل تشكل عائقاً أمام شعور المعلم بالتعاطف. تلعب الضغوط النفسية الدور ذاته من حيث شعور المعلم بالتوتر وعدم القدرة على تلبية المعايير العالية التي يضعها النظام التعليمي أمامه.
كيف يمكن تنمية حس التعاطف ضمن المجتمع المدرسي؟
إعداد المعلم المتعاطف:
إن خلق حس التعاطف لدى المعلم يمكن أن يحصل من خلال التدريب في مرحلة إعداد المعلمين، فالمعلم هو القدوة في نشر التعاطف ضمن البيئة المدرسية. وفي هذا السياق، تشير لارا الخطيب، الأستاذة في الجامعة الأميركية في لبنان، إلى ضرورة تشجيع المعلمين على استخدام النقاشات الصفية لفهم الطلاب وخلق رابط التعاطف معهم. ويتطلب تفعيل التعاطف في الصف جمع المعلومات حول الطالب، لمعرفة اهتماماته و ظروفه و أهدافه و إعداد خرائط التعاطف وتكييف الدروس بحسب حاجات الطلاب العاطفية و الفكرية. كما يمكن استخدام أنشطة المحاكاة لخلق الوعي حول المواقف التي تتطلب التعاطف في الحياة الواقعية.
كذلك تقترح نهلا حرب، وهي معالجة نفسية والمنسقة العامة لوحدة الإرشاد التربوي في وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان، أن يستخدم مدربو المعلمين لعب الأدوار المقلوب بحيث يتخيل المعلمون ذاتهم في سن الطلاب، و يستذكرون بيئتهم و شخصياتهم و تحدياتهم و قدراتهم آنذاك، ثم يفكرون بحلول للتحديات من المنظور الإنساني أولاً، ثم من وجهة نظر الطلاب. كذلك يمكن للأساتذة التأمل في حاجاتهم وتحدياتهم كبالغين، وربط حالتهم هذه بحالة الطلاب لإيجاد أوجه الإختلاف والتشابه مما يسهم في تنمية الحس الإنساني و بناء جسور التعاطف بين المعلم والمتعلم.
تنشئة الطالب المتعاطف:
يتطلب بناء حس التعاطف لدى الطالب مجهوداً من المعلم، و عليه يجب مراعاة الأمور التالية:
- إن المعلم المتعاطف الذي يرى الأمور من منظور الطالب قبل اتخاذ الإجراءات السلوكية و التربوية هو خير مثال للطلاب.
- يقع على عاتق المعلم تزويد الطلاب بالأدوات اللازمة لتنمية التعاطف و ذلك عبر حثهم على تقبل الآخرين لا سيما المختلفون عنهم و تشجعيهم على التفكير من منظار الآخرين.
- يقوم المعلم بإرساء القواعد الأخلاقية وتشجيع الطلاب على تطبيقها ضمن المجتمع المدرسي والمتابعة الدائمة لها. تتضمن هذه القواعد مثلاً تجنب الإساءات اللفظية والتفكير في أثرها على الآخرين، وتعليم الطلاب حل النزاعات بطرق سلمية عبر الحوار وتفادي السلوكيات المؤذية مثل العنف والغضب.
مخرجات مهمة: |
التعاطف صفة قد تولد مع الإنسان ولكن يمكن أن تكتسب من خلال التعلم و الممارسة.يمكن للتعاطف ان يخلق مواطناً عالمياً صالحاً، ويجعل المعلم أكثر مرونة مع الطلاب، مما يسهم في تحسين النتائج الأكاديمية و العلاقات الاجتماعية ضمن المدرسة و خارجها.يمكن إعداد المعلم ليصبح أكثر تعاطفاً من خلال البرامج التدريبية وورش العمل، وكذلك يمكن للمعلم أن ينشر التعاطف في المجتمع المدرسي من خلال تزويد الطلاب بالأدوات اللازمة. |
مصادر إضافية
https://mcc.gse.harvard.edu/resources-for-families/5-tips-cultivating-empathy
https://mcc.gse.harvard.edu/resources-for-educators/how-build-empathy-strengthen-school-community